هجوم غزة الأعنف منذ 8 أعوام

الأكثر دموية منذ 8 أعوام موقعة أكثر من 70 فلسطينيًا
غزة تنزف تحت الضربات الجوية الإسرائيلية

أميركا تطالب بوقف العنف في غزة ومعاودة المفاوضات

"من غزة إلى بيروت.. شعب واحد لا يموت"
تحركات شبابية رداً على "كول".. وتضامناً مع أهل غزة

نجلاء عبد ربه من غزة-وكالات : مع إعلان المصادر الطبية الفلسطينية عن العدد الإجمالي لضحايا عملية الشتاء الساخن الذي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة منذ الأربعاء الماضي، والذي بلغ أكثر من120 فلسطينيًا وإصابة المئات، تكون هذه الإحصائية الأولية لعدد الضحايا هي الأعلى منذ نحو ثمانية أعوام، لتسجل بداية العام 2008 أكثر دموية في القطاع الساحلي الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وكانت شرارة العملية الإسرائيلية قد بدأت منذ الأربعاء الماضي، وتحديدًا بعد مقتل الطالب الإسرائيلي في أحد الكليات الجامعية في بلدة سديروت نتيجة اصابته بشظايا صاروخ محلي الصنع اطلقته فصائل المقاومة الفلسطينية، ليبدأ بعدها الطيران الحربي الإسرائيلي بأول عملياتهمن قصف مكثف للمواقع الفلسطينية، تمهيدًا لدخول أرتال من الدبابات والآليات العسكرية المختلفة لشمالي قطاع غزة فجر اليوم التالي ليدخل قطاع غزة مرحلة جديدة من الصراع مع إسرائيل.

وبدأت مرحلة إطلاق أول صاروخ فلسطيني في اتجاه إسرائيل قبل سبعة أعوام، مع نهاية العام الثاني من إنتفاضة الأقصى. وعلى الرغم من أن تلك الصواريخ بدائية جدًا، ولا تلحق أي أذى بإسرائيل، خاصة وأنها قتلت فقط 14 إسرائيليًا على مدار السبعة أعوام، بحسب إعترافات إسرائيل نفسها، إلا أنها أثرت على حياة 190 ألف إسرائيلي، وهجرت 3000 شخص من بلدة سديروت وحدها.

ومع هذا، فإن الرد الإسرائيلي كان عنيفًا جدًا في كل مرة يقتل فيها إسرائيلي، وألحقت الصواريخ الإسرائيلية أضرارًا بالفلسطينيين، أكبر بكثير مما ألحقته الصواريخ الفلسطينية على الإسرائيليين، إن كان ذلك من ناحية عدد القتلى والجرحى أو من ناحية الأضرار السياسية والعسكرية والمادية.

نسوة فلسطينيات يبكين أحد أقربائهن الذي راح ضحية الضربات الاسرائيلية

وشهر فبراير الحالي وعلى الرغممن أنه 29 يومًا فقط، إلا أن أحداثة مرّت على الفلسطينيين كما الدهر.. ولعل الأيام الثلاثة الأخيرة منه كانت أكثر دموية ورعبًا، لم تشهدها غزة منذ أمد بعيد.

ففي يوم الأربعاء 27/2، أطلقت الفصائل الفلسطينية 26 صاروخًا من الشريط الحدودي مع إسرائيل على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية، قُتل خلالها شاب إسرائيلي يدرس في أحد الكليات الجامعية في سديروت، لكن إسرائيل في صباح اليوم ذاته قد قتلت 5 فلسطينيين من الجناح العسكري لحماس.

ليس هذا وحسب، بل وإنتقمت لمقتل هذا الشاب الإسرائيلي، وغارت على غزة وقتلت 11 آخرين منبينهم طفلان، وقصفت مبنى وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة حماس وألحقت به أضرارًا جسيمة.

في اليوم التالي، قتل الطيران الحربي الإسرائيلي 19 فلسطينيًا، بينهم ثمانية من "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، وأربعة أطفال، بينما سقط 11 صاروخًا فلسطينيًا على سديروت وعسقلان.

وفي التاسع والعشرين من فبراير الماضي ، قتل عنصر من كتائب القسام التابعة لحماس في غارة على مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، إضافة إلى مقتل طفلة في الثانية من العمر، جرّاء قذيفة دبابة قرب بيت حانون. في الوقت الذي حشدت إسرائيل دباباتها وآلياتها بالقرب من معبر بيت حانون "إيرز"

ومنذ فجر أمس، قتل 63 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، في غارات جوية وعملية برية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما أصيب أكثر من 150 فلسطينيًا بجروح، إصابات 15 منهم على الأقل خطرة. وإعترفت إسرائيل بمقتل إثنين فقط من جنودها.

اليوم، أقل سخونة عن الأمس، فقد قتل 10 فلسطينيين في تواصل الغارات والقصف الاسرائيلي على منازل المواطنين شمالي قطاع غزة.
وكان مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة خالد راضي قال إن "عدد الشهداء بلغ منذ فجر الأربعاء 103 من بينهم 39 طفلاً فيما جرح 312 فلسطينيًا، بينهم 49 طفلاً و42 سيدة و17 منهم في حالة حرجة".

كما افادت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان ان فلسطينيًا ثانيًا قتل في الغارة الجوية التي شنها الطيران الاسرائيلي مساء اليوم على جباليا في شمال قطاع غزة حيث تتواصل العملية العسكرية الاسرائيلية لليوم الثاني.

وقال المصدر الطبي "استشهد مواطنان اثنان هما نعيم عبد الله ابو الحسني (48 عاما: اكرر: 48 عاما) ورائد جنيد (27 عاما)، واصيب مواطن اخر اثر صاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية الليلة على منطقة السكة في جباليا".واشار الى ان ابو الحسني قتل على الفور بينما المواطن الاخر "استشهد" بعد حوالى نصف ساعة على وصوله الى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. وفي بيان، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ان جنيد والحسني "من عناصرها".

من جهة ثانية، قال مصدر طبي "اصيب مواطنان عندما اطلقت طائرة اسرائيلية صاروخا على منزل خليل اهل (وهو من نشطاء لجان المقاومة الشعبية وقتل في غارة اسرائيلية على منزله مساء الخميس) في مخيم الشاطئ للاجئين في غرب غزة.ووصفت اصابة الجريحين بانها طفيفة.

وذكر شهود عيان ان اضرارًا جسيمة لحقت بالمنزل الذي يتعرض للمرة الثانية للقصف. واكد الشهود ان الغارة نفذت فيما كان مئات المواطنين يقومون بواجب التعزية في "استشهاد" خليل اهل. كما اصيب فلسطينيان اثنان في غارة جوية نفذها الطيران الاسرائيلي مساء الاحد في جباليا في شمال القطاع حيث عملية التوغل الاسرائيلية مستمرة.

من جهتها، قالت كتائب القسام إن 35 عنصرًا من عناصرها قتل منذ بدء العملية العسكرية على قطاع غزة". وأكدت كتائب عز الدين القسام في بيان لها، قيامها منذ فجر أمس "بقصف أهداف صهيونية بـ 73 صاروخ قسام منها 28 صاروخًا باتجاه سديروت، إضافة إلى 470 قذيفة هاون و12 قذيفة (آر بي جي).

متحدث اسرائيلي: إطلاق 40 صاروخ من غزة نحو بلدات اسرائيلية

أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي الليلة ان الفلسطينيين اطلقوا الليلة 40 صاروخا من شمال قطاع غزة نحو جنوب اسرائيل استهدفت على نحو خاص مدينتي اسديروت وعسقلان. واعترف متحدث باسم جيش الاحتلال في تصريح للاذاعة العبرية انه بالرغم من العملية العسكرية الواسعة التي تشنها قوات في شمال القطاع الا ان المقاومين الفلسطينيتين واصلوا عمليات اطلاق الصواريخ التي اوقعت 20 اصابة في صفوف الاسرائيليين.

وقال المتحدث ان هؤلاء سقطوا اثر سقوط اكثر من 40 صاروخا اطلقت من شمال قطاع غزة نحو مدينتي عسقلان واسديروت جنوب اسرائيل وعدد من القرى الاخرى. واشار الى ان من بين المصابين رئيس بلدية (اسديروت) ايلي مويال والذي اصيب الليلة بجراح طفيفة خلال قصف تعرضت له مدينته التي تلقي 15 من سكانها العلاج بعد تعرضهم لحالات صدمة ناجمة عن عمليات القصف الصاروخي الفلسطيني.

مجلس وزراء البحرين يدين العلميات الاسرائيلية

وفي الردود الأفعال العربية، دان مجلس وزراء البحرين "الاعتداءات والممارسات الوحشية" التي ترتكبها القوات الاسرائيلية في غزة والتي ادت الى "قتل الابرياء والاطفال وترويع الامنين منهم وتشريدهم" كما افادت وكالة انباء البحرين.

وصرح الشيخ احمد بن عطية الله آل خليفة وزير شؤون مجلس الوزراء عقب الاجتماع الاسبوعي للمجلس، اليوم، برئاسة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، ان المجلس حث "المجتمع الدولي على ضرورة توفير الحماية للمدنيين والعمل على وقف العمليات العسكرية الاسرائيلية التي لا تستقيم مع أبسط المبادئ الانسانية". أكد أن المجلس عبر عن "استنكاره لإستمرار اسرائيل في ممارسة مثل هذه العمليات التي ستلقي بظلالها سلبًا على الجهود المبذولة عربيًا ودوليًا لإحلال السلام في الشرق الاوسط".

اليمن يدعو المجتمع الدولي إلى وضع حد لعمليات اسرائيل "الارهابية"

كذلك، ندد اليمن بـ "الاعتداءات العسكرية" التي تشنها إسرائيل على غزة، داعيًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة الى "سرعة التحرك لوضع حد للاعتداءات الاسرائيلية وعملياتها الارهابية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني"، كما افادت وكالة الانباء اليمنية (سبأ).

نقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله ان اليمن يدعو "هيئة الامم المتحدة والمجتمع الدولي الى سرعة التحرك لوضع حد للاعتداءات الاسرائيلية وعملياتها الارهابية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني قبل ان يؤدي ارتفاع مستوى التوتر الى اتساع رقعة المواجهة واستمرار سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء".وحذر المصدر "من عواقب وخيمة ناجمة عن الاجتياح البري الواسع الذي تنوي اسرائيل القيام به في قطاع غزة الذي يقطنه اكثر من مليون ونصف من البشر وتحويله الى محرقة كبيرة".

الكويت: دعوة العرب الى التحرك لوقف "الاعتداءات الاسرائيلية"

وفي الكويت، دان رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بشدة "الاعتداءات المتكررة التي ترتكبها الالة العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة"، داعيا العرب الى التحرك لوقفها، كما نقلت عنه وكالة الانباء الكويتية.

وعزا الخرافي في تصريح للصحافيين اسباب استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة الى "الخلاف الفلسطيني-الفلسطيني ومن ثم الخلاف العربي-العربي"، معربا عن اسفه ازاء "الصمت العربي لما يجري من اعتداءات وانتهاكات صارخة في قطاع غزة".

ودعا الخرافي في هذا السياق القادة العرب الى "التحرك لوقف تلك الاعتداءات وتجنيب الخلافات في ما بينهم .. وتوحيد الجهود لدعم اخواننا الفلسطينيين في غزة ودعم جهادهم بكافة السبل الممكنة سواء المالية او الادبية او الدولية".

خامنئي يدعو قادة الدول الاسلامية الى تصعيد اللهجة ضد الهجوم على غزة

بدوره، حث المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله علي خامنئي قادة الدول الاسلامية على التدخل ضد الهجوم الاسرائيلي الدامي على قطاع غزة.ونقل التلفزيون الرسمي عن المرشد الاعلى قوله في رسالة "ان صمت العالم الاسلامي حيال هذا التوغل غير المسبوق امر غير مقبول على الاطلاق". واضاف "على الامم الاسلامية ان تثير فضيحة وعلى قادة الدول الاسلامية ان يعبروا عن غضب اممهم حيال نظام الاحتلال هذا".

واعتبر علي خامنئي من جهة اخرى "ان يد الحكومة الاميركية ملوثة جدًا بدم الفلسطينيين المحرومين".وحملت منظمة المؤتمر الاسلامي وعدة دول اسلامية على الهجوم الاسرائيلي الاكثر دموية في قطاع غزة منذ العام 2000.والجمهورية الاسلامية الايرانية لا تعترف بالدولة العبرية لكن اللهجة صعدت في السنوات الاخيرة في ظل رئاسة محمود احمدي نجاد الذي شن حملات شفهية عنيفة على هذه الدولة.

الامارات تطالب المجتمع الدولي ب "اجراءات حاسمة لوقف العدوان على غزة"

من جهتها، طالبت الامارات العربية المتحدة المجتمع الدولي باتخاذ "اجراءات حاسمة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر" على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كما ذكرت وكالة الانباء الاماراتية الرسمية.

وجاء في بيان اصدرته الامارات واوردته الوكالة ان "الجريمة التي ترتكبها قوات الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين من ابناء غزة انتهاك سافر لكل المواثيق والاعراف الدولية والانسانية وتستوجب تحركا فوريا من مجلس الامن ليضع حدا لها ويرفع عن اطفال غزة وسكانها ما يتعرضون له منذ ايام من بطش وقتل وتدمير".وحمل البيان "المجتمع الدولي تبعات استمرار هذا العدوان وتداعياته على الامن والاستقرار ليس فقط على الشعب الفلسطيني بل على الاستقرار والامن في المنطقة والعالم".

واكد ان "الامارات التي تقف الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم تؤكد استعدادها القوي والدائم لتقديم كل ما يمكن من مساعدات لضحايا العدوان والمساهمة بكل جهد سواء بصورة فردية او في اي اطار عربي او دولي من اجل ايقاف المجزرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".

اتصال هاتفي بين عباس ورايس

الى ذلك ذكرت اذاعة (صوت فلسطين) ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اجرت الليلة اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحثت معه اخر التطورات في الاراضي الفلسطينية خصوصا الاحداث الجارية في قطاع غزة. وقالت الاذاعة ان الرئيس عباس طلب من الوزيرة رايس بذل كل الجهود من اجل تهدئة الوضع ووقف العمليات العسكرية الاسرائيلية معتبرا انها ستؤثر سلبا على عملية السلام في المستقبل.

ونقلت الاذاعة عن الوزيرة رايس وعدها للرئيس عباس خلال المكالمة الهاتفية بأنها ستبذل كل الجهود للحفاظ على هدف التحرك الدولي لتحقيق الوصول الى سلام عادل وشامل بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ومن المقرر ان تتوجه رايس هذا الاسبوع الى الشرق الاوسط لاجراء محادثات بشأن عملية السلام مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين والذين اعلنوا اليوم تجميد المفاوضات بسبب العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

باراك يجرى مشاروات خاصة ومقلصة بشأن اوضاع قطاع غزة

من جانبه بدأ وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك جلسة مشاورات مع رئيس جهاز الامن العام (شين بيت) يوفال ديسكن ورئيس الاركان الجنرال غابي اشكنازي وقادة الاجهزة الامنية لتدارس الموقف امنيا وبخاصة في قطاع غزة. ونقلت الاذاعة العبرية عن باراك قوله قبل بدء هذا الاجتماع ان الوقت قد حان للقيام بالافعال في اشارة الى نيته تصعيد عمليات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة الذي يشهد منذ ثلاثة ايام عدوان دموي اسرائيلي.

وقال باراك في تصريحاته ان حركة حماس تتحمل المسؤولية حاضرا ومستقبلا عما سيجرى في غزة مشيرا الى ان اسرائيل حققت الانفصال عن قطاع غزة وقامت باقتلاع التجمعات السكنية والمستوطنين من بيوتهم من اجل ضمان الهدوء في التجمعات السكنية المحيطة بالقطاع. وحسب باراك فأن حماس تستمر ومن دون اي سبب في اطلاق النار باتجاه المدنيين العزل دون ان تترك لاسرائيل اي خيار اخر مشيرا الى ان اسرائيل ستمارس القوة لتغيير الوضع وانها ستحقق هذه الغاية.

وقالت الاذاعة ان من المقرر ان يترأس الوزير براك غدا جلسة لتدارس النواحي القانونية لاطلاق النار بصورة مكثفة ومباشرة باتجاه الاحياء السكنية في قطاع غزة التي يستخدمها المسلحون الفلسطينيون لاطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ باتجاه التجمعات السكنية الاسرائيلية.