أخبار

ميدفيديف: محام حذر يشق طريقه نحو الكرملين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: قد يكون ديمتري ميدفيديف هو أكثر حلفاء فلاديمير بوتين تمتعا بثقته لكن هل يملك المحامي السابق المؤهلات التي تمكنه من حكم الكرملين. واستغل بوتين شعبيته الهائلة لضمان انتصار ميدفيديف في انتخابات الرئاسة التي أجريت يوم الاحد وتوليه منصب الرئيس رسميا في مايو أيار.

ويصف زملاء سابقون ميدفيديف الذي يبلغ من العمر 42 عاما بأنه محام لامع يكره المخاطرة ومخلص لبوتين وهي صفات ستكون لها أهمية بالغة اذا عين رئيسه السابق رئيسا للوزراء كما هو متوقع. لكن البعض شكك فيما اذا كان ميدفيديف يملك الغريزة السياسية التي ستلزمه كي يسوس المجموعات المختلفة في الكرملين وأكبر بلد في العالم.

ومن المرجح أن تتحدد ملامح فترة رئاسته على الاقل في بدايتها بطبيعة علاقته براعيه ومرشده الذي يقول انه سيشغل منصب رئيس الوزراء في عهد ميدفيديف. وقال ميخائيل جورباتشوف اخر رئيس للاتحاد السوفيتي أثناء ادلائه بصوته " اعتقد انه متعلم وعصري ولديه استعداد جيد. ولديه خبرة طيبة كمحام وهو ذكي لكن هناك عيب واحد انه لم يعمل على المستوى الاتحادي لفترة كافية."

وسيصبح ميدفيديف الذي يعترف بأنه يبدو "عصبيا" في العلن أصغر زعيم روسي منذ اخر امبراطور روسي القيصر نيقولا الثاني الذي أبدى المحامي السابق اعجابه به. وقال زميل سابق لميدفيديف من التسعينات لرويترز شريطة عدم نشر اسمه "ديما ذكي..ذكي بما يكفي ليصبح الرئيس وهو صارم.. صارم بما يكفي ليصبح الرئيس."

وأضاف "لكن ينبغي أن تتمتع باحساس ما..ذكاء عاطفي.. احساس بالقرارات التي تتخذ في الكرملين. بوتين يتمتع به و(الرئيس السابق بوريس) يلتسن كان يتمتع به بالتأكيد. لكن هل يتمتع به ديما.. لا أعلم. سنرى." ويقول البعض ان ميدفيديف الذي يقل طوله سنتيمترات عن بوتين قد يضطر لتعلم كيفية الظهور في المناسبات العامة من معلمه وراعيه.

ولكن بوصفه رئيسا لمجلس ادارة شركة جازبروم العملاقة التي تعمل في مجال الغاز فقد أظهر ميدفيديف جانبا أشد من تلك الصورة التي يقدمه بها صناع الصور في الكرملين الذين حاولوا تصويره على أنه زعيم أكثر رقة وودا من سابقه بوتين الذي عمل في المخابرات السوفيتية.

وخلال خدمته في جازبروم قطعت الشركة امداد أوكرانيا بالغاز ووسعت نشاطها في داخل روسيا من خلال موجة انفاق على التملك. ولا يوجد دليل على أن ميدفيديف عمل لصالح أجهزة أمن الدولة.

وولد ديمتري أناتولييفيتش ميدفيديف لاسرة من المدرسين. وعرف عنه بأنه محب للكتب. ويقول أن أفضل كتاب كان الموسوعة السوفيتية التي تماثل موسوعة بريتانيكا ولكنه عشق فرقة الروك البريطانية بلاك ساباث والمغني ليد زبلين وديب بوربل.

وقالت ناتاليا راسكازوفا التي درست مع ميدفيديف في كلية الحقوق بجامعة سان بطرسبرج التي درس فيها بوتين "انه مثقف للغاية. يمكنك أن تتحدث معه عن المسرح والموسيقى.. ولديه روح فكاهة."

وأضافت "انه لم يتغير. رأيته قبل عام ولم تكن هناك عجرفة ولم يكن في برج عاجي." وعمل ميدفيديف في تدريس القانون عقب تخرجه ولكنه عمل مع بوتين الذي كان آنذاك رئيسا للجنة العلاقات الخارجية عند رئيس بلدية سان بطرسبرج. واشتغل ميدفيديف بالتجارة أيضا وهي فترة من حياته أغفلتها السيرة الذاتية الرسمية.

وعمل محاميا رئيسيا لدى شركة اليم بالب للورق وساعد في تأسيس الشركة على الرغم من أن زملاءه يقولون انه لم يعامل قط كند لملاك الشركة. وصارت الشركة واحدة من أبرز الشركات الروسية في القطاع الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات.

وقال زميله السابق "كان يتقاضى راتبا ودخل في التجارة الحقيقية في التسعينيات. لقد رأى الواقع." وأضاف ان ميدفيديف تبنى موقفا غير معتاد آنذاك فلم يكن يدفع الرشوة وخسر قضية في المحكمة خاصة بالشركة لانه رفض أن يعطي القاضي مالا.

ولعبت صداقته ببوتين دورا حيويا في صعوده. فبعد أن صار بوتين رئيسا للوزراء ثم صار رئيسا في عام 2000 خلفا ليلتسن دعا ميدفيديف الى موسكو. وعمل نائبا لرئيس موظفي الكرملين ثم رئيسا للموظفين وتولى أعلى منصب في شركة جازبروم التي تسيطر عليها الحكومة وهي أكبر شركة للغاز في العالم.

ويقولون مصرفيون في مجال الاستثمار ان ميدفيديف أظهر سلطة في الكرملين من خلال اجرائه اصلاحا جوهريا لجازبروم سمح للدولة بتعزيز سيطرتها ولكن في الوقت نفسه فتح المجال للاجانب بتملك أسهم الشركة.

ودخل ميدفيديف الى سباق الرئاسة في وقت متأخر من العام الماضي حينما قال بوتين انه الرجل المناسب للمنصب. ولكن في ظل استمرار قوة بوتين وعزمه البقاء كرئيس للوزراء فان موقع ميدفيديف قد يكون مقلقلا. ويقول زملاؤه السابقون "اننا لا نرى الا جزءا من الخطة.. المشاهد الاولى.. ولا أحد يعلم ما هي النهاية.. ولا حتى ميدفيديف. ولا يمكن معرفة ذلك لان خطط "بوتين" قد تتغير اعتمادا على ميدفيديف."

وأضافوا "بوتين يثق بميدفيديف. ويثق في شخصيته المعتدلة ولا يحب المجازفة. وهذا ما يحتاجه.. ولكن كم من الوقت سيستغرق الامر بالنسبة لميدفيديف.. وكيف ستسير الامور." ولميدفيديف زوجة هي سفيتلانا وابن ولد في عام 1996.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف