المعارضة والموالاة في حالة الموت السريري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حرب على غزة وشلل في لبنان
المعارضة والموالاة في حالة الموت السريري
الحكومة المكبلة ليست الطرف الوحيد الذي يعاني ضيق هامش الحركة اليوم. فالمعارضة ايضاً تبدو مكبلة بألف قيد وقيد خارجي وداخلي. حزب الله على هذا المستوى لا يستسهل الرد على اغتيال عماد مغنية أحد أبرز قادته العسكريين. لأن جروح الحرب السابقة لم تلتئم في لبنان بعد من جهة أولى، ولأن الانقسام الداخلي بلغ حداً يهدد معه التضامن الوطني إذا ما حصلت الحرب. وهذا ما لم يستدركه قادة المعارضة اللبنانية حتى الآن. من جهته اجرى الرئيس نبيه بري حديثاً تلفزيونياً مطولاً شرح فيه اسباب فشل المبادرات في حل الأزمة الرئاسية وحمل الموالاة مسؤولية هذا الفشل. لكنه أحجم عن شن هجوم ايجابي على الموالاة وتقديم مبادرة جديدة او الدعوة إلى استئناف الحوار من حيث انتهى إليه. اما حزب الله فرأى في مرابطة المدمرة الأميركية يو اس اس كول على خط الأفق اللبناني - السوري تعبيراً عن رغبة اميركية بالتدخل العسكري في لبنان لصالح حلفائها من الموالاة. ولم يلبث ان رفع من وتيرة تهديده ووعيده للموالاة تأسيساً على هذه الواقعة.
من جهتها الموالاة اكتفت من المبادرة العربية بإعلان نعيها، ولم تتقدم اي خطوة اضافية باتجاه المعارضة. لسان حال الموالاة والمعارضة في لبنان يقول: ان الطرفين قدما كل ما يستطيعان من تنازلات ولم يعد من مجال لتنازلات جديدة. تأسيساً على هذه السياقات يمكن فهم الجمود السياسي الذي يعانيه لبنان منذ إعلان فشل المبادرة العربية، بحيث بات الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة المجلس النيابي في 11 آذار - مارس مؤكداً. اما افراغ لبنان من الجاليات الاجنبية فجار على قدم وساق وفي السر والعلن. ولم تعد السفارات في حاجة لإبلاغ رعاياها بضرورة تجنب السفر إلى لبنان اصلاً.
الشعور المتزايد بالقيود الثقيلة التي كبلت بها القوى السياسية نفسها جعل هذه القوى في حالة انتظار يشبه الموت السريري. والانتظار هذه المرة، بعد فشل السياسة في تحقيق اختراقات مهمة في جدار الازمة الرئاسية والتي هي جزء يسير من ازمات لبنان العميقة، لن يأتي بمبادرات سياسية جديدة، بل بانفجار امني او عسكري، من خلال اضطرابات داخلية او اندلاع حرب خارجية على ارض لبنان وفي جواره. في الانتظار لا يفعل السياسيون اللبنانيون سوى التراشق في المنابر الإعلامية، التي باتت محطات للخوف والحذر، بعدما اصبح اطلاق النار ابتهاجاً بإطلالات المسؤولين السياسيين على الشاشات تقليداً لبنانياً دامياً.
التعليقات
الوحده
حسن -الوحده الوطنيه هي اهم من اى انتماء طائفي او سياسي تنبهو يابناء لبنان الى المخاطر من فرقتكم فلا امريكا وفرنسا ستدمع عينهما عليكما ولا سوريا وايران ستعيدان لكم الحياة بعد الموت تاخوا في وطنكم
abou shou ?
christian -شعبٌ يقتل وينحر ونحنُ صامتون سامدون لاحراك لنا ولا رفض عندما أستحكم الوهن على قلوبنا والذل على أفكارنا كُبلت جوارحنا وقيدت ألسنتنا فأصبحنا كالأنعام في مسلخ بني صهيون اللئام ,,,