موسى في بيروت غدا: محاولة جديدة من أجل لبنان

الملك عبدالله بن عبد العزيز يستقبل الجميّل
موسى في بيروت غدا: محاولة جديدة من أجل لبنان

إيلي الحاج من بيروت : بعد ركود ومراوحة سياسية استمرا أياماً بدا في الساعات الأخيرة في لبنان أن ثمة محاولة عربية جديدة وجدية لحل الأزمة السياسية - الرئاسية التي تخيم على البلاد، وذلك بعدما هددت بتداعياتها القمة العربية المقررة في دمشق آخر الشهر الجاري . في السياق هذا يعود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من القاهرة إلى العاصمة اللبنانية الأربعاء بعد انعقاد اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول العربية في دورته ال129، وهو يحمل على ما علمت "إيلاف " خطة عمل لم تبرز ملامحها بعد ويتردد في بيروت أنه وضعها بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يحرص على تمثيل "الجناح المعتدل" في قوى المعارضة المتحالفة مع سورية، وذلك إستناداً إلى قول بري أنه يسعى إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل موعد الجلسة المقابلة التي حدد موعدها في 11 من الجاري.

ورغم التكتم سرت تكهنات عن تضمين اقتراح الحل الجديد ضمانات للفريقين كي يتمكنا من التراجع عن بعض مواقفهما المتعلقة بعدد المقاعد لكل منهما في حكومة العهد الجديد العتيدة وتوزع حقائبها، بما يسهّل انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان . علماً أن لا أحد يعتقد فعلياً في بيروت بأن الحل هو في يد الأفرقاء الللبنانيين وأنه يستلزم تفاهماً لا يزال متعذراً مع القيادة السورية ومعها القيادة الإيرانية .

وفي إطار الإهتمام السعودي بالتوصل إلى حل للأزمة اللبنانية من المقرر أن يلتقي الملك عبدالله بن عبد العزيز الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية أمين الجميّل الذي وصل أمس إلى المملكة العربية وسيلتقي عددا من قياداتها قبل أن يعود غدا إلي بيروت.

ويتوجه وزير الخارجية والمغتربين بالوكالة طارق متري الى القاهرة اليوم الثلثاء لتمثيل لبنان في دورة مجلس وزراءخارجية الدول العربية التي ستبدأ اعمالها غدا الاربعاء في القاهرة لمناقشة التطورات في غزة وموضوع"التضامن مع الجمهورية اللبنانية " الذي يتناول الخروق الاسرائيلية الجوية والبرية والبحرية وتعويض الاضرار التي سببتها الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان في اوقات مختلفة، وسيطرح متري مشروع قرار في هذا الصدد.

وعلمت "إيلاف" ان عرقلة تنفيذ المبادرة العربية في شأن لبنان ، ولاسيما انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية سيكون في مقدم مواضيع البحث خلال عشاء عمل مساء اليوم في مقر الجامعة بناء على دعوة من موسى الذيسيطلع الوزراء على نتائج زياراته السابقة لبيروت واضطراره الى مغادرتها بعدما تبين له ان المعارضة ممثلة بالنائب الجنرال ميشال عون غير مستعدة للتراجع او للتنازل عن مواقفها، مؤكداً ان مفتاح الحل بالتالي هو في يد دمشق . كذلك سيطلعهم على نتائج محادثاته في دمشق وإخفاقه في إقناع القادة السوريين بتسهيل الحل للبنان مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية الدورية السنوية في سوريا.

وعلم ان مستوى تمثيل لبنان في القمة العربية ستحدده الحكومة التي ستجتمع برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة بالإستناد إلى مدى التجاوب السوري مع الرغبة السعودية في التوصل إلى حل لأزمة هذه البلاد . وسيتلقى لبنان الدعوة إلى القمة عبر مندوبه الدائم لدى الجامعة ولن يزوره وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتسليم الدعوة أسوة ببقية الدول العربية، وهناك معلومات اخرى تفيد أن القيادة السورية قد تكلف رئيس المجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري نقل الدعوة إلى الرئيس السنيورة. وغني عن القول إن لبنان لن يحضر القمة إطلاقاً إذا قاطعتها المملكة العربية السعودية ومصر، وحتى مستوى مشاركته سيكون بالتشاور معهما إلا إذا حصلت مفاجأة وانتخب العماد سليمان رئيساً للجمهورية خلال أيام . وعند ذلك يتمثل لبنان كبقية الدول.