وزراء الخارجية العرب يجتمعون الليلة تشاورياً بالقاهرة

نبيل شرف الدين من القاهرة: بدأ وزراء الخارجية العرب في التوافد إلى القاهرة، التي وصلها مساء الثلاثاء كل من وزراء خارجية العراق هوشيار زيباري، والجزائر مراد مدلسي، والكويت الشيخ محمد الصباح، والسعودي سعود الفيصل، وغيرهم، وذلك للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر يوم غد الأربعاء. هذا ومن المقرر أن يعرض عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية تقريراً مفصلاً على الوزراء العرب، حول نتائج مشاوراته مع كافة الفرقاء اللبنانيين، وفي هذا السياق كشف مصدر في الجامعة عن أن موسى يحمل أفكارا من القيادة السورية إثر لقائه في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد، وهي الأفكار التي وصفها المصدر ذاته بأنها "تعجيزية، إذ تقوم على فكرة قيام حكومة انتقالية قبيل إجراء انتخابات نيابية مبكرة في لبنان حسماً للأزمة السياسية هناك"، على حد تعبيره .

وفي سياق متصل وصل إلى القاهرة في وقت سابق وفد برلماني لبناني يمثل قوى 14 آذار لتسليم مذكرة لوزراء الخارجية العرب استكمالاً لمذكرة سبق أن قدمت من قبل خلال اجتماعهم الأخير في 26 كانون الثاني (يناير) الماضي في القاهرة، ويرأس هذا الوفد عضو كتلة تيار المستقبل النائب سمير الجسر الذي أكد في تصريحات صحافية أن تمسك الأقلية بمطلب الثلث المعطل في الحكومة أمر يتناقض مع المبادرة العربية مشددة على رفض منح المعارضة حصة مماثلة لحصة الأغلبية .

تقرير موسى

ولدى وصوله إلى القاهرة قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح "إن اجتماع وزراء الخارجية العرب يكتسب أهمية كبيرة نظرا لأنه يعقد قبيل مؤتمر القمة المقرر أن يعقد نهاية الشهر في دمشق"، لافتاً إلى أن الوزراء سوف يستمعون لتقرير الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول نتائج مساعيه واتصالاته في لبنان، معربا عن أمل أن تؤدي إلى حل للأزمة التي يعانيها، وأيضا أن يكون هناك تمثيل كامل من كل الدول العربية في القمة والمجزرة التي تحدث في الأراضي الفلسطينية التي تحتم علينا كعرب أن نتعامل معها بجدية" .

وفي هذا السياق كشفت مصادر الجامعة العربية أن تقريرا مفصلا لموسى سيحيط من خلاله وزراء الخارجية العرب علما بنتائج مشاوراته مع الأطراف اللبنانية بما في ذلك نتيجة الاجتماع الرباعي، ومدى توافق مضمون المشاورات مع المبادرة العربية .

وذكرت مصادر الجامعة أن تقرير موسى سيتناول المعوقات التي اعترضت مهمته وما استمع إليه من كافة الأطراف المعنية في الساحة اللبنانية، كما سيطلع الوزاري العربي على رؤيته المستقبلية وتقويمه للأوضاع في لبنان عموماً، وكافة الاحتمالات المطروحة للتعامل مع الأزمة .
وأكدت المصادر أن الوزاري العربي سيقرر الخطوة التالية لموسى حيال التعامل مع هذه الأزمة، فيما استبعدت أن يتوقف الأمين العام للجامعة العربية عن القيام بتلك المهمة، أو أن يعلن تجميد مساعيه بين الأطراف اللبنانية، ورجحت خيار مواصلة الجهود حتى قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في دمشق .

كما استبعدت المصادر ذاتها أن يقدم الوزراء العرب على إجراء تغييرات أو تعديلات على المبادرة العربية الخاصة بلبنان، لافتة إلى أن الوزاري العربي سيجدد ثقته بمهمة الأمين العام داعيا الأطراف اللبنانية الى التجاوب معها والبدء الفوري بانتخاب الرئيس .

ويتضمن جدول أعمال الدورة 129 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية برئاسة جيبوتي 22 بنداً، تتناول حزمة من قضايا العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والقانونية والمالية.