أخبار

جنوب أفريقيا: انتهت "الأبرتهايد" ولكن العنصرية باقية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جنوب أفريقيا:لقد شكلت "الحادثة العنصرية" الأخيرة في جنوب أفريقيا، البلد التي قدمت للعالم كلمة "ابارثيد" (الفصل العنصري) صدمة كبيرة. وتتمثل "الحادثة العنصرية" المقصودة في عرض لقطات فيديو صوره طلاب بيض، يظهر فيه موظفات من السود في السكن الداخلي لإحدى الجامعات بعد تعرضهن لخدعة "قذرة" تمثلت بدفع الموظفات لتناول طعام ملوث بالبول.

وبالنسبة إلى كثيرين، يشير الفيديو الذي انتشر حول العالم، بأنه برغم انتهاء سياسية التفريق العنصري قبل ثلاثة عشر عاماً، فإن العنصرية مازالت متفشية، والدولة لا تنتبه لها بالشكل الكافي.

عندما اعترض وزير الثقافة، بالو جوردان، وهو أسود، في برنامج حواري إذاعي مشيراً إلى أن الحادثة كانت معزولة، اتصل الناس ليخالفوه.

وكشفت العديد من النقاشات في وسائل الإعلام ومقابلات أجرتها وكالة الأسوشييتد برس مع ستة محللين وعاملين في مجال حقوق الإنسان، أن الحوادث العنصرية تشهد وتيرة متزايدة.

وتقول تيريزا أوكلي-سميث، التي أدارت لمدة 15 سنة شركة تطوير موارد بشرية كانت توفر ورشات عمل للتنوع "إن العنصرية تزداد سوءاً لأنها تصبح أكثر علانية.. وهذه الحادثة ليست فردية، ثمة العديد من الحوادث المروعة والمهينة."

وأوضحت أن عدداً من الطلاب والآباء والمعلمين، ومن ضمنهم أفراد هيئة التدريس الأعلى، في مدرسة تقاوم الاختلاط بين السود والبيض، قاموا بإخفاء أوجههم باستخدام الألوان للتمويه، وذهبوا إلى صف مليء بالسود، و"ضربوا الأطفال بشكل مروع."

تقول أوكلي سميث، وهي بيضاء "لم يحصل شيء. المعلم الذي اشترك بالهجوم لم يطرد. وربما يكون لا يزال يمارس مهنة التعليم هناك."

أما جودي كولابين، رئيسة مفوضية الحكومة لحقوق الإنسان فتقول: "لم نتوصل إلى التعامل مع الماضي ومع العنصرية."

عندما خرج نيلسون مانديلا من السجن الذي احتجز فيه لمدة 27 سنة، سامح معتقليه وحث رفاقه السود على أن يتحلوا بسمو نفس في الصلح مع البيض الذين كانوا في مركز القوة خلال الهجمات الإرهابية.

وتقول كولابين، وهي من أصول آسيوية، إن الصلح في "أمة قوس قزح" الجديدة كان يعني مسامحة البيض، ولكن التغير المطلوب للمجتمع كان يجد مقاومة من قبل البيض، الذين استفادوا من سياسة الفصل العنصري. وطالبت أوكلي سميث وكولابين باعتذار جماعي من البيض يشابه الاعتذار الذي قدمته الحكومة الأسترالية في فبراير/ شباط الماضي إلى السكان الأصليين.

قال مشرع المعارضة الأبيض، لانس غريلينغ، في تصريح "جماعياً، أقل ما يمكن أن يفعله الجنوب أفريقيون البيض هو الاعتذار، ليس فقط عن التصرف المريض ولكن عن قرون من الإساءة التي ابتلينا بها السود في هذا البلد."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف