رايس في إسرائيل اليوم وسط إستمرار دوامة العنف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس، وكالات: تجري وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين في ختام جولتها بالمنطقة وذلك بعد المباحثات التي أجرتها أمس في القاهرة ورام الله. ويأتي هذا بينما نفذت قوات اسرائيلية تدعمها المروحيات توغلا جديدا في قطاع غزة حيث اشتبكت مع مسلحين فلسطينيين في خان يونس جنوبي القطاع. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن رضيعة فلسطينية عمرها شهر قتلت خلال تبادل إطلاق النار.
اجتماعات الثلاثاء
وكانت رايس قد اجتمعت صباح الثلاثاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، واتفقت معه على استئناف مفاوضات السلام مع الإسرائيليين والتي كان قد علقها بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. من جانبه طالب محمود عباس بتنفيذ هدنة في قطاع غزة والضفة الغربية، ووقف إسرائيل "لعدوانها" على قطاع غزة حتى يتوفر المناخ الملائم للمفاوضات، وانتقد الحصار الخانق المفروض على غزة والذي "دمر المفاوضات" حسب قوله.
وكانت رايس قد وصلت إلى رام الله في المحطة التالية في جولتها في الشرق الأوسط والهادفة إلى إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. واعربت وزيرة الخارجية الأمريكية عن إيمانها بامكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بنهاية هذا العام، رغم الضربة الشديدة التي تلقاها بعد الهجوم الإسرائيلي الدامي على قطاع غزة. غير أن رايس لم تشر إلى أنها قد حصلت على تأكيد بقرب استئناف المفاوضات .
وعقدت رايس وعباس عقب انتهاء الاجتماع مؤتمرا صحفيا قالت فيه إن حماس لا ترغب في السلام أو إنهاء العنف، ولا تقبل المبادرة العربية وحل الدولتين أوالتزامات السلطة الفلسطينية. وأضافت أنه إذا كان في نية حماس تدمير إمكانية أن يعيش الشعب الفلسطيني في دولته فيجب أن تحاسب. كما أكدت رايس على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إلا أنها طالبت إسرائيل "وهي تمارس حق الدفاع عن نفسها أن تتذكر أن هناك غدا وبعد غد، وأن لها هنا شريكا في عملية السلام، كما أن هناك مدنيين يعيشون تحت سلطة حماس، ولا يجوز تعريض حياتهم للخطر". وكانت رايس قد أجرت صباح الثلاثاء مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته احمد ابو الغيط في القاهرة.
وفي اشارة الى ايقاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالاته مع اسرائيل احتجاجا على الهجمات على غزة قالت رايس ان أي تجميد طويل الأمد للاتصالات بين اسرائيل والفلسطينيين يعني نصرا لحماس. وأكدت رايس انها لا تزال مقتنعة بامكانية التوصل الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين مع نهاية السنة اذا توفرت الارادة لدى كلا الطرفين.
وتقول مراسلة بي بي سي في واشنطن كيم غطاس ان العنف الأخير في غزة أظهر قلة فاعلية استراتيجية الرئيس بوش بالتعامل فقط مع الرئيس محمود عباس وعدم التحاور مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ يونيو/ حزيران الماضي. وقد اسفرت العملية العسكرية التي قام بها الجيش الاسرائيلي في غزة عن مقتل 116 فلسطينيا نصفهم من المدنيين، وجنديين اسرائيليين علاوة على مقتل رجل اسرائيلي بصاروخ فلسطيني قبل بدء الهجمات على القطاع.
احياء عملية السلام وسط دوامة العنف
وفي وقت تواصل فيه رايس محادثاتها لم تهدأ اعمال العنف في غزة. فقد قتلت الرضيعة الفلسطينية اميرة ابو عصر وهي في شهرها الاول وناشط من حركة الجهاد الاسلامي يوسف السميري (45 عاما) مساء الثلاثاء في توغل اسرائيلي في جنوب قطاع غزة. ووقعت اشتباكات تخللها تبادل لاطلاق النار بين مقاتلين فلسطينيين وجنود اسرائيليين في هذه المنطقة مما ادى الى سقوط عشرة جرحى كذلك.
والثلاثاء دعت رايس في رام الله في الضفة الغربية حيث امضت ساعات قليلة بعد زيارة للقاهرة، الى معاودة المفاوضات التي علقها عباس الاحد احتجاجا على العمليات الاسرائيلية التي اسفرت عن مقتل 125 شخصا على الاقل منذ 27 شباط/فبراير في غزة "باسرع وقت ممكن". ورغم هذا النداء امتنع عباس عن الالتزام بالعودة الى طاولة المفاوضات مشددا على ضرورة "تثبيت تهدئة شاملة ومتزامنة في غزة والضفة الغربية لكي نحقق هدفنا بجعل 2008 عام السلام"، في اشارة الى الالتزامات التي اعلنت خلال مؤتمر انابوليس حول الشرق الاوسط في تشرين الثاني/نوفمبر في الولايات المتحدة. واضاف عباس "لا بد ان تتوقف حماس عن اطلاق الصواريخ وان تتوقف اسرائيل عن كل هجماتها في غزة والضفة الغربية ايضا، ثم يفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وتفتح المعابر، وبذلك يعيش الشعب الفلسطيني حياة طبيعية ولا يسير وراء مزايدات حماس" التي تسيطر منذ حزيران/يونيو الماضي على قطاع غزة.
وتفضل اوساط رايس التركيز في خطاب عباس على دعمه لعملية السلام بشكل عام. وقال شون ماكورماك الناطق باسم رايس "نحن سعيدون جدا باعلانه التزاما حازما حيال عملية انابوليس". واوضح ان الادارة الاميركية لا تتوقع معاودة المفاوضات فورا بل بعد بضعة ايام. وفي واشنطن قال بوش انه لا يزال "متفائلا" مثلما كان قبل مؤتمر انابوليس حيال فرص التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام 2008 بين الاسرائيليين والفلسطينيين. واوضح بوش في ختام محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني "ابلغت جلالته انني متفائل، ما زلت متفائلا كما كنت قبل (مؤتمر) انابوليس".
من جهة اخرى اعلنت واشنطن تجديد المساعدة الانسانية الاميركية للفلسطينيين مع تخصص مبلغ 148 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في 2008 بتراجع طفيف مقارنة مع مبلغ 154،15 مليون دولار في 2007. ومن اصل هذا المبلغ سيخصص 91 مليونا للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والاردن وسوريا وفق بيان لوزارة الخارجية. اما ما تبقى اي 57 مليون دولار سيوضع في صندوق الطوارئ في الاونروا للضفة الغربية وقطاع غزة. وقبل لقاء المفاوضين الفلسطينيين تناولت رايس الفطور مع دوف فايسغلاس الذي كان مفاوض رئيس الوزراء السابق ارييل شارون. ويفترض ان تجري محادثات كذلك مع وزير الدفاع ايهود باراك الذي حذر من ان العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة "ستتواصل".