نصيحة خليجية لدمشق بعدم دعوة نجاد إلى القمة العربية

"إيلاف" من أبو ظبي: قالت مصادر دبلوماسية بأن دمشق تلقت نصيحة خليجية بعدم دعوة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للمشاركة في القمة العربية المقرر عقدها في دمشق نهاية الشهر الجاري . وقالت هذه المصادر ان توجيه مثل هذه الدعوة في ظل الاحتقان الحالي الناتج عن ازمة الملف الرئاسي اللبناني والذي تتهم اطراف لبنانية وعربية سوريا وايران بالوقوف ورائها .وقالت المصادر ان دعوة ايران في ظل التردد الذي تبديه اطراف عربية ازاء حضور القمة يمكن ان يسهم في زيادة اجواء الانقسام الحالية بين الدول العربية ويقوي جبهة المعترضين على عقد القمة قبل ايجاد مخرج لازمة الرئاسة اللبنانية . وترى تلك المصادر ان مشاركة ايران في القمة المقبلة لن تحمل تعبير التضامن مع القضايا العربية اوالتأكيد على ارتباط المصالح الايرانية بالمصالح العربية بقدر ما تحمل مغزى سياسيا قد لا تكون دولا عربية مستعدة لقبوله ، أو قد يفسر على انه انتصار لدمشق في المعركة الدبلوماسية الجارية بشأن الملف اللبناني .

وتجدر الاشارة الى ان ايران وتركيا شاركتا في قمتين عربيتين من قبل وتمت هذه المشاركة بطلب منهما . كما ان ايران شاركت بطلب منها في القمة الخليجية التي عقدت في الدوحة في ديسمبر الماضي والتي حضرها ببااالرئيس نجاد والقى خطابا اثار جدلا واسعا في الاوساط الخليجية وأثار الكثير من التحفظات بين دول المجلس .

وحسب تلك المصادر فأن حضور الرئيس نجاد حتى لو تم ذلك بطلب منه سيثير مشكلات اضافية ، أهل القمة في غنى عنها . وتعتقد المصادر ان دمشق تملك القدرة على التخلص من حرج دعوة ايران للقمة او حتى حرج الاستجابة لطلب بهذا الخصوص باستثمار قنوات الاتصال السالكة بين الطرفين ، او من خلال الابقاء على مستوى التمثيل الايراني في القمة بالحدود التي كان عليها في مرات سابقة والتي تمثلت في مشاركة وزير الخارجية مونشهر متكي .

وتقول مصادر دبلوماسية سورية ان سوريا ستترك مهمة مشاركة اطراف غير عربية في القمة الى جامعة الدول العربية وأنها لن توجة الدعوات الا لقادة الدول العربية الاعضاء في الجامعة . وتضيف انه في حال استجابت دول عربية لدعوات من الجامعة فأنها ستحدد في استجابتها مستوى التمثيل .

دمشق والرياض: وقف الحملات الاعلامية

ومن دمشق نقلت مراسلة إيلاف بهية مارديني عن مصادر سورية مطلعة في حديث مع ايلاف "وقف الحملات الاعلامية التي تشنها وسائل الاعلام المختلفة في كل من سوريا والسعودية ما قبل القمة العربية التي ستنعقد في دمشق اواخر الشهر الجاري ، وخاصة بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير في القاهرة ، ودأب الوزراء إلى تهدئة التوترات ، ومحاولة التوصل إلى تسويات ، بما يضمن انعقاد قمة دمشق ، ومناقشة الخلافات العربية العربية".
ورصدت المصادر الوكالات والصحف والمواقع التي تنطلق من سوريا ، وقالت ان هذا الحملة الاعلامية التي تفجرت في وقت سابق بدأت تختفي رغم تباين مواقف البلدين من الازمة اللبنانية.

ورجحت المصادر ان يخفت هجوم الاعلام السوري ضد الاكثرية اللبنانية ايضا الى درجة التلاشي ، متوقعة ان تكون القمة العربية قمة التضامن العربي وحل المشكلات العالقة .

وشددت المصادر على قول وزير الخارجية السوري وليد المعلم "أن مستوى التمثيل سيكون فوق مستوى التمثيل فى قمم عربية أخرى خاصة وأن الإستعدادات للقمة العربية أنجزت واطلع عليها أمين عام الجامعة عمرو موسى بنفسه " ، وتاكيدات المعلم إن الدعوة "ستوجه للسعودية " واشارته ان الدعوة ستوجه الى لبنان لحضور القمة العربية المقبلة نهاية الشهر الجاري ، وان لبنان "سيرتئي ويختار من الذي سيمثله بالقمة".

في غضون ذلك يغادر سفير السعودية السابق في دمشق احمد القحطاني سوريا الى السعودية ليتسلم في وقت لاحق مهامه الجديدة في السفارة السعودية في قطر ، واجتمع السفراء العرب في دمشق على الغداء امس لوداع القحطاني . وكان الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري قال ردا على سؤال عن نقل السعودية سفيرها في دمشق إلى قطر قبل القمة العربية " إن هذا الأمر يتعلق بالسعودية وسورية لا تتدخل في هذه الأمور, مستعبدا وجود أي بعد سياسي في عملية النقل أو توقيتها".

رئيس الوزراء اللبناني يستبعد دعوة بلاده الى القمة قبل الحادي عشرمن الشهر الجاري

إلى ذلك استبعد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة دعوة لبنان للمشاركة في مؤتمر القمة العربية التي تستضيفها دمشق اواخر الشهر الحالي قبل ال11 من الشهر الجاري.وقد طرح السنيورة رأيه في تصريح لصحيفة (السفير) اللبنانية في عددها الصادر هنا اليوم مستبعدا التئام المجلس النيابي يوم الثلاثاء المقبل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ونافيا "صحة المعلومات التي تحدثت عن تسلم لبنان الدعوة عن طريق مندوبه في الجامعة العربية".

واكد ان "الدعوة لم تصلنا بعد ومن المفترض ان يحملها الى بيروت وزير سوري كما حصل مع باقي الدول العربية" موضحا ان مجلس الوزراء مجتمعا سيقرر من يمثل لبنان في القمة العربية المرتقبة في 28 و29 مارس الجاري.

واذ استبعد عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى لبنان قريبا توقع رئيس الحكومة اللبنانية ان يوفد موسى احد مساعديه الى بيروت للمباشرة بوضع الاطار السياسي لموضوع ازمة العلاقات اللبنانية السورية على ان يتولى موسى شخصيا متابعة هذا الملف في المرحلة المقبلة.

وردا على سوءال قال السنيورة ان لا جديد في موضوع المبادرة العربية سوى طرح موضوع ازمة العلاقة بين لبنان وسوريا "وهو موضوع هام وكبير جدا بمجرد عرضه على الطاولة العربية كونه يمس البلدين مباشرة".وشدد على اهمية ومحورية دور المؤسسات العربية ولا سيما جامعة الدول العربية.

الجزائر تؤكد مشاركتها في القمة

وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي اليوم مشاركة بلاده بوفد رفيع المستوى في القمة العربية المقرر عقدها في سوريا نهاية شهر مارس الجاري.وقال مدلسي في تصريح للتلفزيون الجزائري الرسمي ان بلاده تشارك في جميع القمم العربية "مهما كانت الظروف".

كما أكد أن المشاركة العربية في هذه القمة المرتقبة "ستكون مرضية جدا" لاسيما لبنان الذي سيمثله اما الرئيس اللبناني المقبل في حال انتخابه في ال11 من هذا الشهر واما رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اذا لم يتم انتخاب رئيس جديد.واعتبر القمة العربية بدمشق "فرصة لتقييم الأوضاع في الشرق الأوسط لاسيما في الأراضي الفلسطينية وكيفية تطبيق المبادرة العربية للسلام".