كوشنير: محكمة قتلة الحريري ليست موضع مساومة

باريس : قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان المحكمة الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري هي " محكمة الأمم المتحدة " مشيرا إلى تمويل بلاده لجزء من مصاريف المحكمة ، وشدد في رد على سؤال عما إذا كانت هناك مساع عربية لإعفاء عائلة الرئيس السوري بشار الأسد من المحكمة الخاصة مقابل بوادر سورية بخصوص لبنان وحركة حماس الفلسطينية على أنه " لا تراجع عن إجراءات المحكمة "، وأضاف " الأمم المتحدة مكلفة بالبحث عن قتلة الحريري ولا أعرف إن كانوا سينجحون بذلك ، ولكن المحكمة ليست موضع مساومة ، ولم تكن أبدا هكذا ، ولا أعرف من يسعى لحماية من ولكن بكل الأحوال ليست فرنسا من يقوم بذلك" .

وانتقد رئيس الدبلوماسية الفرنسية برنار كوشنير خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم عدم ظهور مبادرة لبنانية لحل الأزمة السياسية في البلاد وانتخاب رئيسا للجمهورية ، وتمنى أن يظهر اللبنانيون القليل من الوحدة الوطنية عبر مبادرات للمجتمع المدني .

وقال كوشنير ردا على سؤال أحد الصحافيين اللبنانيين حول وجود مبادرة فرنسية أو أوروبية جديدة بشأن لبنان ، " وانتم اللبنانيون هل لديكم مبادرة ". وأبدى استغرابه من إعلان الصحافة عن "فشل المبادرة الفرنسية"، أو "مبادرة الجامعة العربية"، وصرح "الصحافة مسؤولة بما فيها صحافتكم (اللبنانية)، فعندما أقرأ في الصحافة فشل كوشنير في لبنان أو فشل الجامعة العربية في لبنان، فهل تمزحون...إنه فشل اللبنانيين بالدرجة الأولى"، وتابع "بصراحة أتمنى أن يكون هناك مبادرة فرنسية جديدة، ولكن بكل الأحوال كل المبادرات من المبادرة الفرنسية إلى مبادرة الجامعة العربية ومبادرة الأمير سعود الفيصل، تقاربت حول النقاط الثلاث التي حصلنا، نحن الفرنسيون على موافقة نبيه بري (رئيس البرلمان اللبناني) وسعد الحريري (زعيم الأغلبية النيابية)، عليها" .

وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى "تعطل الأمور"، رغم موافقة بري والحريري على النقاط الثلاث، واستطرد "أتمنى وجود مبادرة جديدة ولكن أتمنى، وسأقدر عاليا أن يظهر اللبنانيون القليل من الوحدة الوطنية"، ونوه بضرورة تحرك أشخاص من المجتمع المدني في هذا الإطار، مشيرا إلى مبادرة "خلص" التي قامت بـ"توزيع منشورات في أحد أيام الأحد"، على حد قول كوشنير. وأكد أنه "إذا رأينا أن الطوائف ترغب بأن تكون مع بعضها فهذا يساعدنا كثيرا"، مذكرا بصعوبة الوضع وخاصة في ظل ما يحدث في غزة والقدس التي شهدت تفجير في مدرسة تلمودية أمس، وشدد على ضرورة "المحاولة"، والاستمرار بالمحاولة لانتخاب رئيس في لبنان.

وتعرض الوزير الفرنسي، في مؤتمره الصحفي، إلى المساعي الأوروبية بشأن لبنان، معربا عن "أسفه" لعدم وجود مبادرة أوروبية مشتركة، وقال "كل واحد كان يذهب بمفرده إلى دمشق أو بيروت، وما حاولنا القيام به كان الأول من نوعه"، مشيرا بهذا إلى الزيارات التي قام بها إلى بيروت برفقة نظيره الإيطالي ماسيمو داليما والأسباني ميغل انخيل موراتينوس، وقال "للأسف اعتقدنا لفترة ما أننا سننجح ولكن لم ننجح"، وأضاف "علينا الاستمرار" .