أخبار

أميركا تعطي ضوءا أخضر لمفاوضة حماس بوساطة مصرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بروكسل، وكالات: تواجه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ضغوطا منذ شهور للتعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفي الأسبوع الماضي أومأت لمصر كي تتفاوض مع الحركة لإنهاء العنف في قطاع غزة. ويرى محللون أن هذه أول علامة على أن ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش قد تغير نهجها مع حماس من العزل الكامل الى تشجيع دول حليفة مثل مصر كي تتعامل مع الجماعة الاسلامية اذا كان الهدف من ذلك هو انقاذ محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة.

وبدأت مصر محادثات يوم الخميس مع زعماء في قطاع غزة من حماس والجهاد الاسلامي في اطار مساع تدعمها الولايات المتحدة لترتيب هدنة بين الجماعتين واسرائيل لوقف العنف في القطاع الذي تديره حماس والذي أخرج محادثات بشأن الدولة الفلسطينية عن مسارها. وقتل مسلح فلسطيني ثمانية أشخاص في مدرسة دينية يهودية في القدس يوم الخميس مما زاد من التوترات. وقالت اسرائيل ان الهجوم لن يخرج محادثات السلام عن مسارها.

وأثناء زيارة للضفة الغربية واسرائيل الاسبوع الماضي رفضت رايس أن تدعو رسميا الى وقف لاطلاق النار وفضلت بدلا من ذلك أن تشير الى " تهدئة" كي يتسنى للمحادثات أن تعود الى مسارها. لكنها أوضحت يوم الخميس أن واشنطن تؤيد المهمة التي تضطلع بها مصر لترتيب هدنة وهو مؤشر على أن دور الوساطة الذي تقوم به القاهرة مقبول اذا كان في وسعه انقاذ المحادثات التي بدأت في أنابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

وقالت رايس في مؤتمر صحفي في بروكسل حيث تحضر اجتماعا لوزراء خارجية الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي "تحدثت مع المصريين ونتوقع أن يقوموا بالجهود التي قالوا انهم سيقومون بها لمحاولة تحقيق تهدئة في المنطقة وتحسين الوضع في غزة." وأضافت "كما تعرفون.. مصر حليف جيد في هذه الجهود لمساعدة (عملية) أنابوليس (السلام بين اسرائيل والفلسطينيين) وانا على ثقة أن ما يفعله المصريون يتفق تماما مع هذا السياق." ورفضت رايس الخوض في تفاصيل المحادثات لكن الضوء الاخضر لمصر جاء اثر ضغوط قوية من حلفاء أوروبيين وعرب من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة التحرك لعمل شيء ما بشكل عاجل لكبح العنف.

ويقول محللون متخصصون في شؤون الشرق الاوسط ان الاستراتيجية تقضي بعدم دفع حماس لان تشعر بأنها أكثر استهدافا وانما باشراكها في العملية. وقال البروفسور شبلي تلحمي وهو خبير في جامعة ماريلاند "في النهاية اذا وجهت رسالة بأن اللعبة هي تدميرها فانها ستتحرك (بالعنف) في كل مرة يكون هناك احتمال للمضي قدما في المحادثات." وقال ان الولايات المتحدة يجب أن تشجع الدول العربية على أن تقوم بوساطة بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس.

وقال المفاوض الاسرائيلي السابق دانييل ليفي ان رايس لا تستطيع أن تغفل أن حماس قد تتحرك كطرف يسعى لافساد المحادثات التي تأمل ادارة بوش أن تؤدي الى اتفاق بشأن دولة فلسطينية بنهاية العام. وأصاف ليفي الذي يعمل الان مع مركز أبحاث نيو أميركا فاونديشن "انكم تخاطرون بتجاهل غزة وحماس." وتابع قائلا انه من غير المرجح أن تنحسر قدرة حماس على التأثير على المفاوضات سواء باطلاق صواريخ من غزة على اسرائيل أو بأي أعمال أخرى. وقال "المسار الاكثر ترجيحا هو أن حميع الاطراف ستنتظر ببساطة التصعيد التالي الذي سيأتي حتما وأن عملية أنابوليس الجديدة للسلام ستعاني من موت بطيء."

وفي الاسبوع الماضي لاقى أكثر من 120 فلسطينيا حتفهم في هجوم على قطاع غزة تقول اسرائيل انه يهدف الى منع الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس. وتقول حماس انها تطلق الصواريخ دفاعا عن النفس وانها ستتوقف اذا أوقفت اسرائيل نشاطها العسكري في غزة والضفة الغربية المحتلة وأنهت حصارها لغزة. وقبل اجتماع أنابوليس في العام الماضي والذي أطلق من جديد عملية السلام كتبت مجموعة تضم دبلوماسيين سابقين ومسؤولين أمريكيين كبارا لرايس والرئيس الامريكي جورج بوش لحثهما على ايجاد طريقة لضم حماس. ولكن رايس ومسؤولين اخرين في الادارة رفضوا الاقتراح صراحة.

وبينما أعطت رايس موافقة لمصر للتعامل مع حماس فان واشنطن لا تريد أن تعطي شرعية لجماعة تنعتها بأنها ارهابية. وقال مسؤول أميركي كبير ان سياسة الولايات المتحدة العامة بشأن عزل حماس لم تتغير. وتأمل الولايات المتحدة أن يلمس سكان غزة مزايا الانضمام لقطار السلام فور توقيع اتفاق بين عباس المؤيد للغرب وأولمرت لاقامة دولة فلسطينية. وقالت رايس "لندع حماس تقرر ان كانت تفضل أن تكون خارج ذلك التوافق."

تأهب أمني

ووضعت اسرائيل الجيش والأجهزة الأمنية في حال استنفار قصوى وذلك غداة مقتل ثمانية أشخاص في هجوم على مدرسة دينية في القدس الغربية. واعلنت متحدثة عسكرية إسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي فرض اغلاقا كاملا على الضفة الغربية المحتلة حتى مساء السبت بهدف الحد من اخطار وقوع هجوم جديد. وتم نشر الآلاف من عناصر الشرطة في انحاء إسرائيل وكذلك في القدس حيث وضعت الاماكن العامة تحت حراسة شديدة.

وكان آلاف الاشخاص تجمعوا امام مكان الهجوم حيث ادى الحاخامات صلوات يهودية قبل مراسم تشييع الضحايا. وقال قائد شرطة القدس اهارون فرانكو لاذاعة الجيش الاسرائيلي إن الشرطة "أرسلت قوات كبيرة الى القدس لضمان امن سكان المدينة" من دون ان يستبعد هجمات جديدة. وقد منعت الشرطة الإسرائيلية الفلسطينيين الذكور الذين تقل اعمارهم عن 45 عاما من دخول حرم المسجد الاقصى في القدس الشرقية لاداء صلاة الجمعة.

وقال شهود عيان انه تم اعتقال اكثر من عشرة فلسطينيين في الحي الذي كان يقطنه منفذ الهجوم في القدس الشرقية. واوضح فرانكو ان الشرطة وجهاز الامن الداخلي الإسرائيلي، شين بيت، يدرسان مصداقية البيانات التي ادعت أنها المسؤوله عن الهجوم " من دون اتخاذ موقف في المرحلة الراهنة".

وكانت قناة المنار التابعة لحزب الله قد ذكرت مساء يوم الخميس ان "كتائب احرار الجليل، مجموعة الشهيد مغنية وشهداء غزة" تبنت عملية القدس الغربية. فيما أعلنت كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، مسؤوليتها عن الهجوم الذي "يشكل ردا على مجازر الاحتلال في غزة". الا ان ابو عبيدة الناطق باسم الحركة لم يؤكد ولم ينف الخبر، لكنه قال: "في حال كانت حماس وراء العملية، فستختار الوقت المناسب للاعلان عن مسؤوليتها". ودعا ذلك الى رد اسرائيلي سريع اذ قال مسؤول رسمي انه "في حال ثبوت مسؤولية حماس عن العملية، فان ذلك سوف يعزز عزيمة اسرائيل محاربة هذه الحركة وكل المجموعات الارهابية".

من جهة أخرى قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ردا على تظاهرات الابتهاج في قطاع غزة بعد الهجوم إن "ما حصل مجزرة مرعبة ومن يشيدون بها كشفوا وجههم الحقيقي وطبيعة برنامجهم المتطرف". وجاء الهجوم غداة زيارة للقدس قامت بها وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي نجحت في انتزاع تعهد من الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل بعدما علقها احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة والذي اسفر عن مقتل 132 فلسطينيا على الاقل منذ 27 فبراير.

من جانبه دعا نبيل عمرو المستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني محمود عباس الى استئناف مفاوضات السلام، مشيرا الى ان "اسرائيل في حال تريد السلام فعلا فعليها ان تتطلع نحو المفاوضات". واضاف عمرو ان "اسرائيل سترد على هذه العملية لانها سبق ان اعلنت ذلك، ولكن ما يجب ان يحصل هو حل المشكلة وليس جعلها اكثر تعقيدا من خلال رد الفعل العسكري". وأثار الهجوم ردود فعل دولية لكن مجلس الامن الدولي الذي عقد اجتماعا طارئا لم يتمكن من الاجماع على نص يدينه بسبب معارضة ليبيا التي قالت إن على النص أن يكون متوازنا ويدين العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

القدس العربي

من جهتها طالعتنا صحيفة القدس العربي، الصادرة من لندن، بنبأ بعنوان "إسرائيليون يضرمون النار في أحد أبواب المسجد الأقصى"، وفي هذا الخصوص كتبت تقول: "أضرم إسرائيليون النار في أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك تحت سمع وبصر قوات الاحتلال حيث تصدى لهم حراس المسجد المبارك."

وأضافت: "وذكر مواطنون مقدسيون يسكنون بجوار المسجد الأقصى أن مجموعة من المستوطنين الصهاينة وضعوا مواد سريعة الاشتعال على باب (السلسلة) أحد الأبواب الرئيسة للمسجد الأقصى وأضرموا النار فيه الليلة الماضية، حيث تنبه حراس المسجد الأقصى لهذا الاعتداء وقاموا بإخماد النيران التي تسببت بإلحاق أضرار مادية في الباب الخشبي في حين لاذ المستوطنون الصهاينة بالفرار."

وتابعت: "وقد حضرت الشرطة الإسرائيلية وادعت أنها تقوم بالبحث عن الفاعل.. ولدى الاتصال بمركز الشرطة المسؤول عن المراقبة في البلدة القديمة نفى أن يكون أحد اقترب من الباب.. كما أنه ادعى أن منطقة الحريق لا تكشفها كاميرات المراقبة الموجودة في المكان مع العلم أن أمام باب السلسلة مباشرة يوجد أكثر من خمس كاميرات مراقبة، عدا عن وجود مركز قوات ما يسمى بحرس الحدود والتي تتخذ من المدرسة (التنكزية) التي صودرت عام 1967 مركزاً لها."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مبروك لحماس
شاكر ابي شاكر -

في اكثر من تعليق سابق تحدثت فيه عن العلاقة الامريكية مع حماس والمتشددين الفلسطينين .اظهرت سابقا كيف ان الادارة الامريكية عارضت اولا دخول حماس الانتخابات للمجلس التشريعي ثم وبقدرة قادر سمحتلهم من باب التمسك بالديمقراطية وفازت خماس وأظهرت امريكا عدم الرغبة في مشاركة خماس في الحكومة الى ان شكلت حماس حكومة الوحدة الوطنية وبعدها السيطرة على غزة والتهديد بالسيطرة على الضفة. الان بعد النصر في الايام الخمسة وعملية القدس بات التخلص من عباس وسلطته اقرب الى التنفيذ ؛والكل راقب عملية التمويه للمدمرة كول فحزب الله وسوريا اظهروا ان البارجة جاءت من اجل حماية ودعم الاكثرية . ما هذا الهراء ؟ اذا لماذا انسحبت المدمرة بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة ؟؟؟ شؤال مطروح والاجابة عليه مطلوبة.وسؤال آخر ما وجه الشبه بين كول ولبرتي1967 والاجابة ايضا مطلوبة.مرة اخرى مبروك لحماس..........