كلينتون وأوباما يتواجهان على أرض رعاة البقر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن، وكالات: دعي ناخبو وايومينغ إحدى أكثر الولايات الأميركية تأييدا للجمهوريين السبت إلى إختيار أحد المرشحين الديموقراطيين هيلاري كلينتون وباراك اوباما اللذين يخوضان منافسة محتدمة للسباق الى الرئاسة الاميركية. والانتخابات في وايومينغ التي يطلق عليها اسم "ارض رعاة البقر" ومعقل نائب الرئيس الجمهوري ديك تشيني -- احد اقرباء اوباما البعيدين حسب دراسات وراثية اجرتها لين تشيني --، واجب اكثر منها هدف للديموقراطيين. فالولاية التي تضم اقل عدد من السكان (500 الف نسمة) صوتت في انتخابات العامين 2000 و2004 لجورج بوش ومنحته اكثر من سبعين بالمئة من اصوات ناخبيها.
وحاكم وايومينغ ديموقراطي -- لاسباب غير واضحة تولى ديموقراطيون اكثر من الجمهوريين منصب حاكم هذه الولاية --. لكن العضوين اللذين يمثلانها في مجلس الشيوخ الاتحادي والنائب الوحيد عنها في واشنطن جمهوريون. اما البرلمان المحلي فيهيمن عليه الجمهوريون. ولا يشكل الديموقراطيون سوى 25% فقط اي حوالى ستين الف شخص من الناخبين المسجلين على اللوائح الانتخابية. والرهان على مجالس الناخبين ليس حاسما، اذ ان 12 مندوبا فقط سيخرجون عن هذه الولاية وحسب النظام النسبي وعلى مرحلتين، اذ سيتم تحديد سبعة فقط السبت وخمسة آخرين في المؤتمر المحلي للحزب في 24 ايار/مايو. ومع ذلك وبسبب ظروف السباق الى ترشيح الديموقراطيين، ترتدي مجالس الناخبين في وايومنغ اهمية لا سابق لها.
وكانت وايومينغ اول ولاية اميركية تمنح المرأة حق التصويت. وقد طلب بيل كلينتون من هذه الولاية الغنية باستثمارات النفط والغاز الطبيعي، ان تكون الرائدة ايضا في انتخاب امرأة لرئاسة الولايات المتحدة. وقال الرئيس السابق في تصريحات نقلتها الصحف المحلية ان "وايومينغ كانت اول ولاية منحت المرأة حق التصويت ويمكنكم ان تكونوا الاوائل في انتخاب امرأة رئيسة للبلاد". ولم يجر اي استطلاع للرأي في وايومينغ، لكن اوباما يتقدم على منافسته عندما تكون طريقة الاقتراع هي مجالس الناخبين. وقد فاز حتى الآن في هذه المجالس في ايوا وداكوتا الشمالية وكولورادو وايداهو وواشنطن وكنساس، بينما فازت كلينتون بمجالس الناخبين في نيفادا.
ولم يعبر الحاكم ديف فرويدنتال عن موقف حيال اي من المرشحين لكن رئيس الحزب الديموقراطي المحلي جون ميلين قدم دعمه للسناتور عن ايلينوي. وستنظم كل من المناطق ال23 في الولاية "مجلس ناخبيها". وسيبدأ اول هذه المجالس عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (16:00 تغ) وينتهي آخرها عند الساعة 18:00 السبت (1:00 تغ من الاحد).
حملة أوباما تهزها هفوات وعثرات
وتهز حملة اوباما سلسلة من الهفوات والعثرات تمنح هيلاري كلينتون ذخيرة لم تكن متوقعة بعدما أحيا املها فوزها الإنتخابي الثلاثاء. والجمعة إضطرت مستشارة اوباما للشؤون الخارجية سامنتا باور (37 عاما) الى الاستقالة بعد ساعات قليلة على وصفها كلينتون بانها "وحش"، خلال مقابلة مع صحيفة "ذي سكوتسمان" البريطانية.
وهذه الساعات القليلة استغلها معسكر كلينتون بقوة جاعلا من القضية "اختبارا لصفات" اوباما، متهما اوساطه ب"الانحدار الى السوقية". وقد زايدت كلينتون بقولها انه رغم استقالة سامنتا باور فان المسألة تطرح "اسئلة مثيرة للقلق" حول فريق اوباما. وهذه القضية حتى نهايتها واستقالة باور الاستاذة في جامعة هارفرد وكاتبة الافتتاحية في مجلة "تايم"، ذكرت بقضية اخرى كان بطلها مستشار شاب اخر لاوباما خبير الاقتصاد اوستان غولسبي (38 عاما).
وقد جاء في مذكرة كتبها دبلوماسي كندي ان غولسبي الاستاذ في جامعة شيكاغو اوضح ان انتقادات اوباما لاتفاقية التبادل الحر في اميركا الشمالية لا تعكس التزامه الفعلي حيال التبادل الحر. ومنذ الكشف عن هذه المذكرة الدبلوماسية لا يمضي يوم من دون ان يحمل فريق كلينتون على ما يصفه بانه لغة مزدوجة يعتمدها باراك اوباما.
وللمفارقة، قال مدير مكتب رئيس الوزراء الكندي الذي اوردت تصريحه صحف محلية ان فريق كلينتون سعى الى طمأنة اوتاوا موضحا ان انتقاداتها للاتفاقية يجب الا تؤخذ بحذافيرها. وهي معلومات نفاها ناطق باسم كلينتون "نفيا قاطعا" الجمعة. وفي اليوم ذاته اقر ديفيد بلوف مدير حملة اوباما بان قضية غولسبي تمت ادارتها بشكل سيء، مؤكدا "بطبيعة الحال كنا نفضل ان تدار بطريقة مختلفة". لكن في ختام اسبوع سيء تميز بخسارة انتخابية في ثلاث ولايات وبدء محاكمة رجل اعمال في شيكاغو معروف بانه مول حملات اوباما الانتخابية السابقة، يعزز الانطباع بان حملة اوباما "تفتقد الى الاحتراف"، على حد تعبير جيمس روبن مستشار الشؤون الخارجية المقرب من كلينتون.
ويغذي هذا الانطباع تصريحا اخر مؤسفا لسوزان رايس وهي مستشارة اخرى لاوباما. فردا على على تأكيد معسكر كلينتون ان اوباما غير مؤهل للرد على الخط المباشر في البيت الابيض خلال الليل في حال اي حدث امني طارىء، قالت "كلاهما غير مستعد للرد على هذا الاتصال عند الساعة الثالثة صباحا". ويضاف الى كل ذلك ان اوباما لم يخلق فرصا لجذب اهتمام وسائل الاعلام اذ انه خفف نشاطاته الى الحد الادنى منذ الانتخابات التمهيدية الثلاثاء، ولم يعقد سوى تجمعين الجمعة في وايومنغ.
واستياؤه الواضح من التغطية الصحافية غير الايجابية في الايام الاخيرة يشكل رهانا محفوفا بالمخاطر. فقد انتقد الصحافة الاربعاء، قائلا ان "كثيرين منكم في الصحف اقتنعوا بانكم كنتم قاسين جدا معها (كلينتون) ولطفاء جدا معي. الان ستعتبرون ربما اننا على قدم المساواة وسنتوصل الى تغطية سليمة للحملة" الانتخابية. ويبدو ان الفارق يتقلص بين المرشحين مع حصول اوباما على تأييد 45% من الناخبين الديموقراطيين في مقابل 44% لكلينتون وفق استطلاع للرأي اجرته مجلة نيوزويك في الخامس والسادس من اذار/مارس.
وقال اوباما إنه "ارتكب اخطاء" في حملته الانتخابية وذلك بعد يومين من فوز كلينتون في الانتخابات التمهيدية في تكساس واوهايو. وكانت هيلاري كلينتون استطاعت بعد فوزها يوم الثلاثاء الماضي في انتخابات حاسمة في ولايات تكساس وأوهايو ورود ايلاند أن تتمكن بهذا الفوز من البقاء في السباق ووقف الزخم الذي اكتسبه أوباما بعد ان فاز من قبل في 11 سباقا على التوالي.
وفي يوم الثلاثاء الماضي لم يفز أوباما سوى في ولاية فيرمونت. وقال اوباما لشبكة abc انه يعتقد ان "الناس يريدون ان اربح هذه المعركة وعدم الشعور بأنني اتراجع". واضاف أوباما: "أعتقد أننا ارتكبنا اخطاء وهو امر لا مفر منه في حملة طويلة".
ولن تتيح الانتخابات التمهيدية المتبقية في 12 ولاية لاوباما ولا لكلينتون بتجاوز عتبة 2025 مندوبا المطلوبة للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي. وعليه سيكون دور المندوبين الكبار في الحزب حاسما الا اذا اتيح لولايتي ميشيغان وفلوريدا ان تقولا كلمتهما مجددا وذلك بعدما حرمتا من أصوات مندوبيهما اثر مخالفتهما قواعد الحزب عبر تقديم موعد انتخاباتهما التمهيدية الى يناير.
وردا على سؤال عن وضع هاتين الولايتين اكد اوباما انه يحترم قرار الحزب الديموقراطي. وقال إنه يعتقد "أن من المهم التأكد ان مواطني ميشيغان وفلوريدا يشعرون انهم جزء من العملية وقررنا للتو اننا سنحترم القواعد التي حددها الحزب. وهذا ما قمنا به منذ البداية". وابدى رئيس الحزب هاورد دين انفتاحه على تنظيم انتخابات جديدة في هاتين الولايتين لكنه لفت الى ان الحزب لن يغطي تكاليفها. وتطالب هيلاري كلينتون بأن يأخذ الحزب نتائج تلك الولايتين في الاعتبار. يشار إلى أن هيلاري فازت فيهما.
سياسة هيلاري الخارجية
من جهة أخرى هاجم منظمو الحملة الانتخابية لأوباما منافسته هيلاري وقالوا ان سياستها الخارجية لن تبتعد كثيرا عن "السياسة الفاشلة" للإدارة الجمهورية للرئيس جورج بوش. وكان السناتور جون ماكين الذي ضمن ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة القادمة قد سار على نفس الخط الذي تسير عليه هيلاري كلينتون في الهجوم على أوباما. وانتهز مساعدو أوباما هذه الفرصة ليتهموا هيلاري كلينتون بانها أختارت ان توحد صفوفها مع السناتور ماكين. وسينتقل السباق الديمقراطي المحتدم الاسبوع القادم الى ولايتي وايومنج ومسيسبي ثم الى سباق كبير في بنسلفانيا يوم 22 ابريل/نيسان القادم والتي من المحتمل أن تكون ولاية الحسم.