أولمرت غير مرغوب فيه بالمدرسة التي تعرضت لهجوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس، وكالات: أعلنت المدرسة الدينية اليهودية في القدس الغربية "مركز هراف يشيفا" التي قتل ثمانية من طلابها في هجوم فلسطيني الأسبوع الماضي، رفضها الإثنين إستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في زيارة عزاء بسبب مواقفه السياسية. وقال الحاخام حاييم شتاينر احد مسؤولي هذه المدرسة في تصريح للاذاعة العامة "لا يمكننا استقبال رئيس الوزراء الذي ينتهك روحية التوراة ويقبل ان تنسحب اسرائيل من جزء من +ارض اسرائيل+". واضاف الحاخام ان "التوراة تنهينا رسميا عن تسليم اي جزء من ارض اسرائيل (بحدودها التوراتية) الى غرباء" متهما رئيس الوزراء بانتهاك الوصايا الالهية وطالبا منه احياء النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية.
والاحد تعرضت وزيرة التربية الوطنية يولي تامير لهجوم عنيف من طلاب هذه المؤسسة خلال زيارة عزاء قامت بها. واستقبلت تامير وهي ناشطة سابقة في منظمة "السلام الان" المناهضة لضم الاراضي الفلسطينية بصحيات "مجرمة" و"قاتلة" و"خائنة" في حين حاول احد الطلاب ضربها لكن حراسها تمكنوا من ابعاده على ما افاد شهود. وقالت الوزيرة الاثنين في تصريح اذاعي "لم اواجه يوما حقدا كهذا. هذا الامر يذكرني بالتحريض على القتل الذي سبق اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين".
واغتيل رابين في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1995 على يد متطرف يميني متدين اتهمه ب "التفريط بارض اسرائيل" من خلال التفاوض على تسوية مع الفلسطينيين. وتحولت هذه المدرسة التي اسسها العام 1924 حاخام اسرائيل الاكبر الاول ابراهام اسحق كوك، على مر السنين معقلا للصهيونية الدينية وتحولت بعد العام 1967 الى معقل قومي متطرف. ومن هذه المدرسة انطلقت حركة غوش امونين (كتلة الايمان) رأس حربة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وقطاع غزة، في العام 1974.
من جهة ثانية قالت وزارة الاسكان الاسرائيلية إن اولمرت قد صدق على خطط تقضي ببناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنة (جيفات زئيف) الواقعة شمال غربي مدينة القدس. وجاء في بيان اصدرته الوزارة يوم الأحد ان "وزير الاسكان زئيف بيوم قرر، بعد المداولة مع رئيس الحكومة، الموافقة على الشروع في عمليات الانشاء في جيفات زئيف."
وقد رد الفلسطينيون بغضب على القرار الإسرائيلي، إذ نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قوله: "ندين هذا القرار بأشد ما يمكن من العبارات. ان اسرائيل بهذا القرار تريد تدمير العملية السلمية وتقويض الجهود الدولية الهادفة الى دفعها الى الامام. نطالب الادارة الاميركية بالضغط على اسرائيل لحملها على التراجع عن هذا القرار." كما ادان القرار ياريف اوبنهايمر رئيس منظمة (السلام الآن) الاسرائيلية المناهضة للاستيطان.
وقال اوبنهايمر في هذا الصدد: "إن هذا لقرار مشين سيؤثر سلبا على المفاوضات مع الفلسطينيين. إن هذه الحكومة، التي تعهدت بازالة المستوطنات، لم تفعل سوى تعزيز وجودها (اي المستوطنات)." وقال (ايران سيديس) الناطق باسم وزارة الاسكان إن مشروع توسيع مستوطنة (جيفات زئيف)، الذي يتضمن تشييد 546 وحدة سكنية جديدة، كان قد شرع به للمرة الاولى عام 1999 الا انه تأخر لمرات عديدة.
واضاف الناطق ان هذه العمل في هذه الوحدات سيتم، وستضاف اليها 200 وحدة سكنية اخرى.
وتقع مستوطنة (جيفات زئيف)، التي اسست عام 1981، بين القدس ومدينة رام الله بالضفة الغربية ويسكنها زهاء 11 الفا من الاسرائيليين. ويقول مراسل بي بي سي العربية في القدس أحمد البديري إن ثمة اتفاقا بين مستوطنين ووزير الدفاع الإسرائيلي من أجل إخلاء 16 بؤرة استيطانية لم تحصل على ترخيص الحكومة، نظير بناء الوحدات السكنية المذكورة. يذكر ان اكثر من 280 الف اسرائيلي يقطنون في المستوطنات اليهودية العديدة المنتشرة في الضفة الغربية، كما يقطن 200 الف آخرون في مستوطنات داخل محيط مدينة القدس الشرقية.