إرجاء جلسة إنتخاب الرئيس اللبناني إلى 25 آذار ومخاوف من إغتيال السنيورة

بيروت، لندن: لا يختلف كثيراً الوضع السياسي عن وضع المناخ الذي يعيشه لبنان حيث ضبابية في الرؤية ورياح خمسينية. ولا حل في الأفق حتى الساعة للأزمة مع التمديد لولاية "الفراغ". فجلسة إنتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة غداً قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري إرجاءها إلى الخامس والعشرين من الشهر الحالي على ما أفاد المستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان. وهو الارجاء السادس عشر للجلسة منذ بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس في ايلول/سبتمبر 2007 وقال حمدان "قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل الجلسة التي كانت مقررة في 11 آذار/مارس الحالي لانتخاب رئيس للجمهورية الى الثلاثاء الواقع في 25 منه، الساعة الثانية عشرة ظهرا. وسوف تعقد الجلسة قبل أربعة أيام من موعد انعقاد قمة دمشق. والاجواء المواكبة لهذه القمة لا تحمل بدورها على التفاؤل. فالمستوى الذي اعتمدته سوريا لدعوة السعودية الى القمة بتكليف وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر لديها بهذه المهمة يعكس مستوى التشنج القائم بين البلدين.

وبحسب صحيفة "النهار"، فان الأوساط السياسية اللبنانية تعاملت مع خفض مستوى الوفد السوري الى الرياض باعتباره دليلاً على تهاوي الآمال التي كانت معلقة على توافق العرب لتمرير الانتخاب الرئاسي في لبنان وتأمين حضور الرئيس اللبناني الجديد القمة العربية. ورأت مصادر سياسية ان سوريا تريد تحويل الازمة اللبنانية ملفاً من ملفات القمة ولا تريد طي الجانب الجوهري من الازمة قبل انعقاد هذه القمة، بل ان ثمة مؤشرات تحمل على الاعتقاد ان سوريا قلبت قواعد اللعبة وباتت تشترط ضمناً تمثيلاً عربياً عالياً في قمة دمشق كمفتاح عبور الى تسهيل الانتخابات الرئاسية لاحقاً، الامر الذي يرفضه محور عربي عريض تقوده السعودية ومصر ولا يزال متشبثاً بشرط تسهيل الانتخاب الرئاسي في لبنان قبل القمة لتحديد مستوى التمثيل فيها. وادرجت المصادر نفسها بعض المعلومات الذي تحدث عن مرونة سورية في الساعات الاخيرة في اطار اشتداد المناورات التي توحي بأن الملف اللبناني لا يزال المفتاح المقرر لحجم التمثيل العربي في القمة وان يكن ذلك لا يعني ان احتمالات انتخاب رئيس جديد مرشحة للتحسن.

وفي ما يتعلق بدعوة لبنان الى القمة، قالت مصادر دبلوماسية عربية لـصحيفة "السفير" إن سوريا ستوجه دعوة رسمية للبنان للمشاركة في القمة يوم الأربعاء المقبل وذلك عن طريق الأمين العام للجامعة العربية، الذي سيسلم الدعوة للبعثة اللبنانية في الجامعة العربية أو يوفد من يمثله الى بيروت لنقل الدعوة رسمياً الى الحكومة اللبنانية. وعلمت "النهار" ان مجلس الوزراء الذي يعقد جلسته المقررة لدرس جدول اعمال مثقل بعشرات البنود في الساعات المقبلة، سيبحث في موضوع تمثيل لبنان في القمة العربية من خارج جدول الاعمال لأن الحكومة، لم تتسلم بعد الدعوة الى القمة، فيما تشكل هذه المسألة قضية الساعة. من جهة اخرى، قال مصدر دبلوماسي سعودي إن مسألة حضور المملكة للقمة على أي مستوى "لم تقرر بعد"، فيما قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لمحطة "العربية" إن مسألة حضور السعودية للقمة قد حسمت لكن لم يتقرر مستوى المثيل.

إلا أن الخطر الاساسي أمس، تمثل بمحاولات قوى 8 آذار المستمرة تغيير الاولويات بهدف اعادة خلط الاورق وبالتالي ضرب المبادرة العربية عبر تقديمها ملف القانون الانتخابي على البند الاول في المبادرة وهو انتخاب الرئيس. وفي هذا السياق، اعلن الرئيس نبيه بري عبر "السفير" التزام المعارضة اللبنانية بالمبادرة العربية ببنودها كافة وفي طليعتها انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون انتخابي جديد. لكنه في الوقت نفسه اكد ان قانون الانتخاب "هو بيت القصيد، وهو أهم وأخطر من قضيتي رئاسة الجمهورية والحكومة". لكن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي شدد امس على ان التأخر في انتخاب رئيس للجمهورية سيزيد التوتر السياسي في لبنان، جدد التأكيد على اولوية انتخاب الرئيس على ما عداها. واشار الى ان "الوقت غير مناسب الآن للحديث عن مرشحين لمنصب رئيس الحكومة وهو ما تقرره المشاورات النيابية وفقاً للدستور". واضاف: "نتكلم الآن فقط على انتخاب رئيس جمهورية وربما الشكل العام للحكومة".

برلماني بريطاني لـ"السياسة": مخاوف حقيقية من استهداف السنيورة وسليمان

بدورها ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية ان نائبا عماليا في مجلس العموم البريطاني في لندن اعرب عن "مخاوفه العميقة "من ان يبلغ صراع ديوك الاستخبارات في لبنان" ذروته الدراماتيكية مع اقتراب موعد القمة العربية اذا ادرك نظام (الرئيس السوري) بشار الاسد ان نتائجها ستكون كارثية عليه بحيث تطبق عليه العزلة العربية بإحكام بعد عزلته الدولية".

وأسف النائب البريطاني الوثيق الصلة بالشرق الاوسط وبزعماء دول عربية قيادية "ان يدفع لبنان هذا البلد الديمقراطي الحضاري الوحيد في المنطقة مرة جديدة ضريبة هذا الصراع اضافة الى دفعه المستمر ضريبة الصراع العربي ـ الاسرائيلي بحيث يكون مجددا الصاعق في يد بشار الاسد الذي يفجره من الداخل فتصل شظاياه الى كل مكان وذلك عن طريق اغتيال مدبر ستكون له هذه المرة انعكاسات مأسوية على كيان الدولة اللبنانية التي ستسقط على ركبتيها اذا ما استهدف مفصلاها الوحيدان الآن وهما رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الذي سينسف بتغييبه اخر معقل دستوري مازال يشكل صلة الوصل الوحيدة بين شرايين النظام القائم التي مازالت تضخه بالحياة، وقائد الجيش العماد ميشال سليمان المرشح التوافقي الاوحد في البلاد الذي سيؤدي حذفه من الحياة السياسية الى نهاية آمال اللبنانيين والمبادرة العربية والمجتمع الدولي في قيام الدولة من تحت الانقاض، لانه لا يوجد شخص اخر في لبنان يمكن ان يجمع عليه الجميع لقيادة الدفة الى شاطئ الخلاص".

واطلع البرلماني البريطاني "السياسة" في مكتبه بمجلس العموم على وثيقة تتضمن دوائر حمراء حول اسماء زعماء ثورة الارز الذين اغتيلوا او تعرضوا للاغتيال في لبنان منذ استهداف وزير الاتصالات مروان حمادة في اواخر العام 2004 مرورا برئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وانتهاء بالنائب انطوان غانم، وقد ظهرت في اواخرها دائرتان زورقاوان حول اسمي السنيورة والعماد سليمان. وقال النائب انهما "العقبتان الاخيرتان في وجه النظام السوري امام اعادة سيطرته على البلاد، اذ ان اغتيال الاول ينهي دور الحكومة التي لا يمكن تشكيل سواها في غياب المؤسستين الاخريين، مجلس النواب ورئاسة الجمهورية بينما باغتيال الثاني تصبح هناك استحالة للعثور على رئيس جديد للجمهورية تقبل به الاطراف المتنازعة كما يمكن ان يشكل الرد الدموي الحاسم على الدول العربية الداعمة له التي شهرت على ذلك النظام حرب العزلة والمقاطعة". وقال النائب العمالي الذي حضر احد لقاءات السنيورة الاخيرة مع مسؤولين بريطانيين في لندن انه كاد ان يفاتحه بمخاوفه المتزايدة عليه، مضيفا "الا انني لم افعل في نهاية المطاف خشية تفسير تحذيري له على انه مستند الى معلومات لم أشأ الافصاح عنه".

قوى الاكثرية اللبنانية تعلن عن اطلاق مؤتمرها الاول تحت عنوان "ربيع 2008"

الى ذلك اعلنت الاكثرية اللبنانية المعروفة باسم "قوى ال14 من اذار" اليوم اطلاق مؤتمرها الاول يوم الجمعة المقبل تحت عنوان "ربيع لبنان".وقالت القوى في بيان تلاه النائب غازي يوسف عقب اجتماع لامانتها العامة ان "اللبنانيين استطاعوا تجاوز ثقافة الموت وعبروا عن ارادة صادقة ورغبة في العيش معا في اطار وطني واضح المعالم".واكد ان "14 اذار قررت عقد مؤتمر تحت عنوان (ربيع 2008) للاصرار على ثقافتها المنفتحة على الجميع وقدرتها على مواجهة الازمات اضافة الى كونها محطة جديدة لتحقيق الاهداف المنشودة".ومن المنتظر ان تطلق قوى 14 اذار وثيقتها السياسية وبرنامج نشاطاتها السياسية خلال المؤتمر المذكور.

جنبلاط يطالب بمقاطعة القمة العربية في دمشق اذا لم يمثل لبنان برئيس للجمهورية

من جانبه شدد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد قادة الاكثرية النيابية اللبنانية المناهضة لسوريا، على ضرورة مقاطعة القمة العربية في دمشق اذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية حتى لا يشكل تمثيل لبنان فيها غطاء للنظام السوري.وقال جنبلاط في موقف اسبوعي تنشره الثلاثاء مجلة الانباء الناطقة باسم حزبه وتلقت فرانس برس نسخة منه الاثنين "في حال استمرار تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية فان مقاطعة القمة العربية هي الحد الادنى المقبول لبنانيا لان النظام السوري سيسعي لتوظيف اي حضور عربي رفيع وبالاخص لبناني لصالحه".

وتسعى دول عربية في مقدمها السعودية ومصر والاردن الى اقناع سوريا بتسهيل انتخاب رئيس للبنان قبل القمة العربية المقررة في دمشق في 29 اذار/مارس كشرط اساسي من شروط نجاح هذه القمة خصوصا بالنسبة لمستوى تمثيل الدول فيها.وارجىء الاثنين انتخاب رئيس لبنان للمرة السادسة عشرة. وحدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري موعد الجلسة المقبلة في 25 اذار/مارس قبل اربعة ايام على موعد القمة العربية.

ولفت جنبلاط الى ان النظام السوري "سيسعى للاستفادة من الحضور العربي في القمة لفك العزلة العربية والدولية التي يعانيها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وتشير الاكثرية كما تقارير تحقيق دولية الى تورط مسؤولين امنيين سوريين في الاغتيال وهو ما تنفيه دمشق.واضاف الزعيم الدرزي ان "اي محاولة لاعادة اكساب هذا النظام ما يفقده من شرعية عربية ودولية تعني فيما تعنيه تعويمه سياسيا رغم انه لم يعدل قيد انملة في سلوكه التخريبي".

وتتهم الاكثرية التي يساندها الغرب وغالبية الدول العربية دمشق بدعم المعارضة لتستمر في مسيرة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وحل الازمة فيما تحمل المعارضة الولايات المتحدة مسؤولية افشال الحلول.