رغم هزيمة اليمينيين حكومة ساركوزي تصر على برنامجها الإصلاحي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الأسبوع المقبل سيشهد تكثيفا للحملات والتحالفات الإنتخابية في باريس
وقد قلصت هذه النتائج الأولية من الفارق بين الأصوات التي حصل عليها الحزبان والذي تنبأت به استطلاعات للرأي أجريت بعد الانتهاء من عملية الاقتراع في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت جرينتش). إذ أشار معهد استطلاع الرأي سي إس إيه CSA إلى حصول الاشتراكيين على نسبة 47,5 في المائة من الأصوات، في مقابل 40 في المائة أحرزها الحزب الحاكم. ولا تستبعد استطلاعات الرأي إمكانية أن تظل باريس وليون بيد الاشتراكيين، واحتمال أن يسحبوا مرسيليا وستراسبورغ وتولوز من حزب الرئيس ساركوزي.
ويعد هذا الاقتراع بمثابة اختبار السنة الأولى لحكم الرئيس ساركوزي، الذي تدهورت شعبيته خلال الأشهر الأخيرة. وقال زعيم الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند إن الناخبين قد وجهوا رسالة تحذير إلى ساركوزي وحكومته بسبب سياساته. واتهم رئيس الوزراء فرانسوا فيون المعارضة "بخلط الشأن المحلي بالشأن الوطني"، حسبما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. ويقول مراسل بي بي سي في باريس السدير ساندفورد إن هذا التصويت يعد تعبيرا عن استياء الفرنسيين من بعض سياسات الرئيس ساركوزي خلال الأشهر العشرة الماضية. ومن ناحية أخرى فاز جان ساركوزي إبن الرئيس الفرنسي والبالغ من العمر واحدا وعشرين عاما مقعدا في دائرة نيولي الثرية، والتي صنعت اسم والده قبل ثلاثين عاما.
من جهتها، اعتبرت سيغولين روايال المرشحة الاشتراكية السابقة الى الانتخابات الرئاسية التي لم يحالفها الحظ امام نيكولا ساركوزي، ان هذه الدورة الاولى من الانتخابات البلدية بمثابة "معاقبة" للسلطة.وقالت "ينبغي ان يتسع تصويت المعاقبة هذا الاحد المقبل ولا فلن يتغير شيء".
كذلك، طلب رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون من الناخبين "عدم الخلط بين الرهانات" في الدورة الثانية من الانتخابات البلدية، طالبا من معسكره حشد كل طاقاته. وعلى الرغم من التر اجع الكبير الذي سجله حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم، في عدد من المدن الكبرى، فان فيون اعتبر ان النتائج "اكثر توازنا مما اعلن طيلة فترة هذه الحملة". واضاف ان الدورة الثانية في 16 اذار/مارس "هي بالتالي بين ايدي الناخبين اكثر من اي وقت مضى".ومضى فيون يقول "ما هو على المحك هو ادارة مدننا وقرانا ودوائرنا. وخلال هذا الاسبوع اطلب من كل الذين يقرون بقيمنا ان يتحركوا". واخذ رئيس الوزراء على المعارضة رغبتها "في تاجيج الانشقاقات السياسية".وقال ان "هذه المسيرة المنحازة لا تتناسب مع الوقائع والضرورات المحلية. ينبغي عدم خلط الرهانات".
وكان ساركوزي اعلن انه سيواصل وتيرة اصلاحاته ايا كانت نتائج الانتخابات التي تجري دورتها الثانية في 16 اذار/مارس. غير ان حزبه اليميني الاتحاد من اجل حركة شعبية يخشى ان يدفع ثمن استياء "الخائبين من الساركوزية" وقد اجمعت استطلاعات الرأي على توقع فوز المعارضة الاشتراكية فيما كشف تحقيق اجري اخيرا ان فرنسيا واحدا من اصل ثلاثة بات يوافق على اداء الرئيس.
وادلى ساركوزي بصوته ظهر امس في مدرسة بوسط باريس قريبة من قصر الاليزيه فبدا منشرحا. وتدهورت شعبية ساركوزي بشكل سريع منذ بداية السنة، ويأخذ عليه الفرنسيون انه لم يحقق شيئا على صعيد زيادة القدرة الشرائية التي باتت همهم الاول والتي وعد في حملته الانتخابية بجعلها اولوية عمله الرئاسي.
كذلك يواجه انتقادات حادة تاخذ عليه استعراض حياته الخاصة وميله الى الترف، لا سيما بعد الضجة التي اثارها طلاقه من سيسيليا وزواجه بعد ثلاثة اشهر من العارضة الايطالية كارلا بروني.غير ان ساركوزي قلل مسبقا من اهمية الفشل المتوقع لحزبه مؤكدا انه "لن يتلهى بالتقلبات" وان موعد تقييم سياسته لن يكون الا في نهاية عهده في 2012. واستبعد امكانية اعتماد "خطة تقشف" يحذر منها الاشتراكيون، مجددا ثقته في رئيس الوزراء فرنسوا فيون الذي يسجل على خلافه ارتفاعا في شعبيته، ما يثير شائعات حول قيام خلافات بينهما.
وشكلت الانتخابات البلدية ايضا اختبارا صعبا للحركة الديموقراطية، حزب الوسط بزعامة فرنسوا بايرو المرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية الساعي الى الفوز برئاسة بلدية بو (جنوب غرب)، وللحزب الشيوعي الذي يحاول انقاذ معاقله المحلية الاخيرة وكذلك الجبهة الوطنية (يمين متطرف).