أخبار

الإنتخابات الإيرانية تفشل في إثارة حماسة الطلبة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طهران: يشك طلبة إيرانيون قادوا حركة إصلاح أوقفها إنتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في عام 2005 في أن الإنتخابات البرلمانية التي تجري يوم الجمعة المقبل يمكن أن تقود إلى تغيير حقيقي. وتقول ياسمان نيلي (23 عاما) التي أيدت الرئيس المعتدل السابق محمد خاتمي في انتخابات سابقة انها ستدلي بصوتها من منطلق احساسها بواجبها المدني وليس لأنها تجد شخصية تبعث على التفاؤل بين المتنافسين لشغل مقاعد البرلمان المؤلف من 290 عضوا.

وذكرت الطالبة التي تدرس العلوم الاجتماعية من شقتها بمنطقة راقية بشمال طهران "لا افضل مرشحا معينا لعلمي انه سيغير الوضع للافضل." وتقول الطالبة بجامعة العلامة طباطبائي "في ذات الوقت لن تتحسن الامور اذا احجم الجميع عن الانتخاب. اذ قررت الا تلقي بالا فلا يحق لك الاعتراض على المشاكل." وتظهر الانتخابات التي تجري في الرابع عشر من مارس آذار ما اذا كانت شعبية أحمدي نجاد ضعفت منذ توليه السلطة متعهدا بتوزيع ثروة إيران بقدر أكبر من العدالة. ووجهت انتقادات لاسلوب معالجة أحمدي نجاد للقضايا الاقتصادية في بلد لديه وفرة من عائدات النفط بينما تزيد نسبة التضخم عن تسعة بالمئة واتهم بفرض قيود اجتماعية أكثر صرامة وشن حملة قمع ضد الطلبة الاصلاحيين.

وفي اواخر التسعينات شكل الطلبة قاعدة لمساندة الاصلاحات السياسية والاجتماعية التي عززها خاتمي ولكن تبددت آمالهم بعد أن فشلوا في تجسيد هذه الاصلاحات. ويحاول معتدلون العودة بقوة في انتخابات يوم الجمعة المقبل لكنهم يشكون من مواجهة كثير من الصعاب لأن المجلس المتشدد الذي يفحص طلبات الترشيح منع عددا كبيرا من مرشحيهم من خوض الانتخابات.

وتجلس رضوان طالبزاده على مقعد تحت أشعة الشمس في حرم جامعة طهران وتقول انها ستدلي بصوتها ولكنها تشك في وفاء اي من المرشحين بوعوده الانتخابية. وتضيف "لا أفضل اي من المرشحين. ولكن لا أؤمن بعدم الاكتراث بما يحدث في بلادي." ومثلها كثير من الطلبة في إيران تهتم طالبزاده باداء الناخبين أكثر من صفتهم. وتضيف "ليس المهم أن يفوز اصلاحي أو محافظ. ساصوت للمرشح الذي يطرح خططا جيدة بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه."

وأكثر من نصف سكان إيران البالغ تعدادهم 70 مليون نسمة تجاوزوا الثلاثين من عمرهم. ولا يقرر البرلمان السياسات المتعلقة بالقضايا المهمة مثل الخلاف النووي بين إيران والغرب ولكن تعرض أنصار أحمدي نجاد لنكسات في البرلمان سيدلل على رفض برامجه المتشددة وقد يؤثر على احتمالات اعادة انتخابه رئيسا في 2009. ولا تعتقد مريام التي تدرس الفنون ان الادلاء بصوتها سيسهم في التصدي للمصاعب الاقتصادية التي ترى انها تمسك بخناق الحريات الشخصية.

وقالت الطالبة التي ترتدي الشادور الاسود اللون "لم يغير صوتي شيئا في الماضي. لا زلنا نعاني من فقر ثقافي" ولكنها اوضحت ان اختيار ارتداء الزي الإسلامي ينبغي أن يكون عن اقتناع. وتابعت "بمرور الوقت تتحسن الظروف الاقتصادية في كل مكان في العالم إلا هنا." وعبر طلبة ونشطاء اخرون عن ضياع أملهم.

وفي عام 1999 كان الطلبة الداعون للتغيير في قلب احتجاجات عنيفة بسبب اغلاق صحيفة موالية لاصلاحيين وهي اسوأ اضطرابات منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. غير ان نشطاء يقولون ان آمالهم تبددت وأنشطتهم تقلصت بعدما فشل عهد خاتمي في الوفاء بتعهداته في مواصلة التغيير الاجتماعي والسياسي. وتقول ناريمان مصطفوي "تحاول الحكومة تشجيع الطلبة على الاقتراع ولكن ليس لديهم أي دافع يذكر. إبان حكم خاتمي... لم تنفذ الكثير من الوعود. فقد الطلبة حماستهم."

ودفع الطلبة المؤيدون للديمقراطية ثمنا غاليا في السنوات الأخيرة وفر بعضهم من البلاد أو اودعتهم المؤسسة الدينية السجون. والبعض ومنهم طالب بجامعة طهران اكتفي بذكر اسم هادي لا ينوي الاقتراع. وقال وهو يشعل سيجارة "لا اعرف اي من المرشحين ولا اشعر انني بحاجة لمعرفة اي منهم." وتابع "قررت عدم الادلاء بصوتي هذه المرة التغيير في إيران مجرد وهم." وقال طالب الحقوق رضا علوي انه يود أن يمنح أحمدي نجاد مزيدا من الوقت ليترك بصمته. وأضاف "حكم خاتمي لمدة ثمانية اعوام واعطي الفرصة كاملة لتطبيق سياساته. احسنت هذه الحكومة في كثير من الامور. ساصوت من أجل أحمدي نجاد لامنحه فرصة عادلة."

وقال الطالب محسن الذي احجم عن ذكر اسم عائلته انه يجدر به الادلاء بصوته ولو من أجل تفادي المزيد من القيود الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وذكر "ينبغي أن يدلي الطلبة باصواتهم. اذا لم ادل بصوتي واقترع اخرون فان اختيارهم سيختلف كثيرا عن نوعية الاعضاء الذين اريد أن اراهم في البرلمان." وتابع "لا اريد أن افقد القدر القليل من الحرية الذي اكتسبته بمرور الزمن ... كي اواجه المزيد من المصاعب."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف