فرنسا تطلق برنامجا لتعليم قيمها لرجال دين مسلمين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دارين ابراهيم: أطلقت فرنسا برنامجا مطورا لتثقيف أئمة المساجد ورجال الدين المسلمين أو المرشدين حول دولة فرنسا وقيمها. ويهدف البرنامج الى إضفاء الطابع أو السمة الفرنسية على الدين الإسلامي في فرنسا والذي يعتبر ثاني أكثر الديانات انتشارا فيها، وتأمين فرصة حقيقية لخلق المسلم المعتدل والمتسامح الذي بإمكانه التعاطي مع المجتمع الفرنسي بشفافية، والذي كان دوما هدفا للهجمات الإرهابية من قبل المسلمين المتطرفين .
وقال تقرير بثه موقع "راديو أميركا" الإخباري باللغة الانجليزية إن هذه الدورات التدريبية تعقد في مكان استثنائي جدا وهو المجمع الكاثوليكي في باريس ، حيث بدأ هذا البرنامج مطلع هذا العام بالتعاون مع الحكومة الفرنسية و جامع باريس من أجل تقديم فهما أبعد وأعمق حول القوانين الفرنسية وحول البعد التاريخي والقيم والمبادىء الإجتماعية للدولة الفرنسية.
وقد صرح جيراد كاتشيت ، الناطق باسم وزارة الدخلية الفرنسية ، أن هذا البرنامج الذي يستمر على مدار السنة لايتطرق للجوانب الفقهية في الإسلام ، حيث ستكون هذه المحاضرات من مهام المؤسسات الإسلامية.
ويضيف كاتشيت ان "الحكومة الفرنسية تعتقد بأن هذا البرنامج سيساعد على تشكيل إسلاما فرنسيا، بمعنى أن يكون المسلمين في فرنسا قادرين على التواصل مع المجتمع الفرنسي بمبادئه وقيمه بشكل كامل.
وقال أوليفر بوبينيو المسؤول عن هذا البرنامج "إن الغالبية العظمى من الطلاب الذين التحقوا بهذا البرنامج قد ولدوا خارج فرنسا ومنهم من جاء من شمالي إفريقيا وهم حقا متحمسين للبرنامج و لمعرفة المزيد عن المجتمع الفرنسي.
يضيف بوبينيو أنه يتمنى أن يخرج الطلاب من هذا البرنامج وقد تبلورت لديهم فكرة وفهم أفضل عن العلاقة بين الدين و السياسة في فرنسا ، وعن القيم و القواعد التي تحكم المجتمع الفرنسي.
وتحدث الخبراء حول أهمية هذا البرنامج في ردم الهوة الخطيرة الناجمة عن أن غالبية الأئمة الذين يعظون المسلمين في الجوامع أو البيوت قد أتوا من خارج فرنسا ، في حين أن المسلمين في فرنسا و الذين يشكلون أكبر مجتمع إسلامي في الاتحاد الأوروبي ( من 5 إلى 7ملايين مسلم ) قد ولدوا في فرنسا .
ويتابع الخبراء كيف لهؤلاء الأئمة أن يقدموا فهما واضحا و مقنعا عن المجتمع الفرنسي وقيمه بكل أبعاده الاجتماعية و التاريخية وهم قادمون من وراء البحار.
ويقول فرانك فريغوسي الباحث بعلم الاجتماع والمتخصص بالشؤون الإسلامية في المركز القومي للبحوث العلمية إن الأئمة الذين ولدوا و تعلموا خارج فرنسا غير معدين بشكل ملائم لهذه المهمة في فرنسا، حيث العديد من الأئمة جاؤوا من تركيا ولايعلمون شيئا عن المجتمع الفرنسي وتاريخه، حتى أن معظمهم لايستطيع أن يتكلم اللغة الفرنسية .
وقال جلول الصديقي، مدير معهد الغزالي لتأهيل الأئمة في جامع باريس ، مؤيدا "إنه وعلى سبيل المثال من الممكن أن يعلم برنامج التعليم القرآني في جامع باريس طلابه أن المسلم بإمكانه أن يتزوج أربع نساء ، وفقا للشريعة الإسلامية ، في حين أن القانون في فرنسا لا يسمح بتعدد الزوجات " .
كما أشار الصديقي إلى ناحية مهمة وهي مسألة التمويل حيث أن أئمة المساجد القادمين من تركيا والجزائر يتم تمويلهم من قبل حكوماتهم ، وإن العديد من المسلمين في فرنسا غير قادرين على دفع رواتب الأئمة . مع ذلك، يتابع الصديقي ، فإن المسلمين في فرنسا يحاولون النهوض بهذه المسؤولية لتمويل أئمة المساجد ، متفائلا ان هذه الخطوة ستتحقق يوما ما.