إستقالة أميرال أميركي بعد مقال عن إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن، وكالات: سيعلن الأميرال وليام فالون رئيس القيادة العسكرية الأميركية المسؤولة عن العراق وأفغانستان إستقالته بعد أن قالت مجلة أنه يدفع الرئيس جورج بوش إلى تفادي الحرب مع إيران. وشدد الاميرال فالون على أنه لا يختلف مع حكومة بوش بشأن ايران ولكن التصورات عن وجود خلاف تجعل من الصعب عليه اداء مهام وظيفته. ونفى وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس ان رحيل فالون يجعل الحرب مع ايران اكثر احتمالا. وقال جيتس "فكرة ان هذا القرار ينبيء باي شيء عن تغير في السياسة نحو ايران ... هي فكرة تبعث على السخرية."وقال جيتس للصحفيين في وزارة الدفاع (البنتاجون) "الاميرال فالون توصل الى هذا القرار الصعب من تلقاء نفسه تماما." واضاف قوله "واعتقد ان ما فعله هو الصواب مع انني لا أظن انه توجد في الواقع خلافات مهمة بين وجهات نظره وسياسة الحكومة."
وتقول حكومة بوش ان سياستها هي استخدام الدبلوماسية لحل الخلافات بينها وبين ايران ولاسيما بشأن البرنامج النووي لطهران لكنها لا تستبعد امكانية اتخاذ عمل عسكري. وتقول واشنطن والقوى الغربية الاخرى ان ايران تحاول اكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية. وتقول ايران ان برنامجها للاغراض السلمية لتوليد الطاقة. ويشرف مقر قيادة فالون في تامبا بولاية فلوريدا على العمليات الاميركية في 27 دولة منها العراق وافغانستان. وفالون هو أول ضابط من مشاة البحرية يصبح رئيسا للقيادة المركزية وهو يشغل هذا المنصب منذ اقل قليلا من عام. وسيترك منصبه ويتقاعد في نهاية الشهر.
وقد اشتهر فالون بانه يفضل الحوار. وتابع السعي من اجل تحسين العلاقات مع الصين حينما رأس القيادة العسكرية الاميركية في المحيط الهادي. وطلب فالون الاستقالة بعدما صوره مقال في مجلة على انه يختلف مع الرئيس بوش بشأن السياسة تجاه ايران. واشار المقال في مجلة اسكواير الى ان فالون يدفع الادارة الى تجنب حرب مع ايران. وقال جيتس للصحفيين في وزارة الدفاع (البنتاجون) "قبلت طلب الاميرال فالون الاستقالة بتردد واسف." وقال جيتس ان فالون سيترك الخدمة في نهاية الشهر وأن نائبه الجنرال مارتن ديمبسي سيتولى مسؤولية القيادة المركزية حتى اختيار خليفة على المدى البعيد. واشاد جيتس بفالون واكد ان الاميرال دعم سياسة الحكومة لاستخدام الدبلوماسية لمحاولة حل الخلافات مع ايران مع عدم استبعاد الخيارات العسكرية.
وقال فالون في بيان "التقارير الصحفية الحديثة التي تشير الى عدم ترابط بين ارائي واهداف سياسة الرئيس اصبحت تحول الانتباه في وقت حرج وتعرقل الجهود في منطقة القيادة المركزية." واضاف "ومع انني لا أعتقد انه كانت هناك على الاطلاق اي خلافات بين اهداف سياستنا في مجال مسؤولية القيادة المركزية فان التصور البسيط لوجود خلافات يجعل من الصعب علي ان اخدم مصالح اميركا هناك بشكل فعال."
وفي بيان لم يشر الى اسباب استقالة الاميرال فالون، اشاد الرئيس بوش بالرجل الذي "خدم بلاده بشرف وتصميم وتفان" لمدة اربعين عاما والذين "يعود اليه فضل كبير في التقدم الذي تحقق في العراق وافغانستان". كما اشاد المرشح الجمهوري للسباق الى الرئاسة الاميركية جون ماكين بفالون. وقال في بيان ان "الوضع في العراق سجل تحسنا كبيرا تحت قيادته".
من جانبهم، اشاد الديموقراطيون بالاميرال فالون لكنهم حملوا بعنف على ادارة بوش. واكدت هيلاري كلينتون في بيان ان "الاميرال فالون كان يمثل صوت العقل في ادارة تستخدم خطابا استفزازيا حيال ايران". وعبرت عن املها في ان يتبنى خليفته وجهة نظر الاميرال الذي يصر على "سياسة متوازنة حيال ايران". وقالت المرشحة الديموقراطية للسباق الرئاسي الاميركي "اطلب من لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ تنظيم جلسة استماع لمعرفة ظروف رحيله". وهيلاري كلينتون عضو في هذه اللجنة.
من جهته، رأى زعيم الاغلبية الديموقراطية في المجلس هاري ريد ان رحيل فالون يشكل "مثالا جديدا على ان هذه الادارة لا تشعر بالارتياح لاستقلال الخبراء وتعبيرهم بصراحة وانفتاح عن آرائهم". اما رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي، فقد رأت ان استقالة الاميرال فالون تسبب "خيبة امل لكثيرين منا كانوا يرون ان صراحته المعروفة تشكل مكسبا اساسيا". وردا على سؤال، نفى غيتس امكانية ان تعرقل استقالة الاميرال فالون عملية تقييم الوضع في العراق. وقال وزير الدفاع ان هذا التقرير التقييمي الذي سيقدمه خلال اسابيع الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق وراين كروكر السفير الاميركي في بغداد "سينجز قبل رحيله وسيعرض وجهة نظره".
واشنطن تقلل من اهمية استقالة فالون
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان استقالة قائد القوات الاميركية في منطقة الشرق الاوسط الادميرال وليم فالون لا تعني تغييرا في سياسة واشنطن تجاه ايران. وكان فالون قد قدم استقالته الثلاثاء وسط انباء عن خلافه مع الرئيس الامريكي جورج بوش حول توجيه ضربة عسكرية إلى ايران. واعلن وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان فالون طلب التقاعد وانه وافق على طلبه، واضاف ان الاستقالة تدخل حيز التنفذ اواخر هذا الشهر.
واعتبر جيتس التقارير الصحفية التي ربطت بين استقالة فالون وامكانية توجيه ضربة لايران "سخيفة". من جانبه اصدر الرئيس بوش بيانا شكر فيه فالون على جهود وقال "ان فالون خدم الشعب الامريكي اربعين عاما بشكل متميز ودخل التاريخ باعتباره اول ضابط بحرية يتولى منصب قيادة القيادة الوسطى في الجيش الامريكي".
وكان فالون قد تولى منصب قائد قيادة القيادة الوسطى في الجيش الامريكي والتي تشمل العراق وافغانستان في شهر مارس/آذار من العام الماضي. وكانت مجلة "اسكواير" الامريكية قد نشرت مقالا الاسبوع الماضي اشارت فيه الى خلاف فالون مع بوش بشأن سياسة الرئيس تجاه ايران وقالت ان فالون يعارض اللجوء الى الخيار العسكري للتعامل مع الملف النووي الايراني.
وقد اصدر فالون بيانا قبل سفره للعراق اشار فيه الى ان "التقارير الصحفية الاخيرة تحدثت عن خلافات في وجهات النظر بيني وبين الرئيس حول اهداف السياسة الخارجية الامريكية اضحت مثيرة للبلبلة في وقت حرج وتعيق الجهود في القيادة الوسطى للجيش الامريكي". الا ان ديفيد كرينجر رئيس تحرير المجلة التي نشر فيها فالون المقال قال ان مجلته مصرة بقوة على موقفها من صحة ومعنى المقال الذي كتبه الادميرال الامريكي.
واضاف ان استقالة فالون وما تلاها من تداعيات تظهر "قدرة المجلة على طرح القضايا الحساسة، واظهار التوترات القائمة بين القيادة الوسطى والبيت الابيض حول السياسة تجاه ايران". وقد اعرب سياسيون ديمقراطيون عن خشيتهم من محاولات البيت الابيض لاسكات الاصوات المنتقدة لسياسته.
وقال زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد ان "انا قلق من استقالة الادميرال فالون... فهي محاولة اخرى للقول ان التعبير عن وجهات النظر المستقلة والصريحة وذات الخبرة غير مرغوب بها من قبل هذه الادارة".
لكن السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع جيف موريل قال ان "الناس لا يجب ان تتصور ان هذا هو ثمن التعبير عن الرأي في اروقة البنتاجون". واضاف ان الموضوع هو عبارة عن "مشكلة تصور ظلت تؤرق فالون، هذا التصور جعله يعتقد انه مختلف مع الرئيس والادارة عندما يتعلق الامر بايران".
وفي ردها على الخلاف الناشب بسبب استقالة فالون دعت السناتور هيلاري كلينتون، المتنافسة مع باراك اوباما على ترشيح الديموقراطيين لانتخابات الرئاسة الامريكية، ادارة الرئيس بوش إلى اتباع الوسائل الدبلوماسية لحل الخلاف مع ايران بدل الميل باتجاه الصراع. اما الرئيس بوش فقد قال ان فالون يستحق "تقديرا كبيرا وعاليا للنجاح الذي حققناه في العراق وافغانستان".
لكن مراسل بي بي سي في واشنطن آدم بروكس يقول ان استقالة فالون تشير إلى وجود شقاق بين القيادات العسكرية العليا في القوات المسلحة والبيت الابيض.
ويضيف مراسلنا ان تعليقات فالون، التي تضمنت ايضا تصريحات لفالون قالها عبر تلفزيون الجزيرة العام الماضي بعدم توقع الحرب مع ايران، هي التي جعلت الادميرال الامريكي على خلاف مع البيت الابيض.
ويقول مراقبون ان الاستقالة تأتي في وقت تواجه فيه الادارة الامريكية مصاعب في عدة جبهات من اجل ابقاء زخم الضغط الدولي على ايران، وخصوصا ما جاء في تقرير الاستخبارات الامريكية الذي انتهى إلى تقييم ان ايران اوقفت برنامج تطوير الرؤوس النووية في عام 2003.
يذكر ان سياسة الادارة الحالية هي انتهاج الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية لاجبار طهران على التخلي عن طموحاتها النووية. لكن واشنطن ودولا غربية اخرى تخشى ان تكون ايران مستمرة في تطوير برامجها النووية للاغراض العسكرية، وهو اتهام تنفيه طهران.
التعليقات
صوت العقل
على حسين عبد السلام -استقالة الاميرال فالون المسؤل عن القيادة العسكرية الامريكية فى افغانستان والعراق انها دليل على وجود راى رجل حكيم يقف امام التهور الجامح لسياسة الرئيس بوش نحو التجهيز للعدوان على ايران بالرغم من تقرير المخابرات الامريكية بان ايران ليست لديها النية لانتاج مفاعلات نوويةللاستخدامات العسكرية كما اشاعوا عن وجود اسلحة دمار شامل فى العراق واستخدموها زريعة لتدمير واحتلال العراق 0
المركب اللى تودى
فاتن -فى ستين سلامة