الأزمة اللبنانية ترخي بظلالها على مؤتمر دكار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلاف لبناني ـ سوري يؤجّل إقرار "التضامن مع لبنان" وأولوية الرئاسة
الأزمة اللبنانية ترخي بظلالها على مؤتمر دكار
بيروت,دكار : يحضر الملف اللبناني بتشعباته كافة في الدورة الحادية عشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تبدأ اعمالها غداً في العاصمة السنغالية دكار. ويتوقّع أن تعكس صورة أولية عن المشهد المرتقب في القمة العربية التي تستضيفها دمشق نهاية الشهر الحالي، خصوصاً بعد ظهور خلافات حادة أمس بين الوفدين اللبناني والسوري على مشروع قرار خاص بـ"التضامن مع لبنان"، في اجتماعات وزراء الخارجية للدول الـ57 الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، الذين ختموا اجتماعاتهم باقتراح بيان ختامي وجملة من مشاريع القرارات وميثاق جديد للمنظمة، ليصادق عليها الزعماء.
وذكرت صحيفة "النهار" انه بعدما كان أقر مشروع القرار الخاص بـ"التضامن مع لبنان" في الاجتماعات التحضيرية للمسؤولين الكبار، أثار خلافات مع الوفد السوري برئاسة نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الذي اعترض على الفقرة 16 المتعلقة بدعم اجراء "الانتخابات الرئاسية فوراً وفقاً للمبادرة العربية". ورد الوفد اللبناني برئاسة الأمين العام بالوكالة لوزارة الخارجية السفير بسام نعماني بأن "الأخذ بالاعتراض السوري يفرغ الفقرة الخاصة بالانتخابات الرئاسية اللبنانية من محتواها". وأثر الخلاف اللبناني - السوري اقرت كل مشاريع القرارات إلا المشروع الخاص بلبنان. ورفعت الجلسة وبدأت مهمة وساطات قادها أطراف عدة في محاولة للتوصل الى تسوية بين الطرفين.
ورفض أعضاء في الوفد اللبناني التقتهم "النهار" الخوض في تفاصيل الخلاف. واكتفى أحدهم بتوقع "رفع الخلاف الى اجتماعات الزعماء" غداً وبعد غد. غير أن عضواً في الوفد العراقي أوضح أن "مطلب سوريا يتركز على مجرد الإشارة الى المبادرة العربية من دون الخوض في أي من تفاصيلها والاكتفاء بما ورد خلال اجتماعات القاهرة لوزراء الخارجية العرب"، ملاحظاً أن سوريا "لم تعترض على الفقرة الخاصة بتشكيل المحكمة الخاصة للبنان أو حتى على فقرات تدعم بوضوح الحكومة اللبنانية" برئاسة فؤاد السنيورة.
وجاء في مشروع القرار اللبناني المؤلف من 18 فقرة أن المؤتمر "يوجه التحية لصمود لبنان في تصديه الباسل للعدوان الإسرائيلي... خلال صيف 2006"، مؤكداً "التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة اللبنانية"، ومشيداً بـ"الدور الوطني الذي يقوم به الجيش اللبناني في الجنوب وكل المناطق اللبنانية". وشدد على أنه "يدعم الحكومة اللبنانية في التصدي للجماعات الإرهابية، ولا سيما في وقوف الجيش اللبناني في المعركة ضد منظمة فتح الإسلام". ودعا الى "تحقيق وقف اطلاق نار ثابت ودائم" بين لبنان واسرائيل بدل مجرد "وقف الأعمال العدائية" بحسب نص القرار الدولي 1701. وندد "بالخروق والانتهاكات الإسرائيلية" لهذا القرار، داعياً مجلس الأمن الى تحمل مسؤولياته في هذا المجال. ورحب "بخطة النقاط السبع". وأشاد بمؤتمر "باريس 3". وأكد أنه يدعم لبنان "في حقه السيادي في ممارسة خياراته السياسية ضمن الأصول والمؤسسات الدستورية، آخذاً في الاعتبار حقه في اقامة علاقات مع الدول الشقيقة والصديقة على أساس الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال والمصالحه الوطنية وحسن الجوار والمساواة والندية". ودعا "بعد إقرار مجلس الأمن للمحكمة ذات الطابع الدولي، الى استكمال الإجراءات اللازمة لقيامها من أجل كشف الحقيقة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ويدعو الى الإسراع في عملها بعيداً من الانتقام والتسييس، وبما يضمن احقاق العدالة وحماية اللبنانيين من الاعتداءات وترسيخ الأمن في لبنان". وإذ أكد "حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم"، حذر من أن "عدم حل قضية المقيمين في لبنان منهم... يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ويعوق تحقيق السلام العادل فيها".
وجاء في نص الفقرة 16 التي أثارت خلافاً مع سوريا أن المؤتمر "يؤكد ضرورة الانتخابات الرئاسية اللبنانية فوراً وفقاً للمبادرة العربية وبما يمنع أي تداعيات عن عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويحض جميع الأطراف اللبنانيين على العمل من أجل اجراء هذه الانتخابات في أسرع وقت، ويأمل بعد اجرائها في أن يكون ذلك مناسبة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع القوى المختلفة بما يمنع الانقسامات ويضمن وضع لبنان على طريق الوحدة والأمن والاستقرار". وأبدى "القلق البالغ من استمرار حدة الأزمة اللبنانية، وتداعياتها الخطيرة على أمن لبنان واستقراره"، محذراً من "مغبة تصعيد مظاهر التوتر في الشارع وتصاعد حدة الحملات الإعلامية"، وداعياً جميع الأطراف الى "التزام ضبط النفس درءاً للفتنة ووقف حدة التوترات بما يسمح بمواصلة المساعي لتنفيذ المبادرة العربية في مناخ ايجابي".
وعلمت "النهار" ان الرئيس السنيورة سيفيد من مشاركته في قمة دكار ليجري مشاورات مع المسؤولين العرب والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من اجل الوقوف على آخر ما آلت اليه الاتصالات في شأن الازمة اللبنانية. كما سيجتمع بالامين العام للامم المتحدة بان كي - مون للاطلاع منه على التحضيرات القائمة لاطلاق المحكمة ذات الطابع الدولي غداة تعيينه البريطاني روبن فنسنت رئيس قلم للمحكمة.
واشارت اوساط سياسية في المعارضة لـ"النهار" ان جهات في الحكومة تسعى الى وضع نقاط في البيان الختامي لمؤتمر القمة الاسلامية تنطوي على دعوة الافرقاء اللبنانيين الى اجراء الانتخابات الرئاسية فوراً وفقاً للمبادرة العربية والنظر في ما بعد في الامور الاخرى وفي مقدمها حكومة الوحدة الوطنية والاتفاق على قانون الانتخاب وهي السلة الواحدة والمتكاملة التي دعت اليهاالمبادرة. "لكن ثمة مجموعة من الدول المشاركة في القمة تعارض وترفض ما يسعى اليه فريق الاكثرية في هذه المناسبة". وقالت ان الرئيس السنيورة وفريقه "يريدان استغلال هذا المؤتمر لامرار طروحات الاكثرية".
وقالت مصادر دبلوماسية عربية متابعة لصحيفة "السفير" ان وزيري خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل وايران منوشهر متكي اللذين التقيا الاسبوع الماضي في القاهرة، اتفقا على عقد اجتماع ثان بينهما على هامش مشاركتهما في اجتماعات القمة الاسلامية، على أن يحمل الجانبان أجوبة محددة على أفكار طرحت خلال اجتماع القاهرة. وأشارت المصادر الى أن الفيصل اتصل بمتكي وسأله امكان عقد الاجتماع وجاء الجواب الايراني إيجابيا بسرعة، وتخلله عتاب على عدم متابعة ما كان قد تم الاتفاق عليه خلال قمة الرياض بين الملك السعودي والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، عندما أصبح الملف اللبناني بعهدتهما (بدلا من علي لاريجاني والأمير بندر بن سلطان)، وتقرر أن يلتقيا لتنسيق الموقف.
وقالت المصادر لـ"السفير" ان الجانب السعودي عرض وجهة نظره الداعية الى ترجمة المبادرة العربية بانتخاب رئيس الجمهورية المتوافق عليه العماد ميشال سليمان قبل موعد القمة العربية، على أن يتم الاتفاق على عناوين القضايا الأخرى ويتم تفصيلها بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي طالما أنه لا يوجد خلاف حول موضوع ميشال سليمان. ورد الجانب الايراني بأنه لطالما كرر على مسامع الجميع أنه ليس في وارد الفرض لا على حلفائه في لبنان ولا على السوريين وأنه في الوقت نفسه، مهتم بأن ينجز التوافق اللبناني بأسرع وقت ممكن. وفي وقت لاحق، تضيف المصادر، دخل الجانبان القطري والعماني على خط الاتصالات، وذلك على قاعدة التحذير "من نوايا اسرائيلية مبيتة ضد لبنان تستدعي لمّ الشمل اللبناني والتخلي عن الحسابات الصغيرة"، وأنه اذا كان الاتفاق ما زال قائما حول العماد ميشال سليمان يمكن تثبيت الاتفاق أيضا حول عناوين البيان الوزاري، على أن يصار الى تدوير الزوايا في باقي النقاط، وعندما أبدى الجانب السوري تجاوبا مع بعض الطروحات "تمثلت المفاجأة في رفض المملكة العربية السعودية أي تعديل في مضمون المبادرة العربية"، والكلام للمصادر الدبلوماسية نفسها.
وصول الامين العام للامم المتحدة الى دكار
في سياق آخر وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون صباح الاربعاء الى دكار لحضور توقيع اتفاق سلام جديد بين الرئيسين التشادي ادريس ديبي والسوداني عمر البشير، على ما افاد مكتب الامم المتحدة الاقليمي.وقال توسان كانغو-دودو مسؤول الاعلام في مكتب الامم المتحدة الاقليمي في دكار لوكالة فرانس برس "وصل (بان كي مون) عند الساعة4:30 (بالتوقيت المحلي وتغ) وسيشارك كمراقب في الاجتماع بين تشاد والسودان المقرر عند الساعة 20:00".
وهذا الاتفاق الذي قدمته السلطات السنغالية على انه سيشكل "الحل النهائي" للنزاع القائم بين البلدين منذ 2003، يأتي بعد محاولة الاطاحة بنظام ديبي بداية شباط/فبراير على ايدي متمردين يملكون قواعد خلفية في السودان. من جهة اخرى سيحضر الامين العام للامم المتحدة الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة الاسلامية التي تعقد الخميس والجمعة في العاصمة السنغالية وسيلتقي عددا من قادة دول المنظمة.
التعليقات
عدو لبنان الاول
F@di -ليس من المستغرب ان يعترض نظام الطاغية السوري على اي بند يتعلق بلبنان فلطالما كان هذا النظام عدوا للبنان واللبنانيين ويزداد شراسة كلما إقترب موعد المحكمة الدولية
قمة داكار
ابوذر -قمةتحصيل حاصل