إيرانيون أغنياء وفقراء يريدون تغييرا حقيقيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طهران : يفصلهما عالم كامل رغم أنهما تعيشان في المدينة ذاتها... الاولى أم من الطبقة العاملة دون زوج تعمل في وظيفتين لاعالة أربعة أبناء والأخرى سيدة منزل ثرية تقيم في فيلا في حي راق في شمال طهران.والمرأتان ستصوتان للمجموعة نفسها من المرشحين في الانتخابات البرلمانية الايرانية المقررة يوم الجمعة المقبل لكن لاسباب مختلفة تماما. ما يجمعهما وكثيرون غيرهما هو افاقتهما من الوهم سواء الذي أشاعه الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد أو منافسوه الاصلاحيون.
وتعمل مريم فاداي (36 عاما) في مصنع في الصباح وتنظف المنازل في المساء. وأدلت بصوتها لاحمدي نجاد عام 2005 عندما تعهد بتوزيع ثروة النفط بشكل أكثر عدالة لكن أنصاره لن يحظوا بمساندتها هذه المرة.وقالت في منزلها الصغير المكون من حجرتين في جنوب طهران خلال فترة راحة قصيرة بين وظيفتيها والتنظيف والطهو لاسرتها "ادليت بصوتي لصالح احمدي نجاد لكن شيئا لم يتغير."
وتعرضت قرارات أحمدي نجاد الاقتصادية لانتقادات عنيفة مع ارتفاع معدل التضخم الى نحو 20 بالمئة مما جعل العديد من الايرانيين يشعرون انهم أكثر فقرا على الرغم من ايرادات النفط الاستثنائية التي تحققها البلاد.ويقول المحللون أن الناخبين الغاضبين من الاداء الاقتصادي للرئيس قد يعطون أغلب مقاعد طهران الثلاثين في البرلمان إلى مجموعة محافظة معتدلة شكلها محمد باقر قاليباف رئيس بلدية العاصمة.
وقالت فاداي التي تهرع الى عملها الثاني بعد انتهاء دورة عملها في المصنع وتعود الى منزلها في وقت متأخر من الليل "سأدلي بصوتي لصالح مجموعة قاليباف... أريد أن أرى تغييرا ما في حياتي."وأضافت "أشعر انني خدعت لانني أدليت بصوتي للمحافظين لاحصل على حياة أفضل. فهل حصلت عليها.."
وستدلي ساناز حشمتي (42 عاما) زوجة رجل أعمال ثري بصوتها كذلك لمجموعة قاليباف وهو قائد شرطة سابق يمثل معسكرا محافظا معتدلا ينتقد أحمدي نجاد.وتحولت حشمتي عن الاصلاحيين الذين وعدوا بمجتمع حر عندما وصلوا للسلطة قبل عشر سنوات لكن هزمتهم المؤسسة المحافظة في إيران.والان يمكنهم فقط التنافس على نسبة ضئيلة من مقاعد البرلمان وعددها 290 مقعدا بسبب عملية تدقيق رسمية كانت قد منعت العديد من مرشحيهم.وقالت حشمتي في حجرة معيشتها المريحة "لم ينجح المحافظون أو الاصلاحيون عندما هيمنوا على البرلمان. والان فلنعط مجموعة قاليباف الفرصة."
ومن المتوقع أن تكون انتخابات يوم الجمعة مؤشرا على فرص إعادة انتخاب أحمدي نجاد العام المقبل لكنها لن تؤثر بشكل مباشر على سياسات مهمة مثل السياسة الخارجية أو النفطية أو غيرها.ولا يعبأ العديد من الايرانيين مثل فاداي بمن سيفوز المحافظون أم الاصلاحيون. فكل ما يريدونه هو ان يفي المشرعون والمسؤولون بوعودهم.
وفي شمال طهران حيث يقيم من اغتنوا بعد قيام الثورة الاسلامية عام 1979 في منازل يصل ثمن المتر المربع فيها الى عشرة الاف دولار ترى حشمتي أن المحافظين والاصلاحيين وجهان لعملة واحدة.وقالت "أي جماعة سياسية تركز على الشعارات بدلا من التنفيذ تشكل ضررا على ايران."
ويقول المحللون ان الانتخابات قد تعزز موقف المحافظين المعتدلين الذين انتقدوا أحمدي نجاد مرارا لتركيزه السلطة في يد أقرب حلفائه متجاهلا القاعدة الاوسع نطاقا للمحافظين.ويريد المحافظون المعتدلون تحريرا اقتصاديا أكبر وتحسنا في العلاقات مع الغرب - المختلف مع ايران بسبب برنامجها النووي- لكنهم لا يتحدون نظام الحكم الديني في ايران.
وقال المحلل السياسي حسين فراتان "الناس يريدون إجراءات معتدلة ملموسة وليس شعارات وسياسات تحظى بالشعبية." واضاف "هذه الانتخابات ستشبه بدرجة كبيرة انتخابات المجلس المحلي التي خسر فيها أنصار أحمدي نجاد."وفاز انصار مجموعة قاليباف بالاغلبية في الانتخابات المحلية في طهران عام 2006 فيما اعتبر بداية التحول باتجاه السياسات المعتدلة وبعيدا عن سياسات أحمدي نجاد.
وقال محلل طلب عدم نشر اسمه "اذا كان أحمدي نجاد يريد خوض الانتخابات لفترة ولاية ثانية فانه يجب ان يعتبر نتيجة الانتخابات بمثابة جرس انذار."وأضاف "لكن يجب الا ننسى أن أحمدي نجاد مازال يتمتع بشعبية قوية في الاقاليم."