أخبار

بوتفليقة: الإرهاب هُزم والإعتداءات الأخيرة مظهر يأس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الجزائر: أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن هزيمة الإرهاب في الجزائر وأن الشعب الجزائري متمسك بالإسلام خلال مقابلة معه فيما يلي مقتبسات منها:

لقد تمكنتم من جعل الجزائر بلدا يحظى بالاحترام. هل تظنون ان اعتداءات القاعدة الأخيرة من شأنها تقويض العمل الدبلوماسي الذي أُنجز خلال عشرية؟

"شهدت الجزائر أحداثا مأسوية لإرهاب أعمى وشرس خلال التسعينات لكنها خرجت من هذه المأساة منتصرة وقوية كما استرجعت تدريجيا منذ 1999 المكانة التي تليق بها في محفل الأمم.

"ان الاعتداءات الاخيرة في الجزائر مجرد مظهر يأس لارهاب يحاول أن يثبت حضوره ومدى إيذائه. وما هو البلد الذي يمكنه اليوم ان يسلم من هجوم ارهابي سيما واننا نرى مثل هذه الاعتداءات تتطور في عدة مناطق من العالم..

"ان مثل هذا الوضع لا ينبغي أن يؤثر على تصور واضح للسياسة الخارجية لبلد واستمرار تنفيذها. هذا ما يمكنني أن أقوله بالنسبة لسياسة بلدي."

ما الذي ينبغي القيام به للقضاء على القاعدة (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) في الجزائر؟

"ان سياسة المصالحة الوطنية التي زكاها شعبنا ساهمت في استتباب السلم والأمن عبر كامل تراب جمهوريتنا. وبالرغم من ذلك وعلى غرار سائر البلدان لا يمكن للجزائر ان تطمح الى أمن مطلق. وينبغي علينا بالطرق القانونية للدولة مكافحة الجريمة المنظمة أيا كانت التسميات التي تطلق عليها. ولان هذه الظاهرة عابرة للاوطان فستكون مكافحتها من خلال تعزيز التعاون الدولي الصريح في هذا المجال."

هل الادعاءات ضد الدولة الجزائرية في التسعينات سيما سؤال "من يقتل من؟" والتعذيب مواضيع بالية أو هل ترون انه من الضروري القيام بالمزيد في مجال الاتصال لخمد هذه الادعاءات؟

"رأي بعض الملاحظين في قرار منظمة الامم المتحدة بانشاء لجنة تحقيق مستقلة إعادة لما حدث في التسعينات. تضطلع لجنة التحقيق المستقلة التي أقرتها منظمة الامم المتحدة بمهمة دراسة مسألة امن موظفي هذه المنظمة عبر العالم وتقديم التوصيات الضرورية في هذا الشأن.

"وهو هدفنا كذلك والمتمثل في تحسين امن مواطنينا وامن كل مقيم أجنبي على ترابنا الوطني واتخذت الامم المتحدة هذا القرار عندما لاحظت ان ممثلياتها باتت اهدافا للارهاب في عدد من البلدان عبر العالم وانه لا يعيد النظر بأي حال من الاحوال في مكافحة الجزائر الصارمة للارهاب.

"سؤال "من يقتل من" جاء في وقت لم تكن فيه هذه المكافحة معروفة جيدا بالخارج وفي وقت حاول فيه البعض زرع غموض حول مسؤولية لا غبار عليها لاضرار الارهاب.

"وكذا الامر بالنسبة للمعلومات المتعلقة بالتعذيب. فاذا تم اثباتها عندنا كما ثبت في مناطق اخرى من العالم فسيكون بلا ريب محل اجراءات جد صارمة من قبلنا لتحديد المذنبين و معاقبتهم كما ينبغي."

كثر الحديث عن عهدة ثالثة تأمل احزاب التحالف ومنظمات أخرى ترشحكم للانتخابات الرئاسية المقبلة. فما هو شعوركم بخصوص هذه المسالة؟

"في الوقت الراهن أسعى من أجل إنهاء العهدة الثالثة على أكمل وجه مع أمل بلوغ كافة الأهداف التي حددتها والتي تضمنها برناماجي الانتخابي.

"ان بدأت منظمات وأحزاب سياسية تنشغل من الان بالانتخابات الرئاسية المقبلة فانني أرى في ذلك تعبيرا على الاهتمام الذي يوليه المواطنون والطبقة السياسية للحياة السياسية ومستقبل بلادنا.

"انه دليل على النضج السياسي الذي لا يسعني إلا ان أُرحب به."

هل يجب ان يمر تطبيع الحياة السياسية حتما باسترجاع الرئاسة للقرار السياسي الذي حول لاسباب سياسية خلال التسعينات للعسكريين؟

"انا لا أقبل عبارة "تطبيع" الحياة السياسية الجزائرية لان ذلك يحمل على الاعتقاد اننا في وضع غير طبيعي بينما "مقياسنا" يحدده دستورنا وليس المقارنة مع النظام السياسي لهذا البلد او ذلك.

"حقيقة لقد لعب الجيش دورا هاما للغاية في حياة بلدنا مع احترام الاطار الذي حدده له الدستور. ان هذا الدور يتراجع من حيث الاهمية كلما تعززت المؤسسات السياسية للبلاد واصبحت اكثر شجاعة لتحمل مسؤولياتها كاملة. وعليه فان الجيش مدعو لان يصبح جيشا احترافيا وهو ما يجري حاليا طبقا لتوجهات سياستنا."

هل فتحتم حقا كما يقول بعض الملاحظين الحقل الثقافي للاسلاميين مع تقييدكم النشاط السياسي خلال عهدتكم؟

"لا أدري على ما تستند هذه الملاحظات مادمنا نبذل جهودا واضحة لتشجيع كافة النشاطات الثقافية والنشاط السياسي يعرف تطورا مستمرا من خلال الاحزاب السياسية اولا ثم من خلال تنظيم انتخابات على كافة المستويات."

هل توافقون التحليل القائل بأنه رغم ان الارهاب هزم في الجزائر الا ان قاعدته الايديولوجية اي التطرف لاتزال على حالها؟

"نعم انتم على صواب بقولكم ان الارهاب هزم بالرغم من مظاهره المتفرقة التي نواجهها بكل قوة. ان الشعب الجزائري متمسك جدا بالاسلام والتطرف الذي غذى الارهاب لا يتقاسمه الا الارهابيين أنفسهم. انه ليس ايديولوجية تتقاسمها الأغلبية اذ ان الأغلية الساحقة لشعبنا لم تكف عن نبذه كبدعة."

ألا تعتقدون ان الاقتصاد الموازي يشكل خطرا حقيقيا على استقرار البلاد سيما وأن الملاحظين يرون انه يوجد تحت تأثير الاسلاميين؟

"ان الاقتصاد الموازي حيث ما كان وحيث ما كان حجمه يشكل خطرا يهدد التوسع الاقتصادي سيما من خلال التجارة غير الشريفة وتدهور الانتاج وفقدان الموارد الجبائية علاوة على الاخطار التي يشكلها على الصحة والامن العموميين.

"هي ظواهر نجدها في اي مكان وبدرجات متفاوتة بما في ذلك البلدان المتطورة وهذه الظواهر موجودة طبعا في الجزائر لكن ليس الى درجة تشكل خطرا على استقرار البلاد.

"الاصلاحات الجاري تطبيقها سمحت بتوسيع التعامل المصرفي للاقتصاد وتخفيف الضغط الجبائي وتحرير التجارة الخارجية والتحويل التجاري للعملة الوطنية و تبسيط الاجراءات الجمركية. وهي عوامل من شأنها المساهمة في وضع حد لنشاطات الاقتصاد الموازي.

لطالما أشرتم في خطاباتكم الى ان تبعية الاقتصاد الى البترول تعد خطرا في الوقت الذي لم يطرأ أي تغير على وضعية التبعية فهل تفكرون في إدخال أشياء جديدة لقلب هذا التوجه السلبي؟

"من البديهي ان تشكل تبعيتنا الكبيرة للمحروقات أحد أهم انشغالاتنا. فتقليص مستوى هذه التبعية لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال تنويع الاقتصاد الوطني وبعد ان حققنا استقرارنا الاقتصادي والاجتماعي أضحت اليوم هذه المهمة من أولويات اهتماماتنا.

هناك القليل من رواد الصناعة في الجزائر هل ذلك يعني ان تكوين ثروة عن طريق حرية المقاولة صعب في الجزائر ام انه من اِلأسهل ان تصبح مليارديرا في مجال الاستيراد والتصدير؟

"ان القطاع الخاص لايزال فتيا في بلدنا. فما هو بطبيعة الحال سوى نتاجا لتاريخنا الاقتصادي. فمثلما تعلمون كان اقتصادنا ذو طابع إداري ومسير مركزيا لعدة عقود خلت.

"غير انه بامكانكم ملاحظة ان العديد من الصناعيين الخواص الجزائريين خاضوا اليوم مجال المقاولة واصبحوا روادا في مختلف القطاعات الاقتصادية خلال السنوات القليلة الماضية. ومن جهة اخرى ما انفك اسهام الاستثمارات المباشرة الاجنبية في الجزائر يزداد اهمية من الجانب المالي وعلى صعيد التكنولوجيا."

كيف تصفون العلاقات الجزائرية الفرنسية وهل تعتقدون انه لا يمكن تجاوز الخلاف التاريخي الا بمجيء جيل لم يشارك في الحرب ضد فرنسا؟

"ان للعلاقات بين الجزائر وفرنسا من التنوع والتعقيد ما لا يمكن حصره في مجرد مسألة جيل كما ان تدفق المبادلات الاقتصادية والثقافية والبشرية يعد في الواقع جد مكثفا الى درجة انه يضفي على هذه العلاقة طابعا جد متميز.

"لقد ازداد العلاقات بين البلدين تطورا و عمقا منذ 2000 بما يتيح اعطاء هذه العلاقات بعدا مستقبليا و يضفي عليها عمقا و كثافة يكونان في مستوى الصلات المتعددة الاشكال سيما البشرية من خلال مئات من الجزائريين المقيمين بفرنسا و التي تربط البلدين و تربط بشكل او باخر مصيريهما."

"لقد طورنا هذه الحركية على حد سواء مع الرئيس (جاك) شيراك ومع الرئيس ساركوزي الذي زار الجزائر مرتين في ظرف لا يتجاوز ستة اشهر."

"ولقد توجت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس ساركوزي في ديسمبر الماضي بالتوقيع او التوقيع بالاحرف الاولى على عدد من الادوات القانونية اهمها اتفاقية الشراكة او اتفاق التعاون لتطوير الطاقة النووية واستعمالها السلمي.

"ان هذه التطورات حتى وان كانت معتبرة فانها لم ترق بعد الى اعلى مستواها وتبقى علاقاتنا تزخر بامكانيات كبيرة ينبغي استغلالها."

هل هناك احتمال إعادة فتح الحدود مع المغرب واذا كان الأمر كذلك متى قد يتم اتخاذ هذا القرار؟

بالطبع ان فتح حدودنا مع المغرب أمر جد وارد بل ان ذلك املنا القائم أيضا على اعتبارات ثقافية واجتماعية واقتصادية تستمد اهميتها مما يربط الشعبين الجزائري والمغربي من عرى الاخوة الضاربة في عمق التاريخ غير ان اعادة فتح الحدود مرتبط بالظروف التي ادت الى غلقها وستتم عندما تذلك كل العقبات التي تحول دون ذلك حاليا.

هل هناك ما يبعث على المخاوف اذا ما استمرت الدبلوماسية في التعثر من عودة القتال بين جبهة البوليساريو والمغرب؟

"ليس من طبيعى الدبلوماسية ان تستسلم للفشل وانا على يقين بان الطرفين المغرب و بوليساريو لم يستنفدا كافة الامكانيات التي يتيحها التفاوض وميزة التحادث مباشرة دون ادنى شروط مسبقة مثلما طلب بذلك مجلس الامن الاممي قصد التوصل الى حل دائم لنزاع الصحراء الغربية في اطار احترام الشرعية الدولية والحق غير القابل للتقادم للشعب الصحراوي في تقرير مصيره بكل حرية."

"وينبغي لهذه المفاوضات التي ستدخل قريبا جولتها الرابعة بمنهاست ان تكون مصحوبة باحترام صارم لوقف اطلاق النار الذي اقرته الامم المتحدة في 1991 ولا اود ان اتصور عودة للقتال بين المغرب و جبهة بوليساريو ذلك ان عودة القتال قد تشكل تطورا خطيرا و ماساويا بالنسبة لمنطقتنا برمتها."

"ان المفاوضات تبقى السبيل الاوحد من اجل ان يعم الهدوء نهائيا في منطقتنا فتسير بخطى ثابتة على طريق التكامل قصد التمكن من رفع مختلف تحديات العولمة."

حسب مصادر لم يتم تكذيبها لم تعودوا ملزمين بممنوعات فيما يتعلق بحالتكم الصحية هل يعني هذا ان هذه المسألة قد تم تجاوزها نهائيا؟

"يعلم الجميع انني كنت مريضا ولزم علي ان أتابع فترة نقاهة جدية. ولكن اليوم استعدت نشاطاتي بشكل عادي ولا اعتقد ان تكون حالتي الصحية داعيا لاختلاق التعاليق والمزايدات."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحمدلله
حمد بن خالد - قطر -

اللهم احفظ جميع الدول العربية والإسلامية بشعوبها وأراضيها من شر كل إرهابي ومتطرف، من إندويسيا شرقاً إلى غويانا غرباً، ومن كازاخستان شمالاً إلى موزمبيق جنوباً. آمين!

...
Youssef -

فتح الحدود مسألة ضرورية و حتمية لذا من الضروري أن تقف يا سيادة الرئيس وقفة رجل شجاع و تقول شهادة الحق في ملف الصحراء المغربية لأن هذه دنيا فانية و خير لك أن تعمل لآخرتك , سؤال أخير لسيادتكم لماذا لا نسمع صوتكم بمسألة تقرير المصير في فلسطين ؟ أما نحن ففي صحرائنا شاء من شاء .........