أخبار

الجوانب المظلمة لأزمة الإسكان في فرنسا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غرفة شاغرة مقابل ممارسة الجنس
الجوانب المظلمة لأزمة الإسكان في فرنسا
ترجمة محمد حامد - إيلاف:
لقد إستغرق الأمر أكثر من 6 أشهر حتى تمكنت الصحافية "أونداين ميلوت" من الوقوف على حقيقة الموقف بالنسبةإلى "أزمة إسكان فرنسا المروعة"، والوقوف على الجوانب الأكثر قذارة لتلك الأزمة، فيمكنك من خلال تصفح بعض مواقع العقارات والممتلكات أن تصادف بعض الإعلانات التي تشير إلى وجود غرفة شاغرة للإيجار مقابل تأدية المستأجر لبعض الخدمات يقدمها للمعلن وهي الإعلانات التي دائمًا ما تجد فيها عبارة "مقابل خدمات".
وفي معظم الأحيان تكون الخدمات المطلوبة من المستأجر خدمات بريئة تتمثل في تنظيف الشقة، غسل الملابس أو تحمل جزء من إيجار الشقة للتخفيف عن المعلن. وأحيانًا تكون الخدمات غير بريئة على الإطلاق، ومن بين هذا الصنف من الخدمات، الخدمات الجنسية، الخدمات التي تؤدي إلحاق الضرر بمقدمها للمعلن. فعلى سبيل المثال من الممكن أن تجد عبارة تقول "مقابل ممارسة الجنس مرتين أسبوعيًا"، كما يمكنك قراءة عبارة "شقة مقابل خدمات خليعة". سكن مقابل ممارسة الجنس
تطلب الأمر من "أونداين ميلوت"، بحكم عملها كمراسل من المحاكم لأحد الجرائد اليومية الفرنسية، ستة أشهر من أجل بحث هذه الظاهرة، الإعلانات المشار إليها ومن يقومون على نشرها وأصحابها، حتى تتمكن من كتابة المقال الذي كشف للجميع حقائق خطرة عمّا اصطلح على أنها "تجارة الجنس مقابل السكن"، وتقول الصحافية الفرنسية عن ذلك "لقد شعرت بالذهول عندما علمت أن مثل هذه التجارة مستمرة وماضية في طريقها"، وأضافت "لقد أجريت مكالمات هاتفية عديدة تزيد على 50 مكالمة بأرقام وردت في تلك الإعلانات التي كانت غالبًا ما تعرض سكنًا مقابل خدمات وهم في مجملهم رجال يعرضون فرصًا للسكن مقابل ممارسة الجنس". إن هذه المشكلة، مع وصولها إلى هذا الحد من التعقيد، لم يتمكن المستفيدون من وجودها وإخفائها عن مواقع الانترنت. فإذا ما اتصلت بأحد هذه المواقع وتصفحت محتوياتها فسوف تجد من بين المعروض بها في باب السيرة الذاتية لسيدة فرنسا الأولى وسيدة الولايات المتحدة الأولى السابقتين، وكذلك الحساب الخاص بـ"لورا دي" و معلومات كثيرة عن الكتاب الذي ألفته الذي يصور مأساة الفتاة التي لم تبلغ سن الالتحاق بالجامعة بعد، 19 سنة، التي بدلاً من أن يقضي عليها الفقر الشديد، آثرت أن تبيع نفسها اتقاءً لذلك ولتسدد إيجار السكن الذي يأويها. إن "لورا" مع جمالها الفتان وثقافتها العالية ووعيها الكبير تفضل ألا تفصح عن هويتها على الحساب الخاص بها على أحد مواقع الإنترنت، حيث تعرض على المشاركين والمتصلين بالموقع تفاصيل مهينة لتجربتها المريرة مع الجنس والسكن وتوقيعها الإثم لتحصل على مأوى معقول، إنها ترفض الإفصاح عن تلك الهوية الخاصة بها حتى لا يصاب أبويها بالفزع عندما يصل إلى علمهم ما قامت به ابنتهم. فكانت الطريقة الوحيدة التي تمكنت بها من أن تعبر عن الغضب العارم الذي يجتاحها عقب تجربتها مع الحاجة الملحة إلى السكن والتي قذفت بها إلى الشارع لتكمل مسيرتها في طريق الضلال. وعن ذلك تقول "لقد كان الإيجار يتجاوز الـ 70% من ميزانيتي" و تستكمل حديثها قائلةً "أعرف العديد من الأصدقاء الذين يسكنون في أماكن بائسة وغير صحية أو يلجأون لتجنب ذلك إلى الإقامة لدى أناس يمتهونهم وينتهكون آدميتهم". أزمة السكن
إن ظاهرة السكن مقابل الجنس هي النتيجة الطبيعية القاسية للغاية في مقابل مشكلة قاسية فاقت كل حدود الأزمة وهي أزمة الإسكان في فرنسا. وتعترف الحكومة الفرنسية بأنها واقعة في أزمة السكن خانقة لم تشهد لها مثيل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وعلى ذلك يمكن القول بأن التكلفة المرتفعة للسكن والتي بلغت عنان السماء في ارتفاعها إنما هي مشكلة فرنسية بشكل حصري بالقياس إلى حدتها. وعلى الرغم من ذلك، يمكن التوصل إلى أن ثمة مجموعة من الظروف هي المسؤولة عن الفجوة الشاسعة الكائنة بين العرض والطلب في سوق تأجير المساكن أو أماكن الإقامة لدى الفرنسيين عمومًا والباريسيين على وجه التحديد. علاوة على مصادفتنا لأعداد غفيرة من الفرنسيين الذين تعرضوا للتشرد والإفلاس أثناء خوضهم لمغامرة الحصول على سقف يبيتون تحته.
وعلى الرغم من أن العاصمة الفرنسية عامرة بأعداد كبيرة من الوحدات السكانية على مختلف المستويات والتي تخلو من السكان، نجد أن عدد من ينامون في الطرقات والمشردين في شوارع العاصمة يزداد يومًا بعد يوم. فقد تزامن مع تقلص عدد المشردين والذين يعانون من مشكلات السكن والإقامة في لندن مع طفرة كبيرة في أعداد هؤلاء في باريس. فالمعيار في بريطانيا هو الامتلاك من أجل السكن بينما في باريس أو في فرنسا أصبح المعيار هو فرص الحصول على مكان عن طريق الإيجار. احتجاجات
رجوعًا إلى أن فرنسا هي ذلك البلد الذي قام في بداية نشأته على احتجاجات الشوارع، وبالتالي فليس من العجيب قيام هذه الجماعات بتلك الاحتجاجات والمظاهرات في الشوارع من أجل التعبير عن الغضب العارم القابع في قلوب الفرنسيين من جراء معاناتهم وحكايتهم المأسوية مع أزمة السكن. ويدل على ذلك ما قامت به بعض الجماعات الفرنسية مثل "جيودي نوير"، "درويت أو ليجيميه" "لو زنفو دو دي كويشو" بتنظيم مجموعة من المظاهرات العامة التي حصلت بسببها على شعبية كبيرة وامتيازات سياسية كبيرة من خلال ما نظمته من احتجاجات ومظاهرات. كما تقوم "جيودي نوير"، الجناح العسكري للحركة بالعديد من العمليات المقلقة "جيودي نوير" أصحاب العقارات السكنية الذين يبحثون عن زيادة أسعار سلعتهم على الدوام كما يعرضون أفلام تصور عمليات تأجير لوحدات سكنية متناهية الصغر مقابل مبالغ مهولة. كما قامت جماعة "لو زنفو دو دي كويشو" بتنظيم أحد الأحداث التي أذهبت عقل الحكومة الفرنسية و جعلتها في حيرة من أمرها في ذلك الوقت، حيث نصبت مجموعات كبيرة من الخيام في الشوارع على ضفتي نهر السين والتي نامت فيها أعداد غفيرة من النشطاء والمشردين. أما عن جماعة "درويت أو ليجيميه" فقد سارت على نهج الجماعة الأولى، "جيودي نوير"، فقامت على سبيل المثال بالاستيلاء على مبنى قديم لأحد البنوك الواقع مقابل بورصة تبادل الأوراق المالية في باريس واتخذت من هذا المبنى مقرًا لنشاطها، مما جعل المشكلة التي تناضل من أجلها هذه الجماعة محطأنظار الرأي العام الفرنسي. وعلى الرغم من كل هذه المفاجآت المذهلة ووالممارسات التي تسلط الضوء على أزمة السكن في فرنسا، إلا أن كل ذلك لن يؤدي في نهاية الأمر إلى بناء المليون منزل التي تحتاج إليها فرنسا، إلا أن لدى هذه الجماعات قناعة ثابتة مؤداها أنه ما لم يستمر الضغط على القيادات السياسية على المستويين المحلي والقومي لن يحدث أي نوع من التغيير المأمول. وتعليقًا على الوضع، اعترف "كريستيان بوتيه"، وزير الإسكان الفرنسي، بأن أنشطة هذه الجماعات قد فتحت سبلاً جديدة للمساهمة في حل تلك الأزمة الكبيرة التي تواجه فرنسا. المصدر : بي بي سي
http://news.bbc.co.uk/2/hi/programmes/crossing_continents/7290139.stm

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
normal
rania -

c est normal en france tou est possible et tout est normal