أعمال عنف في التبت وأوروبا تدعو بكين لضبط النفس

لاهاسا: قال شهود عيان الجمعة إن متظاهرين في مدينة لاهاسا، عاصمة التبت، أضرموا النار في عدد من المركبات ورشقوا الشرطة بالحجارة، فيما ردت قوات الأمن بإطلاق غاز مسيل للدموع وبعض الطلقات النارية، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية الصينية. وخرج نحو ألف متظاهر غاضب إلى شوارع العصمة لاهاسا، وأتلفوا محالا تجارية ومركبات يملكها أشخاص ينتمون إلى طائفة هان، وهي الطائفة العرقية المسيطرة في الصين، وفقا لما قاله شهود عين لشبكة CNN. بالمقابل حث وزير الخارجية الفرنسية، برنارد كوشنير الصين على ضبط النفس، وذلك باسم الاتحاد الأوروبي مجتمعاً، بينما حذرت السفارة الأمريكية رعاياها في الصين من التوجه إلى مناطق المظاهرات. وقالت كيت ساندرس الناطقة باسم الحملة الدولية للتبت إن "سوقا رئيسا في المدينة تم حرقها، كما نقل بعض مواطني التبت إلى المستشفيات جراحهم خطيرة، لكنها لم تذكر طبيعة تلك الجراح ولا عدد المصابين." ومنطقة التبت هي منطقة حكم ذاتي تتبع للصين، وعانت تاريخيا لفترة طويلة في محاولتها للاستقلال عن السيادة الصينية. وقالت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن "متاجر أحرقت في مدينة لاهاسا وتوقفت الأعمال بسبب العنف،." لكن تاشي شوفيل من مركز التبت لحقوق الإنسان ومقره الهند قال لـCNN إن "العنف بدأ عندما حاولت قوات الأمن الصينية إيقاف مسيرة سلمية قام بها رهبان من معبد راموخ في شمال لاهاسا، لكن الشرطة اعترضا طريقهم." وقالت فتاة من طائفة هان لشبكة CNN إنها "ضربت على أيدي جماعة من مواطني التبت، وأنها الآن في المستشفى تعصب رأسها جراء الضرب." وأضافت "الفوضى تعم العاصمة لاهاسا، فالقطارات عُطلت وشلت الحركة ولا أعرف إذا كان بإمكاني العودة إلى البيت." وجاءت أعمال العنف هذه بعد أيام من تصاعد الاحتجاجات في التبت على الدور الصيني، إذ خرج مئات الرهبان البوذيين للاحتجاج يوم الاثنين الماضي، فيما ردت الشرطة بمحاصرة ثلاثة أديرة في لاهاسا. ويوم الخميس حاول راهبان الانتحار احتجاجا على التدخل الصيني في التبت، حسبما قال راديو "آسيا الحرة" الذي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية، فيما ألقت السلطات الصينية بلائمة العنف على الزعيم الروحي المنفي الدالاي لاما.