أخبار

نتائج أولية تشير إلى فوز المحافظين بإنتخابات إيران

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طهران، وكالات: بدأت السبت عمليات فرز الأصوات في الإنتخابات البرلمانية التي جرت في إيران يوم الجمعة حيث من المحتمل أن يبقى المحافظون مسيطرين على البرلمان بعد منع خصوم كثيرين للرئيس محمود أحمدي نجاد من ترشيح انفسهم. وأظهرت نتائج الفرز الأولية غير الرسمية السبت، لـ32 مركز اقتراع، فوز المحافظين بـ19 مقعدا والإصلاحيين بثمانية مقاعد والمحافظين المعتدلين بخمسة مقاعد، من أصل المقاعد الـ290 التي تشكل البرلمان الإيراني، بحسب نتائج وتقارير تحصلت عليها وكالة أسوشيتد برس من مسؤولين محليين ووكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا."

وأعلن أمين لجنة الانتخابات حسن خانلو السبت، أن نسبة المشاركة في الدورة الثامنة لانتخابات مجلس الشورى الإسلامي بلغت قرابة 65 في المائة. وأضاف خانلو أنه إذا لم يحقق المرشحون الأصوات المطلوبة في الانتخابات، فستجرى الدورة الثانية من الانتخابات في أبريل/نيسان المقبل..

وقالت الولايات المتحدة المنخرطة في خلاف مع طهران بشأن برنامجها النووي ان أي نتيجة للانتخابات ستكون "معدة" لأن عملية تدقيق منعت مرشحين كثيرين مؤيدين للاصلاح من خوض الانتخابات . ولكن ايران قالت ان نسبة الاقبال في الانتخابات التي جرت الجمعة والتي حددها مسؤول بأكثر من 60 في المئة من ناخبي ايران المسجلين البالغ عددهم 44 مليون تحدت المنتقدين الغربيين لإيران. وقال وزير الداخلية مصطفى بور محمدي ان بعض النتائج ستعلن السبت لكن نتائج طهران حيث يجري التنافس على 30 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 290 مقعدا قد تستغرق وقتا أطول.

وقال بعض الساسة المناهضين لاحمدي نجاد ان استطلاعاتهم غير الرسمية لآراء الناخبين بعد الادلاء بأصواتهم تشير الى ان الجبهة المتحدة وهي اكثر مجموعات المرشحين تأييدا للحكومة حققت نتائج طيبة في طهران حيث يسيطر المحافظون على 26 من مقاعد العاصمة في البرلمان المنتهية ولايته. وقال رجل دين شاب في قم مركز تعلم المسلمين الشيعة بإيران "المحافظون اقرب لأهداف الثورة الاسلامية والزعيم الروحي."

وأبدى الزعيم الأعلى الايراني اية الله علي خامنئي وهو اعلى سلطة في ايران والذي يسمو عادة فوق الخلافات السياسية تأييده بشكل فعلي لاحمدي نجاد في تصريحات نشرت قبل التصويت مباشرة. وقال خامنئي ان على الايرانيين ان يفكروا في "التصويت لهؤلاء الذين يستطيعون تمهيد الطريق امام الحكومة الحالية." وقال سياسي اصلاحي كبير ان "تلك اول مرة يعطي الزعيم الأعلى تأييده صراحة وعلانية لمجموعة سياسية والشعب يحترم الزعيم."

وكان الاصلاحيون الساعون الى التغيير السياسي والاجتماعي يستهدفون الاستفادة من السخط العام على التضخم والذي يبلغ حاليا 19 في المئة. وقال جلال فسيحي وهو صاحب متجر عندما سئل عما اذا كان سينضم الى الناخبين الذين يدلون بأصواتهم في اخر دقيقة في مركز اقتراع في طهران عندما تم تمديد التصويت خمس ساعات "انني لن ادلى فقط بصوتي ولكني سأمنع اخرين من الادلاء بأصواتهم. ارتفاع الاسعار يدفعني الى الجنون."

ولكن مجلس صيانة الدستور منع اصلاحيين كثيرين عندما راجع الاشخاص الذين كانوا يأملون بترشيح انفسهم بناء على معايير مثل الالتزام بالإسلام والنظام الديني. ويتباهى المحافظون بتعزيزهم المثل الثورية الاسلامية. وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون مكورماك " النتائج في جوهرها معدة مسبقا .. بمعنى ان الشعب الايراني لم تتح له فرصة التصويت لمجموعة متكاملة من الاشخاص."

أميركا تنتقد

وانتقدت وزارة الخارجية الأميركية عملية الانتخابات في طهران، واصفة إياها على لسان المتحدث باسمها شون ماكورماك، بأن نتائجها مقررة سلفاً. وقال ماكورماك "نتائج الانتخابات في جوهرها معدة سلفا والشعب الإيراني لم تتح له فرصة التصويت لمجموعة متكاملة من الأشخاص" وفق أسوشيتد برس. وحث المتحدث باسم الخارجية الأمريكية القادة الإيرانيين على إنهاء تدخلهم في الانتخابات مستقبلاً بما في ذلك "الانتخابات الرئاسية المزمعة عام 2009."

وكانت السلطات الايرانية ضاعفت دعواتها الى الناخبين للمشاركة في الانتخابات تعبيرا عن وحدة وطنية في مواجهة "اعداء" ايران. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2004 ادنى مستوى (51،2%) بينما كانت النسبة في 1996 الاعلى وبلغت 71%. وكانت نسبة المشاركة النقطة المجهولة الوحيدة في الاقتراع الذي يتوقع ان يعزز المحافظون بعده هيمنتهم على مجلس الشورى بعد رفض ترشيحات عدد كبير من الاصلاحيين.

الانتخابات بعيون الصحف البريطانية

وتطرقت معظم الصحف البريطانية الصادرة السبت الى الانتخابات الايرانية وتمحورت تغطية الصحف حول الجو السياسي السائد بين المحافظين من جهة، يقابله احباط جمهور الاصلاحيين من جهة اخرى بسبب القوانين الرقابة التي تفرضها الحكومة في المجالات الفنية والثقافية والاجتماعية. حيث قال مراسل صحيفة الغارديان جوليان بورجر ان "القليلين من الايرانيين هم الذين اعتقدوا ان الاقتراع في الانتخابات التشريعية سوف يغير شيئا على الطريقة التي تحكم بها البلاد".

وتطرق بورجر الى رسالة المرشد الاعلى للثورة الايرانية على خامنئي الذي "من المفترض ان يكون فوق الصراعات السياسية، ولكنه صرح عشية الانتخابات بأنه على الايرانيين الاقتراع لصالح الذين يسهلون عمل الحكومة الحالية النشيطة والتي تريد الاستمرار بخدمة المجتمع الايراني". ويختم بورجر بالقول ان الانتخابات الايرانية ستأتي مرة اخرى بالمحافظين، وبالنسبة للكثيرين من الايرانيين تبقى "حدثا لا تأثير له على حياتهم اليومية".

من جهتها، وبالاضافة الى تغطيتها وقائع الانتخابات الايرانية، تطرقت صحيفة الاندبندنت الى الى الحكم بالسجن على كاتب ايراني شاب بسبب تصرف شخصيات روايته. وقد حكم على ياغوب يعدلي البالغ من العمر 36 عاما بثلاثة بالسجن لثلاثة اشهر "لاهانته اقلية قبلية واطلاقه الاكاذيب". ويروي يعدلي في روايته "قواعد عدم الراحة" علاقة احدى شخصياته الخيالية بامرأة من قرية بختياري، وكانت الرواية قد حازت عام 2004 على جائزة غولشري وهي ارفع جائزة ادبية ايرانية.

منع ذكر الاسد وحزب الله

وتقول آن بنكيث مراسلة الصحيفة في طهران ان "الناشرين يعرفون جيدا ارشادات مجلس الامن القومي الايراني ويعرفون ان عليهم التقيد بهذه الارشادات ومنها مثلا منع ذكر الرئيس السوري بشار الاسد او حزب الله". وتقول الصحيفة ان الرقابة على الاعمال الادبية وعلى الاعلام اصبحت مكثفة اكثر من أي وقت مضى، وادى ذلك الى وصف هادي غائمي مدير الحملة الدولية من اجل حقوق الانسان في ايران ما يجري بـ"محاكم التفتيش الحديثة". كما تعدد الصحيفة عدة حالات احكام بالسجن وملاحقات من قبل الرقابة للمؤلفين والادباء والاعلاميين في ايران.

وحضرت الانتخابات الايرانية كذلك في صحيفة التايمز حيث تناول المراسل مارتن فليتشر من مدينة قم هذا الموضوع من زاويتين مختلفتين. الاولى من مسجد جامكاران الكبير في قم والذي يشكل مزارا لرجال الدين والحشود التي تأتي الى هذا المسجد الذي "يعتقد انه شيد في المكان الذي شوهد فيه المهدي في ليلة ثلاثاء من عام 984.

ويقول رجال الدين والزوار الذين التقاهم المراسل في المسجد ان طهران اصبحت مدينة فاسدة منذ حكم خاتمي (1997-2005) وانهم سينتخبون المحافظين لانهم يعيدون ارساء القواعد الاخلاقية في البلاد، بالاضافة الى "تحضير هذه الحكومة لعودة المهدي التي تبدو وكأنها تقترب". في المقابل، يسرد فليتشر في الجزء الثاني من تقريره تضرر الاعلام والفن والثقافة من القواعد الصارمة والرقابة التي تفرضها الحكومة.

الفن ضحية

ففي اواخر عهد خاتمي مثلا، يقول المراسل، تم عرض مجموعة من الرسوم واللوحات لكبار الرسامين مثل رونوار وبيكاسو وباكون وفان غوغ وماغريت من المجموعة التي كان اشتراها شاه ايران قبل الثورة الاسلامية. ولكن المعرض ازيل وحتى مدير متحف الفنون المعاصرة استبدل بآخر موال للمحافظين، ولم يعرض في هذا المتحف خلال الاعوام الاخيرة الا اعمال فنية لها علاقة بالثورة الاسلامية. وقال المدير السابق للمتحف علي رضا سامي عازار ان "الرسوم لن تعرض مجددا لان الحكومة تراها على انها دعاية للثقافة والحضارة الغربيتين".

كما تطرقت التايمز الى تصريحات رسول موحديان السفير الايراني في بريطانيا الذي صرح لصحيفة "ذي سكوتسمان" الاسكتلندية الخميس بأن "لدى ايران واسكتلندا نظرة مشتركة لبعض المواضيع مثل معارضة الحرب ومعارضة انتشار الاسلحة النووية، ولذلك فانه من الطبيعي ان تكون العلاقات الايرانية الاسكتلندية افضل من العلاقات الايرانية البريطانية".

ونقلت التايمز ردود افعال السياسيين الاسكتلنديين على هذا الكلام، والتي جاءت مستغربة من جهة لكلام السفير الايراني ورافضة لهذا الكلام من ناحية اخرى. وفي الشأن العراقي، تطرقت التايمز الى قصة مقاتل عراقي الى جانب قوات التحالف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف