أخبار

أميركا تغضب.. وإسرائيل تٌذهل والفلسطينيون يتهمون

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

على خلفية جمود المفاوضات
أميركا تغضب.. وإسرائيل تٌذهل والفلسطينيون يتهمون

خلف خلف من رام الله: يشتد التوتر بين إسرائيل والإدارة الأميركية على خلفية الإحباط المتنامي في واشنطن جراء عدم إيفاء تل أبيب بالتزاماتها المتعلقة بإنجاح العملية السلمية، وهو ما قاد لخلق حالة من الجمود في المفاوضات، وأعاد عملياً حلقة الصراع لنقطة الصفر. وقد نقل عن مصدر إسرائيلي إيضاحه بأن فجوة نشأت بين سلوك المفاوضات بين إسرائيل والسلطة على مسائل التسوية النهائية، وبين ما يجري على الأرض. وحسب هذا المصدر يعتقد الأميركيون بان جهاز الأمن في إسرائيل لا يتخذ أعمالا لتسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة. وأيضا كانت الولايات المتحدة الأميركية عبرت في الشهور الأخيرة في عدة مناسبات عن استيائها من استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بشكل يتنافي مع البند الأول في خارطة الطريق.

وأفادت صحيفة معاريف الصادرة يوم الجمعة أن وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس وضعت مؤخراً الجنرالات الأميركيين الموجودين في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل في مهمات مختلفة، منها إجراء جولات عمل في الضفة الغربية مع المسؤولين الإسرائيليين. وذلك من أجل أن يطلعوا على الأوضاع على الأرض عن قرب، وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فأن هذه الخطوة تشكل تغييرا للسياسة الأميركية المعلنة منذ حرب الأيام الستة، والتي تعتبر هذه المناطق محتلة لا ينبغي التجول فيها بمرافقة إسرائيلية. وكان الجنرال الأميركي جيمس جونز تجول هذا الأسبوع في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية برفقة ضباط إسرائيليين كبار، وتعرف هناك أوضاع الفلسطينيين والظروف الأمنية التي يفرضها الجيش الإسرائيلي. ويتحمل جونز المسؤولية عن "مسائل الأمن الإقليمي" وعن "المسائل الأمنية في التسوية الدائمة" بين إسرائيل والفلسطينيين.

أما الجنرال دايتون بالمقابل، فينكب على بناء القوة للسلطة الفلسطينية، إعادة تأهيل أجهزتها الأمنية وتوحيدها. أساس القلق في القدس يتركز لدى الجنرال فرايزر الذي هو السكرتير العسكري لكونداليزا رايس، والذي سينشر اليوم أو في بداية الأسبوع القادم تقريرا مفصلا عن تطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق.

وتخشى إسرائيل أن يتضمن هذا التقرير انتقادات واسعة لإسرائيل فيما يتعلق بعمل جيشها في مدن الضفة الغربية، وكذلك استمرار عمليات الاستيطان في الضفة وبخاصة في القدس الشرقية، والحواجز الإسرائيلية التي تقطع أوصال المدن والبلدات الفلسطينية، والتي ازداد عددها بعد مؤتمر "انابوليس" وهو ما يناقض تعهدت رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت الذي وعد خلال خطابه بالمؤتمر بتقديم تسهيلات للفلسطينيين.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية فان التقرير الذي سينقله الجنرال فرايزر سيكون صعبا للغاية بالنسبة لإسرائيل، وسيقول إنها لم تنفذ ولم تطبق أيا من تعهداتها حسب الفصل الأول من خريطة الطريق. وتقول معاريف: "مثل هذا القول الأميركي سيلحق ضررا هائلا بالمساعي الدبلوماسية الإسرائيلية، وبمكانتها في أوروبا وفي الولايات المتحدة".

كما سيقرر الجنرال فرايزر بان إسرائيل لم ترفع حواجز، ولم تزيل مواقع استيطانية، وكذلك لم تسحب جيشها من مدن الضفة، وهي تواصل توسيع المستوطنات. أما الفلسطينيون، حسب هذا التقرير، فعلى الأقل حاولوا التطبيق الجزئي للبنود التي تنص عليها خارطة الطريق.

وكانت مصادر إسرائيلية أشارت أمس أن رايس في جولتها الأخيرة للشرق الأوسط استخدمت مصطلحات جديدة أثناء محادثاتها مع المسؤولين في تل أبيب، مثل نريد أن نرى "خطوات على الأرض"، والتي تعني أساسا تسهيل الحركة للفلسطينيين، مثل رفع حواجز، وإخلاء مواقع استيطانية غير قانونية ووقف البناء في المستوطنات.

ويرى المراسل السياسي لصحيفة هآرتس عكيفا الدار أن الحكومة الإسرائيلية بارعة في استخدام الأعذار المختلفة لمواصلة عدم التزامها بمقتضيات خريطة الطريق وقراراتها هي نفسها في تجميد البناء والتوسع الاستيطاني، ويقول في مقال له تحت عنوان: أعذار كالرمال" نشر أمس: "ذات مرة قالوا للفريق الأميركي، الذي يتابع تطبيق خريطة الطريق أن الجيش الإسرائيلي منشغل بالاستعدادات لفك الارتباط عن غزة. بعد ذلك كان عذر الانتخابات والحرب في لبنان. وكيف يشرح ايهود اولمرت الآن لماذا لا يتحرك أي موقع استيطاني؟".

في هذه الأثناء، سجلت جملة من التصريحات الفلسطينية الحادة والشديدة تجاه إسرائيل، والتي جاءت على لسان قادة كبار حركة فتح، وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي وصف من السنغال الإجراءات الإسرائيلية في القدس بالتطهير العرقي، وقال الرئيس في خطاب ألقاه أمس أمام المشاركين في مؤتمر الدول الإسلامية في السنغال، إن "شعبنا في القدس يعيش تحت وطأة حملة تطهير عرقي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف