أخبار

الأردن: القضايا المعيشية تتقدم على السياسية في انتخابات الصحافيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رانيا تادرس من عمان: سيطرت القضايا المعيشية على أجواء التحضيرات لإنتخابات نقابة الصحافيين الأردنيين المقررة الشهر المقبل، وتقدمت الشؤون النقابية المتعلقة بالرواتب والإسكان والتأمين الصحي والتقاعد على الجوانب السياسية المتعلقة بالحريات الصحافية، والتشريعات التي تعيق تطور القطاع عمومًا.

وعلى نقيض النقابات المهنية الـ 13 في الأردن، فإن الدور السياسي لنقابة الصحافيين يكاد يكون ضئيلاً، بسبب سيطرة الحكومات على القطاع، وتمسك النقابة التي ينتسب لها نحو 800 صحافي على عدم تسييس عملها، في مقابل تحقيق مكتسبات لأعضائها الذين حصلوا العام الماضي على أراضٍ للإسكان، لقاء مبالغ بسيطة لا تزيد عن 700 دولار للقطعة الواحدة.

وتاريخيًا، تجنح نقابة الصحافيين إلى عدم الانخراط في العمل السياسي المباشر الذي تقوم به النقابات المهنية في البلاد، ولا سيما في مجال رفض التطبيع مع إسرائيل، ومعارضة برامج الحكومة في الخصخصة، والاندماج في الاقتصاد العالمي الجديد، والكلفة الاجتماعية لسياسات الانفتاح الاقتصادي.

وأعلن عشرات الصحافيين عزمهم ترشيح أنفسهم لعضوية مجلس النقابة، فيما انحصرت المنافسة على منصب النقيب بين اربعة صحافيين، هم : رئيس تحرير صحيفة "الرأي" اليومية الأكثر مبيعًا وانتشارًا عبد الوهاب زغيلات، والمدير العام لصحيفة الدستور اليومية سيف الشريف، والكاتب اليومي في صحيفة "الغد" اليومية المستقلة سميح المعايطة، والمدير العام السابق لوكالة الأنباء الرسمية "بترا" عمر عبندة.

وكان الزغيلات أول من أعلن برنامجا انتخابيا أثار اهتمام الجسم الصحافي، بسبب تركيزه على العمل النقابي، ودعوته نقابة الصحافيين للخروج من الهامش الذي تعيش فيه، بسبب سيطرة النقابات المهنية الكبرى، مثل المهندسين والأطباء والصيادلة على مجلس النقباء المهنيين وقيادتها النشاط النقابي والسياسي في الأردن، إذ طالب في برنامجه بـ"تفعيل دور النقابة الصحافية في أوساط النقابات المهنية، أسوة بالنقابات الأخرى في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي, لأن الصحافيين قادة رأي وشريك استراتيجي للنقابات جمعيها" .

وركز الزغيلات أيضًا على "تشكيل أمانة عامة للنقابة تتولى متابعة كافة القضايا الإدارية والمالية،وتشكيل هيئة تضم ممثلين عن وسائل الإعلام كافة لمساءلة النقيب والمجلس عن تنفيذ برامجهم الانتخابية" إضافة إلى "إنشاء مركز قانوني مهمته الدفاع عن الزملاء الصحافيين في المحاكم .

وفي حين لا يزال الصحافيون العاملون في الصحف والمواقع الالكترونية غير معترف بهم في النقابة، شدد الزغيلات على ضرورة " توسيع مظلة الانتساب بالسماح للعاملين في المهن الصحافية في المواقع الالكترونية والفضائيات والمحطات الإذاعية بالانضمام إلى النقابة".

وفي القضايا المعيشية تعهد الزغيلات في حال فوزه بمنصب أن النقيب بـ"تخصيص ارض للصحافيين الجدد في عمان، والعمل على زيادة المقاعد الجامعية المخصصة لأبناء الصحافيين إلى جانب الحصول على تخفيضات للرسوم الجامعية لأبناء جميع المنتسبين، وتعديل قانون النقابة بأن تدفع الصحف 1% من دخلها الحقيقي على غرار النسبة ذاتها التي يدفعها حاليا المعلن بحيث تحصل النقابة على 2% لتحسين أوضاع الهيئة العامة" فضلا عن "تطبيق التأمين الصحي لما بعد التقاعد في الصحف غير العاملة به، وإنشاء صندوق ادخار للصحافيين داخل المؤسسات الإعلامية" .

وفي حين يبدي كثير من الصحافيين حماسة لتحسين أوضاع منتسبيها معيشيا ونقابيا، يطالب آخرون بعدم التخلي عن الدور السياسي، وتفعيله، ما يؤهل الصحافيين للتأثير أكثر فأكثر في العمل النقابي في البلاد التي تشهد تنازعا بين الأحزاب والنقابات على قيادة الحراك السياسي.

وبينما أعلن المرشح سيف الشريف تمسكه بـ"رفض التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين والجولان رفضًا كاملاً وملزمًا وقاطعًا وبكل أشكاله وألوانه وأطيافه" تعهد في برنامجه الذي أثار استغراب الجسم الصحافي باقرار راتب شهري للصحافيين في صحيفة "الدستور" التي يديرها، على أن يصرف "بعد الانتخابات مباشرة بحيث يوزّع نصفه في 30حزيران (يونيو) من كل عام اعتبارًا من العام الحالي، والنصف الآخر في 31 كانون الثاني (ديسمبر) من كل عام ايضا" وفقًا لما ورد نصًا في برنامج الانتخابي.

كذلك فإن الشريف وعد الصحافيين العاملين بعقود في الدستور بتثبيتهم على كادر الصحيفة" وخطب ود الصحافيين العملين في وكالة الأنباء الرسمية "بترا" والذين يشكلون الغالبية في الهيئة العامة، مؤكدًا "السعي لدى الجهات المختصة لتحصيل علاوات لا تقل تلك العلاوات عن 50 %".

في الإطار نفسه، قال المرشح سميح المعايطة إنه "يستمد برنامجه من معاناة الصحافيين الذين يأملون بمؤسسة نقابية حقيقية، من خلال وجود دوائر قانونية وتنفيذية وتفعيل دورها أسوة بالنقابات المهنية، وجعلها حاضرة في حياة الصحافي من فتح باب الاستثمار بما يخدم الأعضاء، وتحسين ظروف حياتية ورفاهية وكذلك الخدمات الصحية والتربوية ".

أما المرشح عمر عبندة فدعا إلى "تصويب أوضاع النقابة عبر انتخاب مجلس نقابي قوى من اجل تحرير النقابة من سيطرة المؤسسات الإعلامية" مطالبا بـ"تحسين الظروف المعيشية في كل المؤسسات الإعلامية" وتطرق أيضًا إلى "التامين الصحي والإسكان والتكافل الاجتماعي وإجراء تعديلا على قانون المطبوعات والنشر" الذي يسمح بحبس الصحافيين في قضايا المطبوعات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف