طيران إسرائيل في مواجهة صواريخ غزة..من يوقف من؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سلاح الجو الوسيلة الأمثل لتخفيف وتيرة إطلاق الصواريخ
طيران إسرائيل في مواجهة صواريخ غزة..من يوقف من؟
خلف خلف من رام الله: يكاد صوتها لا يغادر سماء قطاع غزة، ترعب الصغار، وتثير المخاوف في قلوب الكبار، أنواعها عديدة، وكلما حلقت على علو منخفض كلما زاد الهلع. أنها الطائرات الحربية الإسرائيلية، المتربصة على مدار الساعة بمطلقي الصواريخ محلية الصنع من قطاع غزة، ولا تتردد في إطلاق صواريخها، كل هدف تثار شكوكها حوله. وعلى مدار سنوات اعتبرت إسرائيل سلاح الجو الوسيلة الأمثل لتخفيف وتيرة إطلاق الصواريخ، كون هذا الطريقة لا تثير ضجة عالمية حيال تل أبيب ولا تكبدها أيضا خسائر في أرواح جنودها بعكس الاجتياحات والعمليات البرية.ولكن في ظل عدم نجاعة الطيران الحربي الإسرائيلي في حسم المعركة مع الصواريخ، فلم تتوقف أو تخف حدة أطلاقها رغم كل عمليات الاغتيال التي نفذها جيش إسرائيل من الجو على مدار الشهور الماضية. هذا ربما ما دفع قائد سلاح الجو الإسرائيلي القادم اللواء عيدو نحوشتان، للإعلان مؤخراً قبل استلامه منصبه، بأن وقف الصواريخ الفلسطينية يستوجب السيطرة على الأرض.
ويأتي هذا التصريح، في وقت نجحت (كتائب القسام) الجناح العسكري لحركة حماس في إصابة طائرة إسرائيلية كانت تحلق على علو منخفض في سماء قطاع غزة قبل عدة أيام، وبحسب التقديرات فأن السلاح الذي أصاب الطائرة الإسرائيلية، هو من الأسلحة التي استولت عليها حركة حماس من مقرات السلطة الفلسطينية في شهر يونيو الماضي، حيث كانت الحركة عرضت صورا تظهر رشاشات من عيار خمسمائة.
ونقلت صحيفة هآرتس الصادرة اليوم الاثنين عن اللواء نحوشتان قوله مؤخراً انه تبين من زاوية نظر مهنية، إذا كانت إسرائيل تسعى إلى منع نار القاذفات والصواريخ من قطاع غزة، فإن عليها أن تثبت "سيطرة جيدة في الأرض" في القطاع. وحسب أقواله فإن تواجد الجيش الإسرائيلي على الأرض في القطاع سيساعد في إحباط تهريب السلاح ووقف إنتاج الصواريخ.
ونحوشتان، الذي يشغل اليوم منصب رئيس شعبة التخطيط لهيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، قال ذلك في محاضرة ألقاها في معهد البحوث "المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية"، قبل نحو شهرين. أما صيغة المحاضرة فقد نشرت فقط أمس. هذا وسيحل نحوشتان في المستقبل محل اللواء اليعازر شكدي في قيادة سلاح الجو الإسرائيلي في 14 أيار/مايو من هذا العام.
ونقل عن نحوشتان قوله حرفياً خلال المحاضرة: "إن إنتاج السلاح داخل القطاع منوط بالمعلومات التي لدى منظمات الإرهاب هناك. ولكن لو كان هناك تواجد عسكري إسرائيلي، مثلما في الضفة الغربية، فسيكون ممكنا وقف إنتاج وتطوير الصواريخ وغيرها من الأسلحة".
كما تكشف هآرتس أن قائد سلاح الجو الحالي شكدي أعرب مؤخراً في مباحثات داخلية في جهاز الأمن، هو الآخر، موقفا مشابها بالنسبة للحاجة إلى تواجد طويل المدى لقوات برية في منطقة القطاع، إذا كانت إسرائيل تعتزم تقليص نار القسام بشدة. وتقول هآرتس: "ومع أن هذا الانطباع قائم لدى معظم أعضاء هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، إلا أن قيادة الجيش لا توصي في هذه المرحلة بخطوة برية واسعة. وذلك، طالما لم تتبلور "خطة خروج" سياسية تعمل بعد الخطوة العسكرية".
وحسب كبار المسؤولين في وزارة الأمن الإسرائيلي، فانه بسبب الضغط لإيجاد حلول مؤقتة للنار من الجنوب، فان وزير الأمن ايهود باراك، يدرس بديلين: المنظومة الإسرائيلية - الأمريكية "ناوتيلوس"، التي تضرب الصواريخ وقذائف الهاون بواسطة شعاع ليزر؛ ومدافع "بلنكس" الأمريكية، التي تطلق رصاصات ثقيلة نحو الصواريخ والقاذفات الصاروخية.
وكان مدير عام وزارة الدفاع، بنحاس بوخارس، سافر أول أمس إلى نيومكسيكو، كي يشاهد أداء "ناوتيلوس" التي يجري تطوير صيغة جديدة لها "سكاي غارد". وفي الماضي كانت إسرائيل رفضت هذه المنظومة بدعوى أن أداءها ليس جيدا بما فيه الكفاية.
ومن ناحيته، يؤكد الناطق بلسان وزارة الأمن الإسرائيلي شلومو درور بان إسرائيل تدرس من جديد منظومتي "بلنكس" وناوتيلوس"، وان كان ذلك فقط من أجل رؤية إذا كان للتكنولوجيا فيها ما يمكنه أن يكمل تكنولوجيا "القبة الحديدية". ونفى درور أن تكون "القبة الحديدية" اختيرت دفاعا عن الإنتاج المحلي، وقال إن الخبراء وجدوا أداءها أفضل من "ناوتيلوس" و"بلنكس". وشدد على أن "ناوتيلوس" و "بلنكس" قد يكون لهما آثار بيئية تزعج السكان الذين يسكنون حيث تنصبا.
وأجرت شركة "رفائيل" المسؤولة عن الصناعات العسكرية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة تجربة أولى على صاروخ "القبة الحديدية" الذي يفترض به أن يعترض الصواريخ. الصاروخ المسمى "تمير" أطلق في ميدان التجارب للشركة في النقب، وحسب مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي فقد نجحت التجربة. ومع ذلك، فان الشركة ستنفذ المزيد من التجارب على المنظومة قبل أن تصبح هذه تنفيذية في العام 2010.
وتكشف هآرتس أنه في المحاضرة التي ألقاها قبل نحو شهرين سُئل نحوشتان إذا كان يوجد حل عسكري للمشكلة الغزية، فذكر في إجابته حملة السور الواقي في الضفة في نيسان 2002. وقال: "هذا استغرق بضع سنين، ولكننا نجحنا في الوصول إلى نوع آخر من السيطرة. دوافع الانتحاريين في الضفة لم تقل. ولكن قدراتهم تقلصت". وأضاف بان القرار منوط بالقيادة السياسية، "أما نحن فسنفعل ما نؤمر به".
وقال نحوشتان بان حكومة حماس في غزة هي النظام الأول في المنطقة المرتبط ارتباطا وثيقا بحركة الأخوان المسلمين التي تأسست في مصر. وأضاف بان حماس تواصل بناء قدراتها العسكرية. "حتى لو بنينا ملاجئ أفضل، فهذه ليست الطريقة لتربية الأطفال"، قال متطرقا للوضع في بلدات منطقة غلاف غزة.
ومع ذلك، فقد أشار اللواء انه على علم بالقيود المفروضة على دولة ديمقراطية تكافح ضد المجموعات المسلحة. قائلاً: "هذه ليست الحرب العالمية الثانية. علينا أن نعمل في إطار محيطنا وفي ظل القيود - ومع ذلك أن نوفر الأمن لرجالنا... من الصعب على مجتمع غربي، حساس ومفتوح مثل إسرائيل أن يعمل ضد إرهابيين يعملون من وسط سكان مدنيين ضد مدنيين إسرائيليين". على حد قوله.
ويرى نحوشتان أن مكافحة المجموعات المسلحة في غزة أصبحت أكثر تعقيدا، ويقول: "الحملات تصبح أصعب بكثير. عليها أن تكون دقيقة جدا وأن تبدي الحساسية تجاه الضرر بالمحيط. نحن مقيدون فيما يمكننا أن نفعله".