الصين تقر للمرة الأولى بمصادمات وقعت خارج التيبت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بكين، وكالات: أقرت الصين للمرة الأولى اليوم الثلاثاء بلسان رئيس وزرائها ون جياباو بأن مصادمات وقعت خارج التيبت وإتهمت الدالاي لاما بالوقوف وراءها. وتساءل جياباو خلال مؤتمر صحافي في بكين "هذه الحوادث الشنيعة التي وقعت في لاسا وهذه المحاولات لتنظيم نفس الحوادث في مناطق اخرى بالصين وهذه الاعتداءات في الخارج على البعثات الدبلوماسية الصينية، ليس لها اية علاقة معه؟" (الدالاي لاما). وقد توسعت التظاهرات المعادية للصين التي اندلعت في لاسا الى مناطق اخرى حيث تعيش اقليات تبيتية في شمال غرب الصين.
واعلن جياباو انه يتوجب على الدالاي لاما التخلي عن الاستقلال كي يكون هناك حوار بين الصين وبين الزعيم الروحي للتيبتيين. وقال خلال مؤتمر صحافي "في حال تخلى الدالاي لاما عن الاستقلال واقر بان التيبت هي جزء لا يتجزأ من الصين على غرار تايوان، عندها يكون بابنا مفتوح على مصراعيه لحوار معه". وبعد اعمال العنف التي وقعت الاسبوع الماضي في لاسا ارتفعت اصوات في الخارج وخصوصا وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مطالبة بحوار بين الصين والدالاي لاما الحائز على جائزة نوبل للسلام.
ونفى الدلاي لاما الذي فر الى المنفى في الهند في عام 1959 الاتهامات الصينية بأنه حرض على الشغب في التبت. وتفجرت احتجاجات مؤيدة للاستقلال يقودها رهبان بوذيون هي الاكبر في عقدين في لاسا عاصمة التبت يوم الجمعة الماضي وانتشرت الى اقاليم صينية مجاورة يسكنها تبتيون. وتحولت بعض الاحتجاجات الى اعمال عنف ألقت بظلال سلبية على الصين التي تسعى جاهدة لتحسين صورتها مع استعدادها لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية في اغسطس اب المقبل.
وكان دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الحكومة الصينية والمتظاهرين في اقليم التبت الذي تسيطر عليه الصين الى التحلي بضبط النفس والى ايجاد حل سلمي للازمة في الاقليم. واضاف كي مون انه التقى بمندوب الصين لدى الامم المتحدة واعرب له عن قلق الامم المتحدة ازاء الاوضاع في التبت نافيا في الوقت نفسه وجود خطط لدى الامم المتحدة للتدخل في هذه الازمة.
وقال معارضون للوجود الصيني في التبت إن قوات الأمن الصينية بدأت في إلقاء القبض على المعارضين للحكم الصيني في عاصمة التبت لاسا بعد انتهاء المهلة التي أعطتها بكين لـ"مثيري الشغب" بتسليم أنفسهم. واشاروا الى ان اعدادا كبيرة من قوات الامن الصينية تجوب شواع لاسا فيما تمنع السلطات الصينية وسائل الاعلام من دخول الاقليم المضطرب حيث انتشرت ايضا قوات الأمن في المنطقة. كما ترافقت الاحداث الدامية في التبت مع تحرك واسع للنشطاء المؤيدين لقضية التبت في مختلف انحاء العالم الذين تظاهروا امام السفارات الصينية.
وتباينت ردود الفعل الدولية على الاحداث الدامية في التبت. فقد حثت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الصين على إقامة محادثات مع الزعيم الروحي للتبت الدلاي لاما الذي يقيم في المنفي. من جانبه حذر وزير الدولة البريطاني مارك مالوك براون الصين من تدمير صورتها الخارجية كبلد مضيف للالعاب الاولمبية المقبلة هذا الصيف في حال تصاعدت اعمال العنف في اقليم التبت ولجأت الى العنف في التصدي للمعارضين للوجود الصيني في التبت. بينما قالت روسيا إن ما يحدث في التبت يعتبر "شأنا داخليا صينيا"، كما انتقدت موسكو "تسييس الألعاب الاولمبية" المقرر إقامتها في بكين صيف هذا العام، ورفضت ربط أحداث العنف في التبت بالحدث الرياضي الذي ستحضره جميع دول العالم.
من جانبه أعرب رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود عن قلقه من الحملة التي بدأتها الصين ردا على اعمال الشغب التي وقعت في التبت. وكان حاكم اقليم التبت أعلن الاثنين قبل انقضاء مهلة نهائية عند منتصف الليل ان المحتجين الذين ارتكبوا جرائم خطيرة في التبت سيعاملون بقسوة ولكن سيعامل بتسامح من يبدون الندم على ما فعلوه. وقال رئيس الحكومة الاقليمية في التبت جيانجبا بونكوج إن الصين دولة يحكمها القانون وإنه لا توجد أي دولة أخرى ستسمح بأعمال العنف هذه. وصرح حاكم اقليم التبت الاثنين بأن قوات الأمن الصينية لم تستخدم أسلحة قاتلة ضد المحتجين في لاسا وانها تحلت "بضبط نفس كبير" في ردها على اعمال الشغب التي وقعت. وأضاف ان 13 "مدنيا بريئا" قتلوا كما اصيب العشرات من أفراد الأمن بعد تحولت احتجاجات قادها الكهنة إلى أعمال شغب تم فيها احراق ونهب عدد من المنازل المتاجر.
وتقول الصين ان اقليم التبت كان دائما ضمن الاراضي الصينية، رغم تمتعه بالحكم الذاتي لفترات طويلة قبل بداية القرن العشرين. وقد احتلت القوات الصينية هذا الاقليم في منتصف القرن الماضي وقاد الزعيم الروحي للتبت الدالاي لاما تمردا فاشلا ضد الوجود الصيني في الاقليم عام 1959 فر على اثره الى الهند المجاورة مع عدد كبير من اتباعه.
التعليقات
الموت لامريكا
يوسف -بعد ان رجع الدلاي من امريكا والصين لم توافق امريكا على سياستها ضد مجموعة قضايا منها النووي الايراني فهل تتوقع الصين الهدوء اعتقد انهم اغبياء اذا لم يربطوا هذه العمليات ببعضها ولكن المؤلم ان بان كي وبسرعة يندد بالحكومة الصينية مثل ما اسرع بالتنديد بالتفجير للمدرسة اليهودية الا ترون صاحب الشخصية القوية كأنه اراكوز بيد السياسة الامريكية فالموت لامريكا