لبنان يرجئ قرار المشاركة في القمة العربية إلى الثلاثاء المقبل

بيروت، وكالات: عقد مجلس الوزراء على مدى ست ساعات متواصلة ليلاً، جلستين أمس وعلمت صحيفة "النهار" من مصادر وزارية أن مجلس الوزراء ناقش بعد إنتهائه من الجلستين موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية في دمشق وعرض الجميع وجهات نظرهم، وفي الخلاصة، إستقر الرأي على عدم جواز اتخاذ موقف بالمشاركة او عدمها قبل جلسة الانتخاب المقررة في 25 من الشهر الجاري، وتقرر عقد جلسة لمجلس الوزراء في ذاك الموعد لاتخاذ القرار النهائي انطلاقا من انتخاب رئيس جديد او عدم الانتخاب. وبحث مجلس الوزراء في الجلسة الثانية 248 بندا وأقرها، وبصفته يمارس صلاحيات رئاسة الجمهورية تم توقيع عدد من المراسيم تتعلق بهبات وإحالة على التقاعد وإنشاء مدارس جديدة.

وكشفت المصادر الوزارية ان مجلس الوزراء ناقش طويلا موضوع اباحة النقل الجوي واعتراض شركة "الميدل ايست" وتبين في النتيجة ان المطلوب اعادة تفعيل مطار بيروت وايجاد فرص عمل جديدة وتفعيل قطاع الطيران. وتقرر وضع دراسة معمقة بعد اجتماع يعقد بين المعنيين في حضور حاكم مصرف لبنان الذي يملك "الميدل ايست" ورئيس مجلس ادارة الشركة المدير العام محمد الحوت. وقرر مجلس الوزراء التمديد لمجلس ادارة الضمان الاجتماعي من أجل تسيير العمل وتأمين استمراريته الى حين التمكن من اجراء عملية التعيين والانتخاب المطلوبة. كذلك قرر تشكيل لجنة برئاسة الوزيرة نايلة معوض لاعداد النصوص المتعلقة بالهيئات الاكثر تمثيلاً في المجلس الاقتصادي - الاجتماعي.

وتطرق مجلس الوزراء في مناقشاته الى الانتقاد الايراني المتكرر للحكومة اللبنانية في موضوع صرف الاعانات المخصصة لمتضرري حرب تموز، وقد تكرر هذا الانتقاد اخيرا في احدى الصحف. وكانت الجلسة بدأت السادسة مساء في السرايا برئاسة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وحضور الوزراء الذين غاب منهم الوزير جو سركيس الموجود في الولايات المتحدة والوزراء المستقيلون: محمد خليفة ومحمد فنيش وطراد حماده وفوزي صلوخ وطلال الساحلي ويعقوب الصراف.

وبعد الجلسة التي دامت حتى الثانية عشرة ليلا اوضح وزير الاعلام غازي العريضي ان "مجلس الوزراء توقف عند الاعتداء الاسرائيلي الجديد على لبنان والقرار 1701 والقوة الدولية من خلال انتهاك سيادة لبنان ودخول بارجة حربية اسرائيلية المياه الاقليمية اللبنانية. واستنكر مجلس الوزراء هذا الارهاب الاسرائيلي المتمادي وتحميل العدو الاسرائيلي تبعاته ومسؤولياته وما يمكن ان ينجم عنه، يتوجه الى مجلس الأمن الدولي داعياً اياه الى تحمل مسؤولياته والدفاع عن نفسه وعن صدقيته وقراراته وادانة اسرائيل وردعها عن الاستمرار في اعمالها الارهابية بما يهدد الامن والاستقرار في المنطقة". واشار الى ان الرئيس السنيورة سيستدعي اليوم قيادة القوة الدولية للاستماع منها الى معلوماتها عما جرى واسباب ذلك وابلاغها موقف مجلس الوزراء في هذا الخصوص، داعياً اياها أيضاً الى تحمل مسؤولياتها والتزام مهماتها لتنفيذ القرار 1701 وحماية الشواطئ والاراضي اللبنانية وسيادة لبنان والتنسيق الدائم مع الجيش اللبناني.

وكان رئيس البرلمان نبيه بري احد قادة المعارضة، ارجأ انتخاب رئيس للجمهورية للمرة السادسة عشرة الى 25 اذار/مارس المقبل. واوضح العريضي ان الحكومة "ناقشت التطورات والاوضاع السياسية في البلاد في ضوء ما توصلت اليه الاتصالات بشأن تنفيذ المبادرة العربية والاستعدادات لعقد القمة العربية، وما يرافق ذلك من نقاشات وسجالات ومواقف وحركة اتصالات مكثفة عربيا ولبنانيا".

وكان مصدر وزاري طلب عدم كشف هويته صرح الثلاثاء ان موقف الحكومة التي يدعمها الغرب وغالبية الدول العربية في هذه القضية مرتبط بعنصرين هما "المشاورات مع الدول العربية المساندة ومرور الموعد المحدد لانتخاب رئيس للبنان في 25 آذار/مارس".

وتسعى دول عربية في مقدمها السعودية ومصر والاردن الى اقناع سوريا بتسهيل انتخاب رئيس للبنان كشرط اساسي من شروط نجاح هذه القمة خصوصا بالنسبة لمستوى تمثيل الدول فيها. وذكر المصدر نفسه بان الموقف المبدئي للحكومة هو "الاصرار على ان يتمثل لبنان في القمة برئيس منتخب". لكن المؤشرات لا تدل على امكان انتخابه في الجلسة المقبلة بسبب استمرار الخلاف بين الاكثرية التي تمثلها الحكومة، والمعارضة.

وقال المصدر الوزاري "اذا تم انتخاب الرئيس فتمثيل لبنان سيأتي طبيعيا"، مضيفا "لكن كل المعطيات تدل على ان ذلك لن يتم لان سوريا تستمر في عرقلة تنفيذ المبادرة العربية لحل الازمة عبر حلفائها في لبنان" في اشارة الى المعارضة. ويتحدد موقف لبنان من القمة على طاولة مجلس الوزراء الذي انتقلت اليه مجتمعا صلاحيات رئاسة الجمهورية بسبب فراغها منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

داليما: مهمة ايطاليا في لبنان كللت بنجاح عظيم

من جهة اخرى، اعتبر وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما اليوم أن "المهمة الايطالية في لبنان كللت بنجاح عظيم من خلال الدور الذي لعبته" وذلك في اشارة إلى مشاركة روما في قوة (يونيفيل) الأممية لحفظ السلام في جنوب لبنان.

ولفت رئيس الدبلوماسية الايطالية في مؤتمر إلى "علاقات ايطاليا الخلاقة مع الضفة الأخرى من المتوسط" وأضاف "من ذلك علاقاتنا مع ليبيا والجزائر اللتين نجلب منهما الغاز ثم مصر التي نرتبط معها بصلات قوية".

ورأى الوزير داليما أن" ايطاليا جسر تقليدي بين اوروبا والعالم العربي" إذ "طالما استمدت الهامها من الحوار والتعاون بالنظر إلى عناصر التاريخ و الجغرافية مع جيرانها في المتوسط" وعلى هذا الاساس "فقد التزمت ايطاليا بتوسيع الاتحاد الاوروبي نحو تركيا وهي المسيرة التي لن تكون قصيرة الأمد لكنها مركزية لتعزيز دور أوروبا".

وذكر داليما بجهد ايطاليا لحفظ السلام ولاسيما على صعيد البلقان "حيث يتواجد عدد كبير من الجنود الايطاليين لحفظ السلام" بالإضافة "إلى اسهام بلادنا في مسيرة السلام الشرق اوسطية بين الاسرائيليين والفلسطينيين" مشيراً إلى أنه "في سبيل لعب هذا الدور فيجب علينا ان نتخذ موقفاً يسمح لنا بالحوار بينهما على قدم المساواة".