أخبار

شاهدة تغطي الانتخابات المحلية بمصر تعرضت للمطاردة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كفر صقر (مصر): أول ما لاحظته كان دراجة نارية. كانت تحوم حول مؤخرة العربة الجيب الخاصة برويترز التي كنت أستقلها لدى عودتي من دلتا النيل بعد يوم سريالي لتغطية محاولات الإخوان المسلمين التي فشلت في الأغلب في التسجيل لخوض انتخابات المجالس المحلية المقررة في الثامن من ابريل نيسان. طلبت من السائق التوقف وحينها توقفت الدراجة النارية أيضا. وحين بدأنا التحرك من جديد تبعتنا. كانت هذه بداية مطاردة كمطاردة القط للفأر وسط طرق مليئة بالحفر والمطبات استمرت أكثر من ساعة وشاركت فيها سيارتان والدراجة النارية.

كنت أزور المنطقة لتقصي حقيقة شكاوى الاخوان المسلمين من ان الحكومة المصرية التي تدعمها الولايات المتحدة تمنع اعضاءها من تقديم أوراق الترشح للمشاركة في الانتخابات بطرق عنيفة في أحيان. والاخوان المسلمون هم أكبر جماعة معارضة في مصر وتتمتع الجماعة بقوة خاصة في بعض مناطق الدلتا.

في بلدة كفر صقر التي لم ينجح فيها ولو عضو واحد من الاخوان المسلمين في تسجيل اسمه في الانتخابات المحلية قبل زيارتي حكى عدد كيف منعوا من ختم الاوراق المطلوبة لدخول السباق وكيف منعوا من تقديم الاوراق حين انتهوا أخيرا من اعدادها. كان أحد المرشحين المحتملين يعاني من كدمة سوداء في عينه. أما ابن عضو من الاخوان في البرلمان هو ماهر عقل فقد أصيب بقطع في شفته. وقال الاثنان ان الشرطة وبلطجية الحكومة ضربوهما حين حاولا تقديم أوراقهما.

فتح اسلام عقل ابن النائب البرلماني الكمبيوتر المحمول الخاص به ليريني صور مرشحين محتملين اخرين من الاخوان قال انهم أصيبوا حين كانوا يحاولون تقديم أوراق الترشح وكان من بينهم رجل مصاب بجرح ينزف في مؤخرة رأسه. قال هشام الغتوري وهو مدرس يأمل في الترشح والذي قام أيضا بدور المرشد ورافقني في جولتي في كفر صقر "انهم يضربون واحدا فيخاف الكل. ويأتي اخر ولا يسمحون له بالدخول او ربما يضربونه أيضا." ولم تعلق وزارة الداخلية المصرية على هذه المزاعم.

وتقول الجماعة انها تسعى لاقامة دولة اسلامية في مصر من خلال الوسائل الديمقراطية بعيدا العنف. وتقول الحكومة ان الجماعة محظورة لكنها تسمح لها بالنشاط في حدود معينة وترفض السماح لها بتكوين حزب سياسي قائلة ان الدستور يحظر قيام الاحزاب على أساس ديني. والمجالس المحلية في مصر لا تتمتع سوى بسلطات محدودة في ادارة الشؤون الجارية للمصريين لكن الحصول على مقاعد فيها قد يكون مهما على المستوى الوطني اذا أرادت جماعة الاخوان المسلمين أن تتقدم بمرشح مستقل لرئاسة الدولة.

وبحسب تعديل دستوري أجري عام 2005 يحتاج من يريد ترشيح نفسه للرئاسة مستقلا الى تزكية من 65 عضوا منتخبا في مجلس الشعب و25 عضوا في مجلس الشورى و140 عضوا في المجالس المحلية للمحافظات. وليس للاخوان مقاعد في مجلس الشورى.

رافقت الاخوان المسلمين الى مركزين لقبول أوراق الترشيح على أمل ان أشاهدهم وهم يقدمون أوراقهم. في الواقعتين تفقدت الشرطة ورجال أمن يرتدون الملابس المدنية بطاقات هويتنا وسألوا عن الغرض من الزيارة. وخشى الذي كان يقوم بدور المرشد ان يحتجز مثلما حدث لمئات من الاخوان المسلمين منذ فبراير شباط. فغادرنا. وتقول الجماعة ان أكثر من 5700 عضو فيها أعدوا أوراق ترشيحهم لكن أقل من 500 فقط تمكنوا من تقديم الاوراق في فترة التسجيل ومدتها عشرة أيام. وتقول انها لا تضمن أن يرد اسم أي عضو فيها في كشوف المرشحين للانتخابات التي ستجرى في الثامن من أبريل نيسان.

فور خروجنا من قلب كفر صقر لاحظنا دراجة نارية تتعقبنا. وبعد دقائق انضمت الى الدراجة النارية خلفنا عربة سيدان لونها أخضر فاتح. أسرعت العربة الجيب التي نستقلها ثم توقفت فتوقف أيضا من يلاحقونا. كل من كان في العربة الجيب سواء أنا او السائق شريف او الغتوري من الاخوان افترض ان الرجال الذين يلاحقوننا هم رجال أمن من الحكومة المصرية يرتدون ملابس مدنية لاننا لم نتخيل وجود اخرين لهم غرض في ملاحقتنا.

وحين اغتظت من الملاحقة خرجت من العربة الجيب لاتحدث مع مطاردينا. وفور اقترابي أسرعت الدراجة النارية والعربة السيدان بالابتعاد وعمد الرجل الجالس في مقعد الراكب الى خفض رأسه حتى لا نرى وجهه. وبعد ان هدأت عربتنا الجيب من سخونة الملاحقة واصلنا طريقنا وظهرت العربة السيدان خلفنا مرة أخرى وتبعتنا حتى حدود المركز وحينها وقفت على جانب الطريق. ولوحنا لها مودعين. لكن بعد دقائق ظهرت خلفنا عربة بيجو زرقاء صغيرة. ظلت وراءنا نحو ساعة ونحن نسير في طرق زراعية والى جوار قنوات ري.

لم يتملكني الخوف في اي لحظة من الذين يلاحقوننا لكنني لم أكن أريد ان أترك الغتوري في الطريق بينما نحن وسط المطاردة خشية احتجازه لمجرد مساعدتي على أداء وظيفتي. ولم أكن أعتقد انه سيعتقل في وجودي. خرجت من العربة الجيب مرارا لاواجه من يطاردونا وضربت في لحظة سقف عربتهم وهي تمر من أمامي. وبعد ان استشطت غضبا اتصلت بالمركز الصحفي التابع للحكومة لابلغ عن تعرضي للمطاردة.

وأبلغني من رد علي ان هذه الملاحقة هي في الاغلب لضمان سلامتي. وان من يطاردوني سيتوقفون عن ذلك فور الوصول الى حدود المحافظة. وعرضت الكشف عن أرقام لوحات السيارتين والدراجة النارية لكن المسؤول في المركز الصحفي أحجم عن تسجيلها. وفي النهاية حلت المشكلة في بلبيس على بعد نحو 45 كيلومترا جنوبي كفر صقر حين فصل بيننا وبين العربة البيجو قطار مار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف