الخسائر الجانبية لحرب العراق في الصحافة البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تخصص التايمز في ملحقها اليومي times2 تقريرا عن آثار الغزو على الصحافيين، وقعته كاثرين فيلب. تقول الكاتبة إنه بعد خمس سنوات من الغزو لم يبق من جيش الصحافيين الأجانب -الذي اجتاح بغداد مع بداية الغزو- إلا حفنة ضئيلة.
وتضيف: "ستة على الأقل من اولئك الصحافيين اختطفوا من قبل المسلحين. والعديد منهم جرح، والعديد منهم قرر التقاعد من تغطية الصراعات، على الأقل في الوقت الراهن، لما يعانونه من اضطرابات بسبب ما عاينوه في العراق."
وبلغ التأثير النفسي لغزو العراق حدا دفع "بأكثر من نصف هؤلاء الصحافيين الأجانب إلى الخضوع إلى العلاج النفساني، سواء عن طواعية أو بضغط من الأسرة أو رب العمل."
وإلى جانب هذا وذاك -تقول الكاتبة- صار غزو العراق أفتك الحروب بالصحافيين.
وتنقل الكاتبة عن زميلتها مراسلة بي بي سي سابقا في العراق كارولاين هاولي - التي قررت مغادرة القدس بعد أن أخبرت أنها قد لا تسترد عافيتها إذا ما ظلت في منطقة صراع- قولها في البداية بعد انهيار النظام كان المرء يحس أن "التاريخ يتكشف أمام ناظريه".
لكن سرعان ما أخذت الأمور منحى آخر، وبدأت تظهر علامات على أن هذا المنحى لن يكون جيدا: "أعمال النهب والسلب، وانفراط عقد الجيش، وإطلاق النار على المدنيين في الفلوجة من قبل القوات الأميركية".
ولم تمر تغطية الإعلام لغزو العراق دون جدال ساخن عند كل مرحلة، بدءا من "سذاجة" التقارير عن المعلومات الاستخبارية لما قبل الحرب، وانتهاء "بسيل الشتائم الصادرة عن واشنطن التي تتهم الصحافيين بالفشل في نقل 'الأخبار الجيدة'".
لكن ما ظل خارج التغطية -حسب الكاتبة- هو الضريبة التي أداها الصحافيون من سلامتهم الجسدية والنفسية: "لقد كانت المعركة التي لم ننقل وقائعها".
في انتظار "الفردوس"
ربيع شاب من مسيحيي العراق، كان يقطن في الموصل، ويعيش الآن في بيروت. إنه بطل واحد من سلسلة تقارير غيث عبد الأحد التي تنشرها الجارديان بمناسبة الذكرى الخامسة لغزو العراق.
ولم يكن ربيع يتخيل ذات يوم أن يقطن ببيروت ليعيش حياة شبه سرية خوفا من رجال الأمن، داخل شقة ضيقة وبحالة مزرية، أملا في أن يتحدى المخاطر، من أجل بلوغ شط الأمان الأوروبي.
لم يكن ليخطر ذلك على باله قبل أن تمتد "الحرب الطائفية" إلى الموصل، وأن تبدأ رسائل التهديد في الورود، وعمليات التنكيل والقتل، وقبل أن يلقى أحد أقاربه من أفراد الشرطة حتفه على يد المسلحين الذين فصلوا رأسه عن جسده، حسبما جاء في التقرير.
لكن بيروت لم تكن مقصده بداية. فقد حاول بلوغ أوروبا عبر تركيا، لكن الشرطة التركية ألقت عليه القبض ورحلته إلى سوريا حيث ظل معتقلا لمدة شهرين، قبل أن يعاد إلى المنطقة الحدودية غربي العراق.
من هناك سيجتاز ربيع الحدود مرة أخرى بمساعدة المهربين وبواسطة جواز سفر مزور لينتهي المقام به في العاصمة اللبنانية.
ويقول الكاتب إن قصة ربيع ليست إلا قطرة في بحر المليوني مهجر عراقي، الذين انتشروا عبر بلدان الجوار العربية سوريا والأردن ولبنان، فرارا من "الجحيم"، وتطلعا إلى فردوس أوروبي غلّقت أبوابه.
تهديد "الصحوة"
في الشأن العراقي دائما، ينقل قسم الإنتاج السمعي البصري في الجارديان بعضا من تذمر مجالس الصحوة الإسلامية، التي امتدح الرئيس الأميركي جورج بوش تعاونها في حملة التصدي لتنظيم القاعدة في العراق.
فقد هدد عدد من قادة هذه القوات التي تعُدُّ حوالي 80 ألف مقاتل، بشن إضراب وتعليق تعاونها إلى أن تُصرف أجور عناصرها و هي 10 دولارات عن اليوم الواحد.
ووفقا لما ورد في الجارديان، تتهم مجالس الصحوة القوات الأميركية بالتخلي عنها بعد أن تستخدمها في محاربة القاعدة.
ويشير استطلاع الرأي -الذي أجرته الجارديان عبر الهاتف- إلى أن 49 مجلسا من تلك المجالس قد توقف عن القتال، بينما يهدد 38 بالإضراب الذي يخوضه اثنان منها.
محاكمة "قد لا تجرى"
تنقل التايمز عن زياد عزيز نجل طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي إبان حكم صدام حسين، نبأ إصابة والده بسرطان الرئة.
ويعتقد زياد عزيز أن العمر قد لا يمتد بوالده لكي يخضع للمحاكمة بسبب تدهور حالته. وهو لهذا السبب يطالب بالإفراج عنه.
ويقول نجل المسؤول العراقي السابق: " لقد كان طرفا في النظام، لكن لم توجه له أي تهمة. إنه يبلغ من العمر 72 عاما ويعاني من مشاكل صحية. أطلقوا سراحه لينفق ما تبى من عمره بين أحفاده."
ويقول زياد عن والده - الذي كان المسيحي الوحيد في أعلى هرم السلطة العراقية إبان حكم صدام حسين- إنه ما زال يعتبر أن الرئيس العراقي السابق كان رجلا عظيما، وقد بكاه عندما أعدم.
وترفض السلطات العسكرية الأميركية في العراق الكشف عن تفاصيل الحالة الصحية لطارق عزيز أو عن مكان اعتقاله.
وتقول إنه معتقل بأمر من الحكومة العراقية ولن يتقرر مصيره إلا بأمر من القضاء العراقي.
قوس النصر بعد "الهزيمة"
يعلق هاري ماونت في عامود المفكرة بصحيفة الديلي تلغراف على أقتراح أميركي بتدمير نصب النصر، الذي أقيم بمناسبة انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، فيتساءل متى يتحول كل أثر معماري شيده "طاغية من الطغاة" إلى تحفة فنية وتاريخية.
ويجيب الكاتب قائلا خلال الغزو تعرضت أثار نبوخذ نصر - التي تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد- إلى الأذى:" نبوخذ نصر هو كذلك طاغية غزا أورشليم وصور ومصر، فهل ندمر حدائقه المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع، أو الزقورات التي شيدها، لمجرد أنه كان شريرا ".