أخبار

حلف الأطلسي لم يخسر في أفغانستان لكن النصر بعيد المنال

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دي حسن (أفغانستان) : مع مرور خمسة أعوام على غزو العراق تعاني قوة من 40 دولة يقودها حلف شمال الاطلسي لاثبات أنها لم تخسر حربا أطول في صحاري أفغانستان وجبالها . لكن القوة تشدد على أن كسبها لهذه الحرب بات أمرا بعيد المنال . في قرية متربة في أقصى الشمال بدأت فتاة عمرها 11 عاما يومها الأول في مدرسة ممولة بالمعونة الالمانية تكافح لتحديد موقع دولتها على خريطة للعالم .

ويقول مسؤولون في حلف شمال الاطلسي ان بناء المدارس وإصلاح البنية الاساسية الحيوية بالتوازي مع الجهود العسكرية هي الطريق الامثل للمضي قدما في أفغانستان بعد أن أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان منذ أكثر من ستة أعوام في اطار ملاحقتها لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن .

لكن في اطار الاستعداد لقمة لدول حلف الاطلسي تعقد في رومانيا الشهر القادم يخشى مسؤولو الحلف لان المعركة لا تتعلق فقط بكسب قلوب وعقول الافغان في مواجهة هجمات مسلحة لا تتوقف لطالبان ولكنها تتعلق أيضا بتوضيح تصورات داخلية على القدر نفسه من غموض الجغرافيا بالنسبة إلى الفتاة الصغيرة .

ورفض الجنرال جون كرادوك القائد الأعلى لحلف الاطلسي عندما كان في زيارة عادية لافغانستان هذا الأسبوع تقويما لبادي أشدون صانع السلام المخضرم قال فيه إن الحلف يعاني فوضى وقد يواجه هزيمة في أفغانستان.وقال للصحافيين بغضب " اعتقد أنه بيان غير صحيح " .

لكن الحلف نفسه لا يخجل من اللجوء الى تكتيكات الصدمة بأن استهل مؤتمرا مع صحافيين يزورون أفغانستان بتوجيه سؤال "هل يحقق المتمردون انتصارا في الحرب؟" ثم الاجابة عليه.ودعا كرادوك مكررا تصريحات سلفه الجنرال جيمس جونز الى تنسيق أفضل لأعمال الامن والإعمار وحث دول الحلف على إنهاء القيود على استخدام قواتها وطالب بمزيد من العتاد والاموال.

وحذر جونز في تقرير في كانون الثاني يناير من أن الحلف يواجه مأزقا استراتيجيا في أفغانستان ومن أنه "لا يحقق انتصارا في الحرب." ومطلوب اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة قوة الدفع المفقودة.وقال كرادوك ردا على سؤال عن قمة الحلف في بوخارست في الفترة بين 2 و4 أبريل نيسان "نظرا لانني متفائل دائما فإنني اتطلع الى أن توافق النتائج توقعاتي."واستطرد قائلا "أود أن أرى دفعة قوية... لسد الفجوة بين ما نحتاجه وما نملكه. أود أن أرى جهودا مستمرة لتقليص العقبات والقيود."كما ألح كرادوك على اعلان واضح للرؤية يمكن نقله للقوات على الارض " ليمكن من فهم للنية... وكيف يمكن لها تحقيق النجاح."

وزعم أن طالبان والمسلحين المتحالفين معهم يعملون في الفجوة بين الموارد المتاحة للحلف والموارد التي ينبغي أن يمتلكها.وقال "لنقضي على تلك الفجوة ولنحرمهم من الفضاء الذي يتحركون فيه. واذا لم يكن لديهم فضاء يعملون منه سيصبحون بلا تأثير وسنرى تحسينات كبيرة في وضعنا الامني."وطالب كرادوك الدول بتقديم مزيد من العتاد وطائرات الهليكوبتر وطائرات الاستطلاع وجنود ومدربين لتدريب الجيش الوطني الذي يتطلع حلف الاطلسي لان يضطلع في وقت لاحق بجميع المهام الامنية.

وبينما يبلغ قوام الجيش الافغاني في الوقت الحالي 50 ألف جندي فانه أقل بكثير من قوته المستهدفة التي تزيد على 80 ألفا كما يعاني نقصا في العتاد والمدربين.ويغطي حلف الاطلسي فقط 33 مجموعة للتدريب من أصل 71 مجموعة وبينما يزعم أن القوة الافغانية قادرة على نحو متزايد فان المناورة التي شهدها كرادوك في اقليم قندوز الشمالي أوضحت بشكل مؤلم مدى العجز في العتاد الاساسي.

وأشار كرادوك الى نجاح مشروعات توفر وظائف نفذتها الولايات المتحدة في الشرق وممولة بمبلغ 200 مليون دولار من الاموال التي قدمتها الولايات المتحدة في العام الماضي.وقال ان هذه المشروعات ساعدت على توجيه الشباب بعيدامن العمل المسلح وبينما اعترف أن بعض الدول لا تملك أموالا كثيرة تابع قائلا "اعتقد أن بعض الدول في حاجة لان تدقق في ماهية أولوياتها."

وتشير استطلاعات الرأي الى أن تأييد الافغان للقوات الدولية لا يزال مرتفعا رغم تراجع في العام الماضي نظرا لتزايد أعداد الضحايا المدنيين في الهجمات الجوية مع اشتداد حدة القتال.لكن كثيرا من الافغان شككوا منذ فترة طويلة في ضخ الاموال عن طريق المنظمات الدولية والمقاولين وشكك البعض في الحكمة من ضخ مليارات الدولارات في قوة دولية كبيرة لمحاربة المسلحين.

وقال عبد الله أميني المستشار الثقافي لقائد قوة المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف الاطلسي ان الحكومة الافغانية تدعو منذ فترة طويلة الى تمويل جيش أكبر.ومضى يقول "اذا كان لدينا جيش وطني أفغاني قوامه 100 ألف جندي في الوقت الحالي فاننا لن نحتاج الى 40 ألفا أو 50 ألف جندي أجنبي في أفغانستان." وتابع قائلا "اذا كنا ننفق 100 دولار في اليوم على الجندي الاميركي أو الجندي البريطاني فان خمسة دولارات ستكون كافية بشكل جيد للجندي الافغاني."

وأضاف أميني "الشعب الافغاني سيحارب بشكل أفضل بكثير من الجنود الدوليين انه يعرفون كل جبل وكل واد وهم يعرفون شعبهم.. ومن العدو ومن ليس عدوا."وتساءل "في الوقت الحالي لدينا جيش أفغاني قوامه 60 ألف جندي ولكن هل لدينا ولو اثنتين من طائرات الهليكوبتر؟"وقال "اذا كان المجتمع الدولي يريد حقا انقاذ جنوده وانفاق أمواله بحكمة يتعين عليهم دعم قوات الامن الافغانية... ذلك سيكون أكثر نفعا من ارسال مزيد من الجنود للبلاد."

وقال ريموند دوبوا وهو مستشار سابق لوزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد وهو الان محلل كبير في مركز الدراسات الامنية والاستراتيجية في واشنطن ان الالتزام الاجنبي تجاه أفغانستان يجب أن يكون طويل الاجل.وقال بعد أن رافق كرادوك في زيارته لافغانستان "اذا نجحنا في أفغانستان... فستكون هناك منافع كبيرة ليس لافغانستان وحدها وانما للمنطقة."وأضاف "لا يمكن الانسحاب من هذا البلد .. استراتيجيا أوسياسيا أوعسكريا."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف