أخبار

محطات "ثقيلة" تنتظر لبنان الأسبوع المقبل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: بإستثناء المعارك العنيفة التي دارت ليل أمس داخل مخيّم عين الحلوة بين عناصر من حركة "فتح" وآخرين من تنظيم "جند الشام" وإستخدمت في خلالها الأسلحة الفردية والصاروخية على خلفية تسليم الأولى عنصراً مطلوباً من الثاني الى الجيش اللبناني، وباستثناء السجال الذي استجدّ بين الرئيس نبيه بري والأمانة العامة لقوى "14 آذار" حول فتح أبواب ساحة النجمة أمام النواب، يمكن القول ان البلاد تعيش فترة أعياد مع كل ما تحمل هذه الكلمة من معان سامية وسماوية من المرجح أن تستمرّ حتى الإثنين المقبل حيث سيكون لبنان أمام محطة مهمة وثقيلة تتمثل بالذكرى الأربعين لاغتيال عماد مغنية وما يمكن أن يعلنه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خلال المهرجان الذي يقيمه الحزب بعد الظهر في مجمع سيد الشهداء، وهو الذي تحدث بنبرة خطابية تحمل الكثير من التهديد والتحدي في تشييع شهيده عن حرب مفتوحة مع اسرائيل داخل الحدود اللبنانية وخارجها.

والاسبوع الذي سيبدأ لبنانياً بامتياز، سينتهي سورياً وبامتياز أيضاً، حيث موعد القمة العربية في ظل محاولات دمشق الحثيثة لحشد أكبر عدد ممكن من الزعماء والقادة بغية إنجاحها، في حين لا يزال لبنان يتريث في اعلان موقفه النهائي من المشاركة بانتظار جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل لحسم هذه المسألة سلباً أم ايجاباً في ضوء المعلومات التي تتسرب عن ضغط كبير من قوى الموالاة على الحكومة لعدم المشاركة في قمة دمشق لأن المشاركة في حال حصولها هي بمثابة "صك براءة" للنظام السوري تجاه كل ما اقترفه بحق لبنان من اغتيالات وتعطيل لمؤسساته الدستورية وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية وإبقاء البلاد في فراغ وجمود أطول فترة ممكنة. وفي هذا السياق حكم على الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الثلثاء المقبل بالإعدام سلفاً وبدا واضحاً من تصريحات الأكثرية والأقلية على السواء أنه لن يكتب لها الحياة وستنضمّ بالتالي الى سابقاتها الى أرشيف سجل المجلس النيابي بانتظار الدعوة الى جلسة جديدة، ويبقى السؤال الكبير والمخيف: الى متى؟

وفي هذا الاطار افادت مصادر حكومية صحيفة "النهار" ان لا جديد في الاتصالات العربية المتصلة بمساعدة لبنان على اجتياز مأزق الانتخابات الرئاسية وخصوصا تلك التي اجريت مع دمشق. في المقابل ذكرت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ"الحياة" ان أي اتصالات ثنائية بين القاهرة ودمشق لم تتم الى الآن لحل الازمة اللبنانية، مشيرة الى أن رأي سوريا إزاء الحلحلة يقدّم مباشرة الى المعنيين في لبنان وليس الى أي طرف آخر. وأضافت المصادر ان دمشق ترفض منطق الاشارات غير المباشرة، مؤكدة "فشل اي محاولة لتحميلها مسؤولية عدم التوصل الى حل للازمة".

أما صحيفة "السفير" فنقلت عن اوساط دبلوماسية ان ثمة جهداً واضحاً من قبل الولايات المتحدة للضغط على بعض الزعماء العرب لعدم حضور القمة، او تخفيض مستوى الحضور، وأن هذا الأمر ينطبق أيضا على بعض الضيوف الأجانب، وهو ما يشكل عاملا إضافيا لدى دمشق لعدم الخوض في الأسماء التي أكدت حضورها الى القمة. واعتبرت الأوساط الدبلوماسية "الموثوقة" ان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني قد أضاف جهوده الى جهود بعض المتضررين من قمة دمشق فحرّض بعض من يستمع الى نصائحه بضرورة خفض المستوى إذا كان لا مناص من الحضور.

من جهتها علمت صحيفة "المستقبل" أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي لن يحضر إلى بيروت قبل موعد جلسة المجلس النيابي في 25 الجاري المحدّدة لانتخاب رئيس الجمهورية، سيتوجه إلى دمشق الأربعاء المقبل حيث سيرأس اجتماعات اليوم الثاني من التحضيرات للقمّة العربية على مستوى الموظفين الكبار. كما سيرعى الاجتماع التحضيري للقمّة على مستوى وزراء الخارجية العرب في 27 الجاري، الذي سيضع مشروع مقررات القمّة. ومن المقرر أن يجري موسى على هامش أعمال القمّة لقاءات ثنائية أو ثلاثية وأخرى موسعة مع القادة الذين سيشاركون ومع وزراء خارجية عرب يحضرون القمّة. وسيكون الموضوع اللبناني والعلاقات اللبنانية ـ السورية وفقاً للمقررات الأخيرة للجامعة على رأس أولويات اهتماماته.

"عكاظ": مصر توقف اتصالاتها مع سوريا حول لبنان

الى ذلك نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت قولها "أن مصر اوقفت الاتصالات مع سوريا في ما يتعلق بالازمة اللبنانية والسعي لانتخاب رئيس قبل القمة العربية في دمشق". وقالت المصادر "ان الموقف السوري لم يطرأ عليه أي تعديل، وكما يبدو ان مسألة المشاركة اللبنانية او عدمها في القمة باتت في ملعب الحكومة اللبنانية والتي أبلغ رئيسها فؤاد السنيورة من قبل عدة عواصم عربية ان للحكومة الحرية باتخاذ القرار الذي تراه مناسباً".

وفي الوقت الذي بدأت فيه قوى "14 آذار" بالتحضر لمواجهة عملية للواقع السياسي ما بعد قمة دمشق إن عبر مسألة ترميم الحكومة او عبر تفعيل عمل مجلس النواب، بدأت المعارضة بالترويج لإمكانية حصول تسوية ما في القمة او من خلال حركة سياسية يقوم بها رئيس البرلمان نبيه بري بعد القمة. واعرب الوزير المستقيل طراد حمادة عن امله أن تكون القمة فرصة لإعادة تعويم المبادرة العربية وتجديد تفويض عمرو موسى لإيجاد حل للازمة.

من جهتها، صعدت قوى "14 آذار" باتجاه الرئيس نبيه بري وإقفاله مجلس النواب، فدعا منسق الامانة العامة لـ"14 آذار" النائب السابق فارس سعيد كل النواب للنزول إلى المجلس والمطالبة من داخله بفتح أبوابه بشكل فوري. وقال ان "الدورة العادية لمجلس النواب افتتحت في 8 آذار 2008، وبالتالي هذا الموعد هو موعد ثابت دستوري وقانوني وعلى هيئة مكتب المجلس ورئيسه فتح أبوابه حتى يتسنى للنواب ممارسة حقهم الدستوري. وحذر سعيد من "ان استمرار الوضع كما هو عليه، أي إقفال مجلس النواب والاستمرار في الفراغ الرئاسي والتشكيك في الحكومة ينقل النقاش السياسي من داخل المؤسسات إلى خارجها وبالتالي ينذر بانفجار سياسي كبير في البلاد".

تشكيل حكومة مؤقتة في حال تعذر انتخاب سليمان

وقد أكد مصدر اميركي ان "الازمة الرئاسية اللبنانية كانت في قلب المحادثات التي جرت بين نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني والعاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز في مزرعته في الجنادرية من دون ان تكون الموضوع الوحيد او في درجة الالحاح، مثل رفع انتاج النفط السعودي اليومي لدعم الاقتصاد الاميركي الذي يمر في اسوأ ازمة في الوقت الحاضر وملف ايران النووي والتقارب السعودي - الايراني".

ولفت المصدر الأميركي لصحيفة "النهار" الى ان الجانبين متفقان على ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي في الموعد الـ17 لجلسة مجلس النواب وفقاً لما حدده بري لانتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية". ونقل هذا المصدر عن الجانبين انهما أعربا عن قلقهما حيال التأجيل المفتوح زمنياً والذي يزيد في الاحتقان السياسي الداخلي ويعرض البلاد للمزيد من التطورات السلبية، ليس السياسية والاقتصادية بل الامنية ايضاً.

وشدد على "ضرورة انتخاب سليمان رئيساً للجمهورية ليتولى بدعم عربي اكمال تنفيذ المبادرة العربية من خلال تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع بادارته الحوار لمعالجة مسألة الشراكة السياسية التي تركز عليها المعارضة". واشار الى انه "في حال تعذر انتخاب سليمان، يجب الانتقال الى مرحلة جديدة بتشكيل حكومة مؤقتة للاستمرار في مناقشة الشراكة السياسية التي تطالب بها المعارضة". واكد "ان الجانبين اتفقا على استعمال كل طرف امكاناته لاقناع المعارضة والموالاة بادراك خطورة ابقاء الفراغ الرئاسي واتجاه لبنان الى مزيد من انهيار مؤسساته الدستورية بتعميم الفراغ العام".

مصادر سورية: ضرورة التعاطي مع المبادرة العربية كسلة متكاملة

بدورها أكدت مصادر سورية رفيعة المستوى لصحيفة "الحياة" أن أي اتصالات ثنائية بين القاهرة ودمشق لم تتم حتى الآن لحل الازمة اللبنانية، مشيرة الى أن "رأي سوريا إزاء الحلحلة يقدم مباشرة الى المعنيين في لبنان وليس الى أي طرف آخر". وقالت: "دمشق ترفض منطق الاشارات غير المباشرة، وإذا كانت لسوريا ملاحظات فإنها تقدم مباشرة".

وشددت المصادر على "فشل اي محاولة لتحميل دمشق مسؤولية عدم التوصل الى حل للازمة"، لافتاً الى أن "سوريا مثل اي دولة عربية أخرى، تتمنى حل الازمة اللبنانية وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية واتفاق الأطراف اللبنانيين على قانون جديد وعادل للانتخابات، لكنها تؤكد ضرورة التعاطي مع المبادرة العربية باعتبارها سلة متكاملة تتضمن ثلاثة عناصر من دون تجزئة وتقديم عنصر على آخر".

وجددت التأكيد ان القمة "تخص العرب جميعاً، وهناك مشاكل تواجه الامة العربية، ومشكلة لبنان واحدة من هذه المشاكل لكنها ليست الوحيدة، ويفترض في القمة ان تعالج جميع المشاكل الموجودة". وقالت: "منطق غير سليم ان يطلب حل المشاكل كشرط لحضور القمة. فسوريا دعت جميع الدول العربية، وهي ترحب بقدوم الجميع وتؤكد انها تريد القمة للتضامن كما يجب ان تكون". واعتبرت ان "اشتراط حل الازمة لعقد القمة او رفع التمثيل، نوع من الابتزاز".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الى متى ؟؟؟؟
F@di -

اللبنانيون ليسوا مهتمين اصلا بهذه القمة لأنها لا تقدم ولا تؤخر بل على العكس سلبياتها اكثر، وخاصة ان بعض العربان لم يدعموا لبنان اما خوفا او مسايرة لنظام الطاغية. على الحكومة اللبنانية توسيع الحكومة الحالية وإستبدال وزراء العمالة السورية بوزراء وطنيون ذات ولاء لبناني والعمل على إنتخاب رئيس ليس خاضعا لنظام الطاغية السوري