أخبار

مواطنو بوتان يتهافتون بحماس وقلق على أول إنتخابات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ثيمفو: إصطف مواطنو بوتان بملابسهم التقليدية في صفوف طويلة أمام مراكز الإقتراع يوم الإثنين للإدلاء بأصواتهم في أول إنتخابات برلمانية في تاريخ المملكة المنعزلة الواقعة في جبال الهيمالايا. وقال كثيرون ان قلوبهم تتقطع أسفا على تخليهم عن نظام الحكم المطلق لمليكهم المستمر منذ قرن لكن آخرين تحمسوا لفكرة الديمقراطية في أرض (التنين العاصف). وقالت تشيمي لام وهي موظفة عمرها 24 عاما كانت ترتدي سترة حريرية خضراء وتنورة طويلة تنسدل حتى كاحلها في مركز للاقتراع في مدرسة باتيسا الابتدائية المطلة على وادي ثيمفو الذي تكسوه أشجار الصنوبر "أنا سعيدة ومتحمسة وقلقة في نفس الوقت."

وذكرت تاندين بوانجمو وهي مدرسة عمرها 28 عاما انها تقف في الصف مع صديقتها منذ الساعة السابعة والنصف صباحا (0130 بتوقيت جرينتش) أي قبل ساعة ونصف من فتح مراكز الاقتراع. وقالت "نحن نشعر بحماس كبير للتصويت لان ذلك سيحدث فرقا كبيرا في بلادنا."

ويقول حزبا بوتان الرئيسيان انهما لم يطالبا قط بالديمقراطية لكن الفكرة كلها فرضت على البلاد من ملكهم الرابع المحبوب جيجمي سينجاي وانجتشوك الذي تنازل عن العرش لابنه قبل عامين. وناشد ملك بوتان الخامس جيجمي خيسار نامجيل وانجتشوك (28 عاما) الذي درس في اكسفورد المواطنين في بيان أصدره في مطلع الأسبوع ان يمارسوا حق الانتخاب والشعب البوتاني لا يتجاهل أمر ملوكه.

وبدت العاصمة ثيمفو مهجورة في اليومين الماضيين مع عودة كثيرين الى قراهم للتصويت. وبدت مراكز الاقتراع مكتظة يوم الاثنين بالناخبين. وقال كارما تشرينج (79 عاما) الذي كان يرتدي ملابس الرجال التقليدية في بوتان "نحن سعداء بأن تكون لنا السلطة والحرية في اختيار الحزب الذي نريد ان نصوت لصالحه". وتقع مملكة بوتان بين الصين والهند وتتمتع بقدر كبير من السلام الاجتماعي بين أغلبية سكانها البوذيين المحافظين لكن البعض يشعر بالقلق من ان تقوض طبيعة الديمقراطية هذا الانسجام. وقال نامجي تشرينج وهو نشط حزبي "نشعر ان الديمقراطية يجب ألا تأتي لبوتان. نحتاج الى عشر سنوات حتى يفهم الناس ذلك. حين كنا نتنقل من منزل الى منزل ومن قرية الى أخرى كان من الصعب جدا إقناع الناس."

وفي الوقت الراهن ستكون الديمقراطية مقيدة للغاية والتغيير السياسي تدريجي. وتضع انتخابات يوم الاثنين خال الملك الحالي في مواجهة أحد مستشاريه المخلصين. وشغل الاثنان منصب رئيس الوزراء تحت الحكم الملكي. وبرنامج الحزبين متطابقين تقريبا ويستند كل منهما الى "رؤية جلالة الملك" عن " إجمالي السعادة الوطنية" وهي فكرة تقول بأن النمو الاقتصادي يستند الى تحقيق التوازن بين احترام التقاليد والبيئة.

ويرأس حزب الشعب الديمقراطي سانجاي نيجدوب الذي زوج شقيقاته الأربع الى ملك بوتان الرابع. وقد يكسبه تاريخه كوزير للزراعة أصوات الفلاحين. أما حزب درك فيونسوم تشوجبا فيرأسه تيجمي ثينلي وهو رجل على دراية كبيرة بفكرة اجمالي السعادة الوطنية ويلقى شعبية بين الشبان في العاصمة. والانتخابات البرلمانية هي أحدث خطوة على طريق تحديث مملكة بوتان. ففي عام 1960 لم يكن بها طرق ولا مدارس ولا مستشفيات. واليوم أصبح التعليم والرعاية الصحية مجانا وغالبية القرى تصلها المياه والكهرباء وارتفع متوسط عمر المواطن من أقل من 40 عاما الى 66 عاما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف