رايس تسعى لإحراز تقدم في السلام مع جولة بوش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: تتوجه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للشرق الأوسط في مطلع الأسبوع القادم لمعرفة ما يمكن إحرازه من تقدم في مساعي السلام بين اسرائيل والفلسطينيين قبل زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش المتوقعة في مايو ايار القادم.
ولم يحقق بوش الكثير بعد مرور أربعة أشهر على الإعلان في أنابوليس بولاية ماريلاند عن استئناف محادثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين والسعي للتوصل الى اتفاق بشأن دولة فلسطينية قبل أن يترك بوش منصبه في بداية العام القادم.
وقال البيت الابيض يوم الخميس ان بوش دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى واشنطن لإجراء محادثات في أوائل مايو ايار في علامة على ما يبدو على أن الرئيس الاميركي يريد تسريع وتيرة التحركات الدبلوماسية.
وبدأت مفاوضات دبلوماسية بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وكذلك بين مرؤسيهما لكنها لم تتمخض عن شيء ملموس يشير الى حدوث تقدم.
كما لم يتحقق تقدم كبير في مسعى مواز لدفع الطرفين لاتخاذ خطوات ملموسة على الأرض لجعل اسرائيل أكثر أمنا ولتخفيف الكثير عن كاهل الفلسطينيين الذي يعانون من مئات من نقاط التفتيش وحواجز الطرق وغيرها من الحواجز في الضفة الغربية.
ويحجب هذه الجهود كلها الانقسام في صفوف الفلسطينيين بين حركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي سيطرت على قطاع غزة بالعنف في العام الماضي والتي تعلن رسميا التزامها بالسعي للقضاء على اسرائيل.
وقالت رايس منذ أسبوعين ان اسرائيل والفلسطينيين "لم يبذلا تقريبا ما يكفي" لتنفيذ خطة "خارطة الطريق" التي قدمت في عام 2003 لتحقيق السلام والتي تطالب اسرائيل بوقف كل النشاط الاستيطاني وتفكيك مواقع يهودية في الضفة الغربية وتطالب الفلسطينيين بكبح جماح النشطاء.
وقال مسؤول كبير في حكومة بوش "أحد الامور التي ستسعى رايس لاستشكافها... ما هو التقدم الذي يمكن احرازه وما هو تحديدا التقدم الملحوظ الذي يمكن إحرازه" في الاسابيع الستة التي تسبق زيارة بوش المتوقعة لاسرائيل بمناسبة ذكرى مرور 60 عاما على قيامها.
وتغادر رايس واشنطن يوم الجمعة متوجهة لاسرائيل حيث ستجتمع مع أولمرت ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك. وتنوي أيضا الاجتماع مع عباس في الاردن.
وباراك الذي حاول انجاز اتفاق للسلام عندما كان رئيسا للوزراء في عام 2000 لكنه فشل عامل مهم في تحديد أي تقدم يمكن تحقيقه على الأرض نظرا لنفوذه فيما يتعلق بانتشار القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية.
وقالت وزارة الدفاع الاسرائيلية هذا الاسبوع انها ستسمح بنشر ما يصل الى 600 من أفراد قوة الامن الفلسطينية الذين تم تدريبهم في الاردن في جنين وهي مدينة في الضفة الغربية تعتبرها اسرائيل منذ فترة طويلة مركزا لنشاط النشطاء الفلسطينيين.
وكانت القوات الفلسطينية بدأت أصلا في نشر دوريات في بلدات الضفة الغربية وقطاع غزة بموجب اتفاقية أوسلو للسلام في عام 1993 لكنها أجبرت على الانسحاب من الشوارع بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية العنيفة في عام 2000 عندما استعادت القوات الاسرائيلية السيطرة الامنية على المدن الفلسطينية.
وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي أعيد نشر القوات الفلسطينية في مدينة نابلس كبرى مدن الضفة الغربية في اطار خطة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لفرض القانون.
وقال المسؤول الاميركي الكبير "أجرت الوزيرة (رايس) عددا من المحادثات مع باراك... بشأن ضرورة السماح بانتشار هؤلاء الرجال (و) ضرورة معالجة مسألتي التنقل وحرية الوصول."
ومضى يقول "أحد الحوارات الاهم التي ستجريها هو الحوار مع باراك بشأن التقدم الذي سنشهده هناك."
وأضاف "اذا كانت نابلس لم تعد استثناء واذا نشرت قوات ( فلسطينية) في جنين واتفق الجميع... على أنه ناجح فمن الواضح على ما اعتقد أنه سيكون لدينا خطة لنشر قوات في المستقبل."
الا أنه أشار الى أنه من المرجح احراز تقدم ضئيل في المدى القصير فيما يتعلق بتخفيف شبكة نقاط التفتيش الاسرائيلية في الضفة الغربية التي تعد مصدرا لسخط عميق في أوساط الفلسطينيين ولها تأثير يصيب الاقتصاد الفلسطيني بالشلل.
وأضاف المسؤول "باراك قلق للغاية من هذا وكذلك الوزيرة (رايس) لانه اذا حدث خطأ وجرى تنفيذ تفجير انتحاري كبير فان عقارب الساعة في الواقع تعود للوراء." واستطرد قائلا "لذا فانه لا أحد يضغط على الاسرائيليين لتحمل مخاطر غير ضرورية. كل ما نطالب به هو اعادة تقييم... والسؤال حقا هو كم منها (نقاط التفتيش هذه) يمكن ازالتها بسهولة أو تقييد تأثيرها."
وقال دبلوماسي عربي كبير انه لا بد أن يظهر مسعى السلام الذي يقوم به بوش بعض العلامات على التقدم قريبا والا سيفقد كلا الطرفين الحماس.
وأضاف الدبلوماسي "كي يكون لانابوليس مصداقية من أي نوع يتعين علينا أن نقدم بحلول مايو بعض الادلة الايجابية على احراز تقدم في كل من القضايا السياسية وكذلك في القضايا المتعلقة بالحياة اليومية... والا فان الناس ستبدأ في فقدان الامل في العملية."