توالي الادانات العربية والاوروبية لبث فيلم الفتنة

بردو بري كرانيو: حصلت هولندا اليوم على دعم الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التي اعربت "بوضوح عن رفضها" لفيلم النائب الهولندي اليميني الذي يخلط بين الارهاب والاسلام.

واعتبر وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي المجتمعون في بردو بري كرانيو (سلوفينيا) السبت في بيان ان الفيلم "يخلط بين الاسلام والعنف".

واضاف الوزراء ان "ذلك الموقف مرفوض بوضوح"، معربين عن "دعمهم الكامل" للحكومة الهولندية التي اعربت رسميا عن "اسفها" لبث الفيلم.

وكانت سلوفينيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي حاليا، اعربت الجمعة عن استيائها من الفيلم الذي "يحرض على العنف". وكما كان يعلن منذ تشرين الثاني/نوفمبر، بث النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فيلدرز (44 سنة) فيلما قصيرا مدته 17 دقيقة ليثبت ما قال انه الجانب "الفاشي" من القرآن الذي طلب حظره.

وبات فيلم غيرت فيلدرز "فتنة" متوفرا على الانترنت منذ مساء الخميس، وهو شريط قصير يركز على الصلة بين الاسلام والعنف وقد شاهده حتى الآن ملايين الاشخاص.

ودعا الاتحاد الاوروبي السبت "كافة الحكومات الى بذل كل ما في وسعها لتفادي العنف والاعتداءات"، واضاف الوزراء ان "الشعور بالاهانة لا يبرر الاعتداءات او التهديدات".

لكن حتى الان لم تقع اي تظاهرة عنيفة ضد هولندا رغم الانتقادات العديدة التي اعربت عنها الدول الاسلامية. وفي معرض تطرقها بشكل عام الى العلاقات بين الاديان، اعلنت دول الاتحاد الاوروبي ان "المشكلة ليست في الدين بل في استخدام الدين ذريعة لاثارة الحقد وعدم التسامح".
ورغم ذلك اعتبر وزراء الخارجية ان الفيلم الذي بث على الانترنت "يندرج في اطار الحق في حرية التعبير التي يتمتع بها مواطنونا".

البرلمان اليمني يدين بث نائب هولندي فيلماً مسيئاً للإسلام

وكان البرلمان اليمني ادان اليوم بشدة بث الفيلم . واستهجن البرلمان، في بيان له، إصرار ويلتزر على بث الفيلم، الذي حمل عنوان "فتنة"، معتبرا ان العمل يعد عملا تحريضيا متعمدا للتمييز ضد المسلمين، واستفزازا غير مجديا لهم، وأنه يدعو الى العنف، والكراهية على أساس الدين، وإثارة الاضطرابات الاجتماعية.

ولفت إلى أن هذا "العمل المسيء غير مبرر وليس له اي صلة بحرية الرأي ولا بالممارسة الديمقراطية الحقيقية".

وأكد البرلمان على ضرورة احترام الأديان والمعتقدات الدينية ونشر قيم الحوار والتفاهم والتسامح المشترك بين الأديان والثقافات والحضارات والجماعات من دون المساس بالأديان السماوية أو الرسل والأنبياء أو الرموز الدينية.

وشدد على عدم استخدام حرية الرأي والتعبير والديمقراطية بصورة انتقائية ذريعة للإساءة إلى معتقدات الآخرين وللتحريض على الحقد والكراهية والفتن بين الشعوب.

وعبر البرلمان اليمني عن تقديره لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إدانة هذا الفيلم، داعيا الأمم المتحدة الى سن تشريع دولي يجرم أي إساءة إلى الأديان السماوية او الأنبياء والرسل وإخضاع المخالفين والخارجين عنها للمساءلة القانونية .

كما أعرب عن تقديره لخطوة رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكاننده وعدد من المسؤولين الأوروبيين الذين أدانوا هذا الفيلم وانتقادهم الشديد للأفكار المسبقة المقصودة التي تستهدف الأديان والشخصيات والرموز الدينية المقدسة.

رابطة العالم الإسلامي: فيلم 'فتنة' يهدف إلى إثارة الكراهية بين الشعوب

بدورها وصفت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي الفيلم المسيء للقرآن الكريم، بأنه عمل مستهجن يهدف إلى إثارة الكراهية والبغضاء والفتنة بين الشعوب.

وقال أمين عام رابطة العالم الإسلامي عبد الله بن عبد المحسن التركي في بيان له اليوم "إن الرابطة والهيئات والمراكز والمكاتب الإسلامية التابعة لها في العالم تستنكر إعداد الفيلم وبثه عبر شبكة الانترنت للإساءة للقرآن الكريم وبث المزاعم الباطلة حوله واتهام الإسلام بالتحريض على الإرهاب".

ووصف التركي، السعودي الجنسية، إعداد الفيلم بأنه يقصد محاولة تشويه القرآن الكريم وتنفير الشعوب الغربية من الإسلام "بعدما لحُظ الإقبال عليه"، مذكرا بأن "الافتراء على القرآن الكريم قديم وقد بدأ منذ نزوله على رسول الله" محمد.

وأكد أن "مواجهة الدس على القرآن والافتراء عليه تكون بالإقبال على حفظه وتدبر معانيه والحرص على التمسك بأحكامه"، مشيراً إلى أن المسلمين مطالبين بـ"العناية به وهم مطالبون اليوم باليقظة الشديدة لما يحاك من مؤامرات ضد الإسلام ومطالبون بالتمسك بكتاب ربهم ( القران الكريم)".

وأوضح أن "تعاون المسلمين في الذود عن دين الله العظيم وعن كتابه الكريم من الفروض الواجبة وأن بيان محاسن الدين لغير المسلمين واجب أيضا".

وأوضح أن "رابطة العالم الإسلامي تهيب بالمسلمين وحكوماتهم ومنظماتهم ووسائل الإعلام في بلدانهم لتحقيق أعلى درجات التعاون فيما بينهم للتعريف بالإسلام والاعتزاز بكتابه .. دونما حرج".

وقال التركي إن الرابطة "تطالب الحكومات والمنظمات الإسلامية الرسمية منها والشعبية ببذل الجهود المشتركة في الدفاع عن القرآن وتعرية محاولات الأعداء وفضحها لتعرف الشعوب الأخرى صلابة المسلمين في الدفاع عن كتاب ربهم".