أخبار

تغيرات في المؤسسة العسكرية الروسية تمهد لعهد مدفيديف

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فالح الحمراني من موسكو: على الرغم من ان وزارة الدفاع نفت وجود انقسامات حادة داخل النسق الاعلى للمؤسسة العسكرية الروسية، الا ان المراقبين العسكرين الذين يعرفون ما يدور وراء الكواليس التي يلفها الصمت، يشيرون الى عكس ذلك.

واشارت اسبوعية " الاستعراض العسكري" الى جملة من الحقائق التي تبرهن على ان الخلافات بين هيئة الاركان العامة ووزير الدفاع مازالت قائمة وان الجهود تبذل من اجل التستر عليها او تسويتها بهدوء. وتتمحور الخلافات بين مختلف الاجنحة حول طبيعة الاصلاحات التي ينوي وزير الدفاع اناطولي سيرديكوف اجراؤها في المؤسسة العسكرية الروسية على الرغم من معارضة الجنرالات خاصة من الحرس القديم، لها.

وتشير الدلائل الى ان اول التغيرات التي سيبدأها الرئيس الروسي المنتخب دميتري ميديفيديف ستطول المؤسسة العسكرية الروسية، وقد تنسحب ايضا على مفردات النظرية العسكرية بمجملها. ويلوح ان روسيا بصدد تفريغ خطابها العسكري من المفردات الحادة، والتخلص من القيادات العسكرية التي ترى بتصعيد المواجهة العسكرية مع الغرب الاسلوب الوحيد للتفاهم وتسوية الخلافات. وثمة مؤشرات على ان موسكو في عهد مدفيديف ستسعى للتفاعل والتفاهم لا للمواجهة مع البنى العسكرية الغربية لادراكها بان اقتصادها الهش غير قادر على تحمل سباق تسلح جديد، وان عود قواتها المسلحة لم يشتد بعد الازمة التي تعرضت لها خلال العقد السابق. وضمن هذا التوجه بدأت موسكو تتحدث عن احتمال التفاهم مع اميركا على نشر أجزاء الدرع الصاروخي باوروبا، والمضي شوطا أبعد بالتعاون مع الناتو في أفغانستان ومد جسور التفاعل بين الاطلسي ومنظمة الامن الجماعي التي تدور عمليا في فلكها.

(إقالات)...

وستطول اول التغيرات في المؤسسة العسكرية الروسية هيئة الاركان العامة. ونقلت وكالة الانباء الروسية عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الروسية تأكيده أن الجنرال يوري بالويفسكي سيغادر منصبه كرئيس لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية في نهاية أيار (مايو) اي بعد ان يستلم ميدفيديف رسميا منصبه رئيسا لروسيا . وتشير معلومات صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى أن الجنرال بالويفسكي تقدم بطلب الاستقالة قبل ثلاثة أسابيع.

وبدأ الحديث عن استقالة بالويفسكي بحلول العام الجاري عندما أكمل بالويفسكي سن الـ61 وتجاوز بالتالي سن الإحالة على المعاش (60 عاما).

وأرجعت مصادر إعلامية سبب تقدم الجنرال بالويفسكي بطلب الاستقالة إلى خلاف بينه وبين وزير الدفاع اناتولي سيرديوكوف الذي يعتمد - بحسب رأي بالويفسكي - على نصائح مستشاريه المدنيين من رجال الأعمال ومديري الأعمال في حين يرى بالويفسكي ضرورة أن تلعب هيئة الأركان العامة الدور الرئيسي في صنع قرارات وزير الدفاع.

والمعروف ان بايلوفسكي وهو من الحرس القديم في وزارة الدفاع وكان رئيس المفاوضين في مباحثات تخفيض الاسلحة الاستراتيجية مع اميركا، يطلق بين الحين والاخر التصريحات النارية التي تثير مخاوف الغرب وتصعد المواجهة. وان هذا الخطاب بات يتناقض مع مؤشرات التوجهات الجديدة لدى القيادة الروسية التي تتلمس ان الغرب بات ياخذ بالاعتبار القلق الروسي من مجمل القضايا الخلافية. ويقول بالويفسكي في آخر تصريح له :إن اميركا تروم تحصين نفسها وتفرض سيطرتها الإستراتيجية على العالم وتسعى إلى المحافظة على وتيرة الإنتاج الصناعي الأميركي بإنتاج ما يحتاجه مشروع الدرع الصاروخي. ويؤكد مسؤولون في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن روسيا ستخطط لاستخدام القوة ضد منشآت تابعة لمنظومة الدرع الصاروخي الأميركية في شرق أوروبا إذا رأت أن هذه المنظومة تمثل تهديدا لأمنها.

(الجناح الاخر)...

في غضون ذلك يرى الجناح الاخر وجود مؤشرات ايجابية في موقف واشنطن بما في ذلك في قضية نشر اجزاء الدرع الصاروخي.و أعرب سيرغي أوزنوبيشيف، مدير معهد التقييمات الاستراتيجية (موسكو) عن الثقة في أن المفاوضات الروسية الأميركية بصيغة "2 + 2" (وزراء خارجية ودفاع البلدين) التي شهدتها موسكو مؤخرا جرت بروح بناءة وساعدت على تخفيف التوتر المتعلق بمشروع نشر الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية.

وشكل اعتراف الجانب الأميركي بشرعية القلق الروسي من نشر الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية، حسب قول أوزنوبيشيف، نتيجة هامة أخرى للمفاوضات. وأضاف أنه "طرحت على هذا الاتجاه عدة مقترحات، وبالتحديد، لربما ستنصب أجهزة تحسس وتسجيل في منشآت المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ، ولربما سيتواجد خبراء وضباط روس فيها".

وقال الخبير إنه " لربما ستكون دورة رادار الدرع الصاروخي بشكل بحيث لا تنشأ لدى روسيا شكوك في أنه يكشف أراضيها".

وقالت روسيا انها على استعداد للمضي شوطا ابعد في التفاعل مع الناتو على الساحة الافغانية، وليس الاكتفاء بالموافقة على مرور قوافله لافغانستان عبر أراضيها، وأكدت الاستعداد للمشاركة بنقل المعدات العسكرية والقوات الذاهبة الى هناك، ودعت للتعاون بين الاطلسي ومنظمة معاهدة الامن الجماعي التي تدور بفلكها. وكل هذا يتناقض وخطاب الجنرالات من الحرس القديم الموجه للغرب، وبرنامج تحديث روسيا وتعزيز اقتصادها الذي وعد به مدفيديف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف