أخبار

باكستان: لا إجماع حول إلغاء قانون العقوبات القبلية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إسلام آباد، كراتشي: يبدو ان الالغاء المرتقب لقانون العقوبات الخاص بالمناطق القبلية المتاخمة لافغانستان والذي اعلنه رئيس الوزراء الباكستاني الجديد يوسف رضا جيلاني السبت لا يحظى بالاجماع، على اساس احترام تقاليد هذه المناطق غير الخاضعة للسلطة المركزية.ووضع البريطانيون القانون المتعلق بالمناطق الحدودية القبلية في باكستان في 1849، غير انه عرضة لانتقادات حادة من المدافعين عن حقوق الانسان، الذين يدينون مبدا المسؤولية الجماعية التي تتحملها قبيلة عن اعمال احد افرادها، او المركز المتقدم المعطى حكما لمجلس اعيان القبائل، او السلطة القضائية المطلقة التي يمنحها "لموظف سياسي" تعينه الدولة ويكلف الحفاظ على النظام في هذه المناطق.

وياتي اعلان رئيس الوزراء فيما تشهد المناطق القبلية الماهولة بالبشتون الذين لديهم اقارب يقطنون الجهة الافغانية من الحدود، موجة عنف منذ لجوء مئات المقاتلين الاسلاميين المرتبطين بالقاعدة وبطالبان اليها اثر طردهم من افغانستان.

وقال المتحدث باسم طالبان مولوي عمر "لقد كسب رئيس الوزراء قلوب سكان المناطق القبلية باعلان عزمه على الغاء قانون العقوبات الخاص بالمناطق القبلية".واضاف "الا ان على الحكومة ان تعلن فورا تطبيق الشريعة الاسلامية للتجاوب مع ارادة سكان هذ المناطق".

ويتعرض "قانون تنظيم الجرائم" لانتقادات حادة من الاسلاميين الذين يعتبرون انه يتنافى والشريعة.واعرب المسؤول عن تنظيم الجماعة الاسلامية في منطقة مهمند القبلية عن ترحيبه بالقرار.وصرح "انه مطلب قديم لسكان المنطقة. فالالاف من افراد القبائل اودعوا السجن بشكل تعسفي بموجب القانون الذي يعود الى حقبة الاستعمار البريطاني".

وافاد شهود ان بعض السكان اعربوا في شوارع ولاية وزيرستان الجنوبية عن ابتهاجهم بهذا القرار.غير ان ردود الفعل تفاوتت احيانا، فاعرب البعض عن الخشية من اختفاء قانون يحترم تقاليد القبائل.وصرح احد اعضاء لجنة مهمند المحلية حاجي محمد علي (38 عاما) المعارض لتغيير جذري كهذا "عوضا عن الغاء +قانون الجنايات في المناطق الحدودية+ ينبغي تعديله. اخشى ان يلغى النظام القبلي بالكامل في النهاية".واضاف "ونجهل باي تشريع سيتم استبداله".

من جهته اعلن الموظف السابق في المناطق القبلية رستم شاه محمد ان تعزيز المبادئ القبلية وحده كفيل بوقف العنف.وقال "عندما يتم اضعاف مؤسسات اثبتت جدارتها مع الوقت، يؤول الامر الى الفوضى"، منتقدا في دراسة تحت عنوان "فهم التمرد في المناطق القبلية" سيطرة الجيش على حساب "الموظف السياسي"، الذي تسميه الدولة.واوضح "ان الموظف السياسي واحد من افراد القبائل. وهو يفهم نمط حياتهم اكثر من اي شخص اخر ومن دونه يشعر افراد القبائل انهم منعزلون. بالتالي قد تؤدي مشاعر الياس والعزلة الى العنف".

وارسل الجيش الباكستاني حوالى 90 الف جندي الى المناطق القبلية لاستعادة السيطرة عليها، حيث يقطنها حوالى3.18 ملايين نسمة بحسب احصاء عام 1998. وقتل في المناطق تلك حوالى 1000 جندي وعدد مماثل من المقاتلين الاسلاميين ومئات المدنيين منذ العام 2003.

تعزيز الامن حول المباني الهولندية في كراتشي

على صعيد آخر عززت السلطات الباكستانية الامن حول قنصلية هولندا والمباني التي تضم شركات هولندية في مدينة كراتشي (جنوب) بعد بث نائب هولندي لفيلم معاد للاسلام على الانترنت.وكان وزير الخارجية الباكستاني استدعى السفير الهولندي في اسلام اباد الجمعة للاعراب له عن "ادانة (السلطات) الشديدة" لبث النائب الهولندي غيرت فيلدرز فيلمه.وصرح عارف احمد خان المسؤول في ولاية السند التي تعتبر كراتشي عاصمتها لوكالة فرانس برس الاحد "عززنا الامن حول القنصلية والشركات الهولندية في كراتشي".واضاف "نصحنا موظفي القنصلية بتجنب الظهور قدر الامكان وتجنب التنقل بلا داع".

كما تلقت مصلحة الاتصالات الامر بمنع الدخول الى مواقع الانترنت التي تبث الفيلم "المجدف"، بحسب هذا الموظف الرفيع المستوى.

ونظم الاحد ما لا يقل عن ثلاثة تجمعات تدين بث الفيلم في كراتشي احرقت فيها دمى تصور غيرت فيلدرز واعلام هولندية بحسب شهود.وبث النائب الهولندي اليميني المتطرف فيلدرز الخميس فيلمه "فتنة" على الانترنت، وهو فيلم قصير يدمج صور اعمال عنف او اعدام في دول مسلمة بسور قرانية. وصرح فيلدرز انه اراد للفيلم ان يثبت ان القرآن كتاب "فاشي".والشهر المنصرم، عطلت باكستان عن غير قصد دخول الى موقع تبادل الافلام يوتيوب طوال ساعتين في كل انحاء العالم عندما حاولت حظر الدخول اليه داخل اراضيها لانه كان يعرض الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية للنبي محمد.

ونشرت 17 صحيفة دنماركية باسم حرية التعبير والتضامن في شباط/فبراير، احد تلك الرسوم بريشة رسام استهدفه مخطط لقتله تم احباطه.واثارت تلك الرسوم للنبي محمد موجة من الغضب والعنف في العالم الاسلامي في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2006 ادت الى مقتل خمسة اشخاص في باكستان خصوصا.كما عرض رجل دين باكستاني مكافأة من مليون دولار وسيارة جديدة الى كل من يقتل احد رسامي الكاريكاتور المعنيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف