قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: لعل الحكاية أشبه ما تكون بكذبة نيسان، لا سيما وأن الجد يختلط بالهزل على صفحات الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء، والتي تفرد مساحات واسعة للعديد من القصص والتقارير عن "النكات" و"الأكاذيب" التي يتفنن البريطانيون باختراعها وروايتها في مثل هذا اليوم من كل عام. في الصورة تظهر امرأتان جميلتان إلى جانب زوجيهما: كارلا بروني-ساركوزي، زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بابتسامة الدلال والرضا التي طالما ميزتها، وسارة براون، زوجة رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون، التي تسعى هي الأخرى لإثبات أنها تحظى بمسحة لا بأس بها من الأناقة والجمال. أما الحكاية، فتقول إن براون "قد عين سيدة فرنسا الأولى في منصب جديد تلعب فيه دور رأس الحربة في مبادرة حكومية بريطانية ترمي إلى إضفاء المزيد من الذوق والسحر والفتنة على الحياة البريطانية !" وعلى ذمة صحيفة الجارديان الصادرة اليوم، فإن براون يسعى من خلال المبادرة الجديدة لاقتناص الفرصة لكي يعطي دفعا جديدا لمبادرته التي أطلق عليها "حكومة لجميع المواهب"، وذلك من خلال تسخير "الانفجار الوطني وظاهرة الجنون والوله بكارلا"، التي جعلت من سيدة فرنسا الأولى المرافقة لزوجها في زيارة الدولة التي يقوم بها حاليا إلى بريطانيا، أشبه ما تكون بالأميرة ديانا الجديدة. يقول تقرير الجارديان إن براون سيعلن رسميا عن تعيين كارلا في المنصب الجديد خلال الكلمة التي سيلقيها يوم غد الأربعاء في المعهد الفرنسي الواقع في منطقة ثاوث كينسينغتون في العاصمة البريطانية لندن. وتقطتف الصحيفة من الكلمة المسربة إليها، والتي قالت إن براون سيلقيها في المناسبة، قوله: "لقد عانت بريطانيا طويلا من عقدة نقص تجاه بقية دول البر الأوروبي مثل فرنسا وإيطاليا اللتين يُنظر إلى مواطنيها على أنهم أكثر اهتماما بالأزياء والأناقة والذوق الرفيع." ويتابع التقرير نقله لكلمات براون المنظرة إذ يقول: "أريد أت تكون بريطانيا الآن وفي المستقبل مرتعا للذوق الرفيع والحس والدقة التي يجب أن تكون حقا مكتسبا يتمتع به العديد ولا يكون حكرا على النخبة، سواء تعلق الأمر بالأزياء أو الطعام أو الشراب أو الاهتمامات الثقافية." ويتابع التقرير قوله أن كارلا، عارضة الأزياء السابقة الإيطالية المولد والبالغة من العمر 40 عاما، ستنتقل بالفعل إلى العاصمة البريطانية حيث ستمكث لمدة ثلاثة اشهر بدءا من شهر يونيو/ حزيران المقبل، ومن المتوقع أن تنتقل جيئة وذهابا بين باريس ولندن عبر قطار اليورو ستار. وتنقل الصحيفة عن أحد مساعدي براون قوله إن كارلا ستركز جهودها في البداية على تطوير الذوق والحس البريطاني في مجال اللباس والطعام، كما ستبني جهودها على تسخير الافتراض الواسع الانتشار في أوساط البريطانيين والقائل إن الفرنسيين والإيطاليين يتمتعون بـ "حياة جنسية أكثر إثارة." وطالما كان الحديث عن نيسان ونكات وأكاذيب اليوم الأول منه، فلا بد لمن يطالع الثلاثاء أن يأتي على العديد من التحقيقات والتعليقات التي تتناول الموضوع، ومن بينها تحقيق في صحيفة التايمز بعنوان "أشهر عشرة أشخاص اشتهروا باختراح الخدع والأكاذيب في مطلع نيسان عبر التاريخ"، ومنهم هوريس دو فير كول وهنري دو لا بوير بيريسفورد وإليزابيث بارسونس. أما صحيفة الديلي تلجراف، فقد نشرت تحقيقا ذا صلة بالموضوع يتحدث عن الحكم بالسجن على البريطاني ديفيد ماسون، البالغ من العمر 57 عاما، بسبب إدانته "بالإدمان" على تقديم البلاغات الكاذبة لسلطات الطوارئ في البلاد على الرقم 999 على مر العقود الأربعة الماضية. يقول تقرير الديلي تلجراف إن ماسون اعتاد على الاتصال بالشرطة والإطفاء والإسعاف وإبلاغهم بحوادث مزعومة ووجود قنابل معدة للانفجار أو عن إخبارهم بوقوع حوادث سيارات وقتل أو وتعرض أطفال أو مسنين لأمور خطيرة لم يقع أيا منها بالفعل. ويضيف التقرير أن قمة المتعة عند ماسون كانت عندما يسمع صوت سيارات الشرطة أو الإسعاف أو الإطفائيات أو يرى أضوائها تلمع وتتلألأ وهي قادمة من بعيد باتجاه "الحادث الكاذب" الذي كان قد أبغ هو عنه. وبالانتقال إلى قصص الواقع، نقف عند موضوع التحقيق الرئيسي في صحيفة الإندبندنت، والذي جاء على كامل صفحتها الأولى واحتل مساحات واسعة في الصفحات الداخلية. العنوان الرئيسي جاء مختصرا بكلمتي "الكساد العظيم"، وفي العنوان الفرعي نقرأ عبارة: الولايات المتحدة الأميركية عام 2008. يتحدث تحقيق الإندبندنت، الذي توسطته صورة كبيرة لطابور طويل من الأشخاص الذين راحوا ينتظرون أملا بالحصول على قسائم (كوبونات) الحصص التموينية، عن آخر تطورات المشاكل الاقتصادية الأميركية المرتبطة الناجمة عن أزمة الرهن العقاري التي تشهدها البلاد حاليا. يقول التحقيق: "إن الحصص الغذائية هي رمز للفقر في أميركا. أما في عهد أزمة الرهن العقاري، فقد قفذ عدد الأميركيين الذين سيعتمدون هذا العام على مثل تلك الكوبونات من أجل البقاء إلى 28 مليون شخص وذلك من 26.5 مليون شخص عام 2007، الأمر الذي يُعد مؤشرا على أن أغنى اقتصاد في العالم يواجه حقا أزمة اقتصادية كبيرة." وفي تقريرها المنشور في الصفحات الداخلية لمراسلها في العاصمة الأميركية واشنطن، روبيرت كورنويل، نقرأ: "بشكل أو بآخر، وُجدت الحصص الغذائية التي تُوزع على الفقراء في أميركا منذ عام 1939، وذلك قبل أن تأخذ صيغتها الراهنة وفق قانون الحصص الغذائية الصادر عام 1964 في عهد الرئيس جونسون كجزء من برنامج إدارته حينذاك، والذي عُرف باسم الحرب على الفقر." إلا أن مستوى الفقر الذي تشهده بعض المدن الأميركية والمناطقة النائية في الوقت الحالي، يتابع التقرير، تُظهر أن معدلات الفقر يمكن أن تصل إلى مستويات قياسية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وفي تقرير آحر لمراسل الصحيفة في نيويورك، ديفيد أوزبورن، تقول الإندبندنت إن الازدياد المضطرد في عدد المنازل التي يفقد أصحابها ملكيتها بسبب عجزهم عن تسديد أقساطها، بالإضافة إلى فقدان المزيد من الوظائف وارتفاع أسعار السلع الأساسية، قد زاد الأمور تفاقما وأدى إلى عتماد الأميريكين بشكل متصاعد على برنامج الحصص الغذائية من أجل إعالة أسرهم. أما الثري المصري محمد الفايد، صاحب محلات هارودز الشهيرة في قلب لندن، فبالتأكيد لم ينصب اهتمامه وتفكيره أمس واليوم على قضية "الكساد الكبير" أو التفكير بالحصص الغذائية، بل لربما شغلته أكثر الضربة التي تلقاها يوم أمس بشأن تطورات سير التحقيق بمقتل ابنه دودي وصديقته الأميرة ديانا في حادث سيارة في العاصمة الفرنسية باريس عام 1997. فقد استبعدت الهيئة القضائية التي تحقق بمقتل ديانا ودودي، برئاسة القاضي سكوت بيكر، أن يكون للأمير فيليب، دوق إدنبرا وزوج ملكة بريطانيا إليزابيت الثانية، أو لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية إم آي 6، أي دور في ما اعتبره محمد الفائد دوما مؤامرة لقتل ابنه وصديقته، الزوجة السابقة لولي العهد البريطاني الأمير تشارلز. وقد احتلت تطورات التحقيق بقضية مقتل ديانا ودودي مساحات واسعة من تغطية صحف الثلاثاء التي تناولت إعلان القاضي بيكر بالكثير من النقد والتحليل والتغطية الإخبارية المفصلة. ففي تقرير في صحيفة التايمز بعنوان "المحقق يستبعد مؤامرة بمقتل ديانا"، نقرأ أن تلك النظرية التي أطلق لها الفايد العنان قبل أكثر من عقد من الزمن قد تم استبعادها يوم أمس الاثنين بشكل نهائي وشامل. ويركز التحقيق على قول المحقق بأن نتيجة الاستماع إلى أقوال أكثر من 250 شاهد في التحقيق، الذي كلف دافعي الضرائب البريطانيين أكثر من 10 ملايين جنيه إسترليني، فقد تقرر أن "لا دليل يدعم صحة مزاعم الفايد بأن مقتل ابنه وديانا كان نتيجة مؤامرة المؤسسة (البريطانية) المالكة." أما تطورات الحملة العسكرية التي تخوضها حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد مسلحي جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في محافظة البصرة، فقد واصلت استقطاب آراء الكثير من المحللين والنقاد والمراسلين في صحف الثلاء. ففي تقرير نشرته الإندبندنت بعنوان "الحياة في البصرة: اختفى الرجال المقنعون ولكننا ما زالنا محاصرين"، يرسم لنا المواطن العراقي حكيم علي إبراهيم صورة لما آلت إليه حياة الناس العاديين في ثاني أكبر المدن العراقية التي عانى سكانها مصاعب جمة، سواء أكان ذلك على أيدي المسلحين في السابق، أم بسبب وقوعهم مؤخرا بين نيران الأطراف المتقاتلة. يقول إبراهيم في تقريره، الذي جاء على صيغة يوميات عاشها هو وأسرته، إن البصريين خرجوا من منازلهم للمرة الأولى يوم أمس الاثنين بعد أسبوع من "السجن داخل بيوتنا"، وذلك في أعقاب الإعلان عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الحكومة والصدر. يضيف إبراهيم: "وأخيرا بدأت أشعر بالأمل بأنه يمكنني العودة إلى بيتي في الناصرية من منزل أخي في البصرة حيث علقت هناك طيلة فترة القتال الذي بدأ يوم الثلاثاء الماضي." وكان للشأن الفسطيني حضوره أيضا في صحف اليوم، وإن لم يكن التركيز هذه المرة على نتائج زيارة وزير الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل والضفة الغربية وتطورات محادثات السلام بين الطرفين، بقدر ما كان منصبا على وضع البدو العرب في إسرائيل بعد أن "هجرتهم" السلطات هناك و"تخلت عنهم". فقد نقل تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت عن هيومان رايتس ووتش الأميركية قولها "إن عشرات الآلاف من البدو العرب يُرغمون بفعل قوانين التفرقة العنصرية الإسرائيلية على العيش بخوف دائم في مدن من الأكواخ والصفيح غير المعترف بها، وهم يخشون من هدم منازلهم وتفكيك تجمعاتهم السكنية في أي لحظة." وتنقل الصحيفة عن جمعية حقوق الإنسان المذكورة دعوتها إسرائيل للتوقف الفوري عن التدمير والتفكيك المنظم للآلاف من منازل البدو منذ سبعينيات القرن الماضي. كما تناشد إسرائيل أيضا بضرورة إنشاء هيئة مستقلة للتحقيق بأعمال اختراق مناطق المواطنين الإسرائيليين من بدو صحراء النقب وممارسة التفرقة ضدهم. أما قضية السباق بين مرشحي الرئاسة الأميركيين، فقد سلطت صحيفة الجارديان الضوء عليه من خلال تعليق مسهب للكاتبة الأميركية أليس ووكر جاء تحت عنوان "أوباما هو التغيير الذي حاولت أميركا طمسه وإخفاءه." تقول ووكر إنها عادت إلى بلادها بعد طول إقامة في المكسيك لتجد أميركا جديدة غير تلك التي عرفتها، وذلك بسبب أثر الحملة الانتخابية، وتحديدا الصراع الميرر بين المرشحين الديمقراطيين باراك أوباما وهيلاري كلينتونز فأميركا الجديدة تظهر جنبا إلى جنب مع أميركا القديمة التي عهدتها. وتضيف الكاتبة أنها شعرت لدى عودتها بأن الأميركيين "أضحت حالهم كحال إلهة الاتجاهات الثلاثة، فهم يسيرون كالقطيع، "وإن كنا نستطيع في الوقت ذاته أن ننظر إلى الماضي، ونرى أنفسنا كما نحن عليه في الحاضر، ونسترق النظر إلى المستقبل. إنه حقا فضاء أشعر بأنني قد ألفته من قبل." تقول ووكر: "أنا من أنصار أوباما، لأنني أعتقد أنه الشخص الصحيح والمناسب لقيادة أميركا في هذا الوقت، فهو يقدم فرصة نادرة للبلاد وللعالم من أجل شيء أفضل." وتردف الكاتبة قائلة: "إن أوباما هو التغيير الذي ما فتئت أميركا تسعى جاهدة لإخفائه، أو تجاهله، أو حتى قتله على مر القرون الماضية. وهو أيضا التغيير الذي يتعين علينا أن نحدثه إذا ما قُيِّض لنا أن ننجح بإقناع بقية العالم أننا نهتم فعلا بأناس آخرين غير أنفسنا نحن البيض."