أخبار

النتائج الرسمية تظهر تقدم الحزب الحاكم في زيمبابوي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هاراري، وكالات: تقدم الحزب الحاكم في زيمبابوي على المعارضة يوم الثلاثاء بعد إعلان أكثر من نصف النتائج في الإنتخابات البرلمانية وتزايدت مخاوف من محاولة الرئيس روبرت موجابي التلاعب بالأصوات. وحرست قوة من شرطة مكافحة الشغب على متن حاملات جند مدرعة اثنين من معاقل المعارضة في هاراري مساء الاثنين وطلب من السكان الابتعاد عن الشوارع التي عادة ما تكون مزدحمة. وبعد ثلاثة أيام من اجراء أهم انتخابات في زيمبابوي منذ الاستقلال أعلنت نتيجة 109 دائرة من 210 دائرة انتخابية في الانتخابات البرلمانية وأظهرت تقدم حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي-الجبهة الوطنية بمقعدين على حزب المعارضة الرئيسية الحركة من أجل التغيير الديمقراطي.

ولم تعلن أي نتائج للانتخابات الرئاسية التي يواجه فيها موجابي أكبر تحد سياسي على مدى 28 عاما قضاها في السلطة من خصمه القديم مورجان تسفانجيراي وسيمبا ماكوني الذي انشق عن الحزب الحاكم. وتقول الحركة من أجل التغيير الديمقراطي المعارضة انها فازت طبقا لحساباتها واتهمت الزعيم الزيمبابوي بتعطيل اعلان النتائج في محاولة لسرقة الانتخابات التي يأمل أبناء زيمبابوي أن تساعد في التخفيف من صعوبات الحياة اليومية.

ويعاني سكان زيمبابوي من أكبر نسبة تضخم في العالم التي تتخطى 100 ألف في المئة ونقص في الغذاء والوقود وانتشار فيروس اتش.اي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز). ويلقي أعداء الرئيس الزيمبابوي باللوم عليه في هذه الكارثة الاقتصادية. وقال نيلسون تشاميسا المتحدث باسم الحركة من أجل التغيير الديمقراطي "أصبح من الواضح الان أن هناك شيئا مريبا. الامر برمته مريب وغير مقبول على الاطلاق."

ونفى موجابي التلاعب بالاصوات في الانتخابات وحذرت حكومته من أي زعم مبكر بتحقيق الانتصار سيعتبر محاولة انقلاب. وتوقعت مجموعة مستقلة زيمبابوية لمراقبة الانتخابات حصول تسفانجيراي زعيم أكبر فصيل في الحركة من أجل التغيير الديمقراطي على أغلب الاصوات في انتخابات الرئاسة ولكن ليس بفارق كبير يحول دون اجراء جولة اعادة. وقالت شبكة دعم الانتخابات في زيمبابوي ان توقعاتها تشير الى حصوله على 49.4 في المئة من الاصوات. كما توقعت حصول موجابي على 41.8 في المئة وماكوني على 8.2 في المئة.

ومن المقرر أن يعقد تسفانجيراي مؤتمرا صحفيا صباح الثلاثاء وهو أول مؤتمر منذ انتهاء الانتخابات. وطالبت سبع دول أوروبية والولايات المتحدة من اللجنة الانتخابية في زيمبابوي المسارعة باعلان النتائج. كما دعت سلوفينيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي الى اعلان النتائج سريعا. وقالت رئاسة الاتحاد الاوروبي في بيان "سينهي هذا الشكوك الحالية ويمنع احتمال تصاعد التوترات." وقال جورج تشيويشي رئيس اللجنة الانتخابية ان بطء اعلان النتائج يعود الى تعقد الوضع بسبب اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وبلدية في وقت واحد لاول مرة.

وعلى الرغم من أن الظروف كلها تبدو ضد موجابي الذي يتولى السلطة منذ عام 1980 فان المحللين يعتقدون أن قبضته الحديدية على البلاد والمساندة القوية التي يلقاها من القوات المسلحة من الممكن أن تمكنه من تجاهل النتائج واعلان الفوز. وقال مارويك كومالور رئيس مجموعة مراقبة من البرلمان الافريقي ان الانتخابات نفسها كانت حرة ونزيهة ولها مصداقية بصفة عامة كما أعلن فريق مراقبة من افريقيا ومنطقة الكاريبي والمحيط الهادي موافقته على نزاهة الانتخابات.

ونقلت صحيفة هيرالد المملوكة للدولة عن مجموعة المراقبة قولها "كانت بعثة مراقبة الانتخابات من افريقيا والكاريبي والمحيط الهادي معجبة على وجه الخصوص بالجو الهاديء السلمي الذي كان سائدا قبل يوم الانتخابات وخلاله وبعده مباشرة."

وأظهرت النتائج الرسمية الى الان حصول الحزب الحاكم على 53 مقعدا والحركة من أجل التغيير الديمقراطي على 51 وحصول فصيل منشق عن الحركة من أجل التغيير الديمقراطي على خمسة مقاعد. وكان هناك خمسة مقاعد من المقاعد الجديدة التي حصل عليها حزب المعارضة الرئيسي من المعاقل التقليدية للحزب الحاكم. وقالت الحركة من أجل التغيير الديمقراطي ان الفرز غير الرسمي للاصوات أظهر حصول تسفانجيراي على 60 في المئة من الاصوات في انتخابات الرئاسة وهو ضعف نسبة الاصوات التي حصل عليها موجابي. كما وضعت جهات انتخابية خاصة تسفانجيراي في المقدمة. وقال تنداي بيتي الامين العام للحركة من أجل التغيير الديمقراطي "في رأينا كما قلنا سابقا فاننا لا نرى تغييرا في الاتجاه الوطني. هذا يعني أن الناس عبروا عن ارائهم.. أوضحوا أنهم ضد الديكتاتورية."

وقال إيان بانل، مراسل بي بي سي والتي منعت من العمل في زيمبابوي، ان الكثيرين يعتبرون موجابي خاسرا في الانتخابات وان عليه التنحي الا ان بانل يضيف بأنهم يعتقدون بأنه سبق ان سادت آمال مشابهة بالتي يرونها اليوم ولكنها كانت آمالا مزيفة. وقد تم تعليق النتائج خارج الكثير من مراكز الاقتراع ابتداء من صباح الاحد. وقال ناطق باسم المعارضة ان الحركة من اجل تغيير ديمقراطي فازت بـ99 من اصل 210 مقاعد في مجلس النواب مقابل 96 لحزب زانو و15 لاحزب اخرى. واضاف ان السلطات كانت تستعد لاعلان موجابي فائزا بـ52 بالمئة من الاصوات وهو الحد الادنى الذي يطيح بامكانية اجراء جولة ثانية، قائلا ان الحزب لن يقبل بذلك.

من يبلغ موجابي بالخسارة؟

وكان نائب وزير الاعلام في زيمبابوي برايت ماتونجا قد اعلن انه لن يتم تزوير نتائج الانتخابات، الا ان المعارضة اتهمت السلطات بذلك مساء الاثنين. كما نفى الوزير باتصال مع بي بي سي الانباء التي تحدثت عن مغادرة موجابي الى ماليزيا او عن نية الرئيس اعلان حالة الطوارئ. وكانت الشرطة قد سيرت دوريات في هراري يومي الاحد والاثنين وطلبت من المواطنين البقاء في منازلهم. وقال احد مسؤولي حزب الاتحاد القومي الأفريقي الزيمبابوي - الجبهة الوطنية لبي بي سي ان اجتماعا عقد مساء الاحد ضم مسؤولين امنيين تمت خلاله مناقشة من الذي سيعلم موجابي بخسارته الانتخابات، مشيرا الى ان البعض رفضوا بأن يقوموا بهذه المهمة.

وبعد ان تأخرت النتائج بالصدور قال جورج شيويشي رئيس اللجنة المنظمة للانتخابات ان ذلك يعود الى ضرورة تحليل النتائج بتأن. اما نويل كوتوتوا رئيس ما يسمى بـ"شبكة دعم الانتخابات" فقد قال ان تأخير النتائج يؤدي الى حالة من البلبلة والى الاشارة بأن شيئا ما يجري".

المراقبون وردود الفعل

في المقابل، قال مراقبون للانتخابات تابعون لمجموعة الانماء الجنوب افريقية ان الاقتراع جرى بطريقة جدية وسلمية. الا ان عضوين من اللجنة رفضا التوقيع على تقرير اولي ايجابي حول الانتخابات وقال احدهما انها "كانت غير مثالية على الاطلاق". وكانت السلطات في زيمبابوي قد منعت مراقبين دوليين تابعين للاتحاد الاوروبي من حضور الانتخابات. وفي ما يتعلق بردود الفعل، اعلن رئيس الحكومة البريطانية جوردون براون ان "عيون العالم بأسره تتجه اليوم نحو زيمبابوي"، في الوقت الذي افادت فيه الانباء بأن 7 دول اوروبية دعت القيمين على الانتخابات الى اعلان النتائج بأسرع وقت ممكن. وكان ناطق باسم البيت الابيض قد دعا كذلك الى اعلان النتائج دون تأخير.

على صعيد آخر، قال مراسل بي بي سي في جنوب أفريقيا إن موجابي وحزبه اعتمدا في الانتخابات على دعم الناخبين في المناطق الريفية بينما كان اعتماد المعارضة على أصوات الناخبين في المدن حيث تحظى بشعبية كبيرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف