زيمباوي: الإنتظار مستمر والمؤشرات تنبىء بإنتهاء حقبة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المعارضة في زيمبابوي: نوشك على تولي السلطةهراري، وكالات: تصدر اليوم النتيجة النهائية للإنتخابات التشريعية في زيمبابوي، لكن لم تصدر مؤشرات عن النتيجة الأساسية للإنتخابات الرئاسية التي أجريت السبت ايضا، والتي يمكن أن تشكل نهاية حكم الرئيس موغابي. وقد أكد زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي مساء الثلاثاء ان التصويت يعبر عن ارادة التغيير. لكنه لم يشأ تأكيد معلومات تحدثت عن استعداد موغابي للتخلي عن السلطة. ورفض ايضا اعلان فوزه، مفضلا انتظار "تأكيد اللجنة الانتخابية في زيمبابوي النتائج". وقال زعيم حركة التغيير الديموقراطي ان "اي تكهنات حول اتفاقات ومفاوضات لا مكان لها لان النتائج لم تعلن بعد"، لكنه اعتبر ان "الانتخابات يوم السبت كانت تصويتا من اجل التغيير ومن اجل بداية جديدة".
وكان مسؤول كبير في الاتحاد الوطني الافريقي في زيمبابوي-الجبهة الوطنية (الحاكم) ومسؤولون دبلوماسيون غربيون، قالوا ان مستشاري تسفانجيراي وموغابي يتفاوضون منذ الاثنين حول مغادرة موغابي الذي يريد ان يتجنب الاذلال الذي يشكله المرور الى دورة انتخابية ثانية. واذا لم يحصل اي من المرشحين الاربعة على 51% من الاصوات، فستجرى دورة ثانية في غضون الاسابيع الثلاثة المقبلة.
ودعت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الاوروبي موغابي الى التخلي عن السلطة. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان تمر الانتخابات في زيمبابوي "في اطار من الشفافية التامة حتى يثق الشعب تماما في العملية" الديموقراطية. وحثت الولايات المتحدة سلطات زيمبابوي على احترام ارادة الشعب. ووضعت القوى الامنية في حال تأهب قصوى في كل انحاء البلاد تخوفا من اندلاع اعمال عنف كما كان الحال في كينيا في كانون الاول/ديسمبر لدى اعلان نتائج الانتخابات المثيرة للجدل.
الصحف البريطانية
وفي رصدها للانتخابات في زيمبابوي، فقد أفردت الصحف البريطانيةالأربعاء مساحات واسعة للحديث عن "نهاية اللعبة" بالنسبة لموغابي الذي حكم البلاد منذ استقلالها عام 1980، على الرغم من نفي كل من الحكومة والمعارضة في البلاد التوصل إلى صفقة لتنحي موجابي عن السلطة. فقد عنونت التايمز على صدر صفحتها الأولى "نهاية اللعبة في زيمبابوي مع اقتراب موجابي من المخرج". وفي العناوين الفرعية نقرأ: "جنوب أفريقيا تقود محادثات اقتسام السلطة" و"المعارضة تقول إنها ستنتظر النتائج الرسمية النهائية".
يقول تقرير التايمز، الذي أعده مراسلا الصحيفة في كل من هراري وجوهانسبيرج: "إن العهد الهدَّام لروبيرت موجابي كاد أن يشرف على نهايته الليلة الماضية بينما راح مساعدوه يعملون على تأمين مخرج مشرف يحفظ له ماء وجهه في أعقاب هزيمته في الانتخابات."
"التمساح العجوز"
وعلى صفحتيها السادسة والسابعة، تنشر التايمز ثلاثة تقارير عن الوضع في زيمبابوي، يتحدث في الأول الصحفي جان راث عن تجربته الشخصية المريرة خلال السنوات الـ 24 المنصرمة التي أمضاها في تغطية ومتابعة أخبار فترة حكم موجابي، الذي يصفه بـ "التمساح العجوز"، ويستشرف أيضا آفاق المرحلة المقبلة في البلاد.
أما التقرير الثاني، الذي تتوسطه صورة كبيرة لفيلا موجابي الفخمة التي تكلف بناؤها ثمانية ملايين جنيه إسترليني وتمتد على مساحة 44 فدانا في غابات بوروديل في العاصمة هراري، فيتحدث عن صفقة مزعومة بين المعارضة والحكومة يُسمح بموجبها لموجابي بقضاء بقية عمره في المنزل المذكور الذي يضم 25 حجرة، مقابل تخليه الطوعي عن السلطة في البلاد.
وعلى الصفحة المقابلة، يطالعنا تقرير عن زعيم المعارضة في زيمبابوي، مورغان تسفانجيراي، وقد احتلت صورته نصف الصفحة وقد راح يتصفح جريدة هيرالد الحكومية التي يتحدث عنوانها الرئيسي عن "منافسة حامية الوطيس بين الحزب الحاكم والمعارضة."
هموم ومفاجآت
أما صحيفة الإندبندنت، فقد عزفت هي الأخرى على الوتر ذاته وعنونت على صدر صفحتها الأولى "نهاية اللعبة"، بينما احتلت صورة موجابي معظم الصفحة، وقد أطرق برأسه وضم يديه إلى بعضهما وبدا شاردا الذهن، وكأنه يفكر مليا بما تخبئه له ولبلاده الأيام القليلة المقبلة من متاعب ومفاجآت.
أما في التقرير المرفق، الذي أعده دانييل هاودين، مراسل الصحيفة في هراري، فنقرأ: "فلنهمس بهدوء، لكن زيمبابوي قد تشهد الأيام الأخيرة (إن لم تكن الساعات الأخيرة) في كرسي الرئاسة للزعيم الذي لم تعرف غيره." وعلى الصفحات الداخلية من الإندبندنت نقرأ تحقيقات عن "زيمبابوي التي تحيا على الإشاعات بقرب النهاية" و "موغابي يجب أن يرحل، يجب أن يرحل الآن."
المعارضة
وكانت لوحت المعارضة في زيمبابوي الثلاثاء انها على وشك تولي السلطة بعدما نفت تكهنات بأنها ستتفاوض بشأن ترتيب لتنحي الرئيس روبرت موجابي. ونفى كل من زعيم المعارضة مورجان تسفانجيراي وحكومة موجابي تقارير لوسائل اعلام اجنبية بأنه تم التوصل الى اتفاق لترتيب رحيل موجابي بعد 28 عاما قضاها في السلطة.
وقال تسفانجيراي في مؤتمر صحفي ردا على سؤال بشأن تقارير اعلامية بأن مساعديه ومسؤولين من حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي-الجبهة الوطنية الحاكم توصلوا الى اتفاق "لا توجد أي مناقشات وهذه محض تكهنات." ونحى جانبا تكهنات بأنه لن يتمكن من الفوز بالاغلبية المطلقة وسيضطر لخوض جولة اعادة ضد موجابي قائلا "اليوم نواجه تحديا اخر.. وهو الحكم."
وقال دبلوماسي غربي كبير في هاراري لرويترز ان المجتمع الدولي يناقش أفكارا لمحاولة اقناع موغابي بالتنحي "لكن لا أعتقد ان هناك شيئا مؤكدا على الطاولة." وهناك مخاوف داخل وخارج زيمبابوي من أن الفترة بين الانتخابات وجولة الاعادة ومدتها ثلاثة أسابيع يمكن ان تشعل أعمال عنف خطيرة بين قوات الامن وميليشيا موالية لموجابي من جهة وأنصار الحركة من أجل التغيير الديمقراطي من جهة أخرى.
وقال كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة ان المأزق الذي وصلت اليه الانتخابات في زيمبابوي قد يتحول الي عنف لكنه أعرب عن الامل في ان تتفادي البلاد حمام الدم الذي شهدته كينيا مؤخرا بعد انتخابات محل نزاع اثارت صراعا بين الحزب الحاكم والمعارضة. واضاف عنان الذي توسط في نهاية للازمة في كينيا قائلا للصحفيين في لشبونة "وقد فرغت لتوي من التوسط في هذا الوضع في كينيا فانني امل ألا يتكرر في زيمبابوي لكن... المرء لا يمكنه ان يستبعد ان يحدث عنف."
وقالت الولايات المتحدة انه حان الوقت لان تصدر لجنة الانتخابات في زيمبابوي النتائج. وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض "من الواضح ان شعب زيمبابوي صوت لصالح التغيير."ولم تعلن اي نتائج لانتخابات الرئاسة بعد ثلاثة ايام من اغلاق مراكز الاقتراع وهو ما يذكي شكوكا بأن موغابي يحاول تفادي هزيمة عن طريق التزوير.