سقوط الحواجز التي ترمز لتقسيم قبرص
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيقوسيا، بروكسل، وكالات:اعيد الخميس فتح معبر مغلق منذ 45 عاما في قلب نيقوسيا اخر عاصمة مقسمة في العالم، ما يبشر بدفع جديد في الجهود الهادفة الى اعادة توحيد قبرص.واطلقت بالونات في الهواء بمناسبة فتح معبر شارع ليدرا السياحي في قلب مدينة نيقوسيا القديمة.وكان هذا المعبر الواقع في المنطقة العازلة التي تشرف عليها الامم المتحدة مغلقا منذ 1963 وهو يفصل بين شطري العاصمة الشمالي والجنوبي.وحضرت رئيسة بلدية نيقوسيا القبرصية اليونانية ايليني مافرو ونظيرها من نيقوسيا القبرصية التركية جمال بولوتوغلولاري المراسم يحيط بهما ممثلون عن الاتحاد الاوروبي ودبلوماسيون.
واعتبرت ايليني مافرو ان اعادة فتح المعبر هو "محطة اولى" على طريق اعادة توحيد قبرص المقسومة منذ التدخل العسكري التركي في 1974 اثر انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون لربط قبرص باليونان، ما ادى عام 1983 الى قيام "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من طرف واحد والتي لا تعترف بها سوى انقرة.
وقالت رئيسة بلدية جنوب نيقوسيا "ان هذا اليوم التاريخي احيى الامل في تحقيق تقدم جديد".من جهته قال اوزديل نامي مساعد الزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت "نشهد اليوم سقوط احد الحواجز امام اعادة توحيد الجزيرة، انه يوم تاريخي".وخيمت اجواء احتفالية في محيط المعبر فيما احتشد الناس عند طرفي المنطقة العازلة في انتظار سلوكه وكان مئة قبرصي تركي ينشدون اغان ويرددون شعارات من اجل السلام.وكان السياج الحديدي الذي يقطع شارع ليدرا رفع فجرا.
وفي اذار/مارس 2007 هدمت السلطات القبرصية اليونانية الجدار الفاصل بين القطاعين الجنوبي والشمالي واقامت مكانه حاجزا حديديا بعد سنتين على هدم الجدار من الجانب القبرصي التركي.وقام خبراء في ازالة الالغام من الامم المتحدة الاسبوع الماضي بالتحقق من ان الموقع لم يعد يشكل اي خطر وتولت فرق تابعة لبلديتي شطري نيقوسيا في الايام الاخيرة بتنظيف المعبر البالغ طوله خمسين مترا فعبدت الطريق ومدت فيها اضاءة وكشفت على سلامة المباني المهملة منذ عقود.
ويشير هذا الحدث الذي يحمل دلالات رمزية كبرى الى تغيير في الاجواء السياسية بعد اربع سنوات بقيت خلالها عملية السلام مشلولة في قبرص.وبعد سنوات من تعثر المحادثات، احيى انتخاب الرئيس الشيوعي ديميتريس خريستوفياس في شباط/فبراير الماضي الامل بالتوصل الى حل تفاوضي لاعادة توحيد الجزيرة المتوسطية.واعلن خريستوفياس وعلي طلعت اثر لقاء اول بينهما في 21 اذار/مارس انهما سيعاودان نهاية حزيران/يونيو مفاوضات اعادة توحيد الجزيرة المتعثرة منذ 2004.وفي انتظار ذلك تعهدا بفتح معبر ليدرا بدون ابطاء.وفي هذا الشارع اقيمت المتاريس الاولى في نيقوسيا نهاية العام 1963 خلال اعمال العنف بين المجموعتين اليونانية والقبرصية التي استدعت تدخل الامم المتحدة العام 1964.
وستكون هذه نقطة العبور الثانية للمشاة بعد نقطة "ليدرا بالاس" الواقعة غرب المدينة القديمة، والسادسة منذ رفع القيود على حركة العبور بين شطري الجزيرة في نيسان/ابريل 2003.وتشرف اجهزة الهجرة والجمارك على نقاط العبور.ورأى المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع اولي رين في تصريح الخميس ان "هذا يثبت ان شطري الجزيرة على استعداد لطرح مشكلات الماضي جانبا والعمل معا من اجل التوصل الى تسوية كاملة واعادة توحيد قبرص برعاية الامم المتحدة".
ليدرا شريان نيقوسيا الحيوي الذي يعبر عاصمة مقسومة
تقع نقطة العبور الجديدة التي فتحت بين شطري نيقوسيا الشمالي والجنوبي في شارع ليدرا الشريان الحيوي المخصص للمشاة في قلب آخر عاصمة مقسومة في العالم.ويؤدي هذا الشارع السياحي الواقع في مدينة نيقوسيا القديمة والمحفوف بالمتاجر والمقاهي الى "الخط الاخضر" الذي يمر بالعاصمة ويشكل منطقة عازلة تشرف عليها الامم المتحدة وتفصل بين شمال الجزيرة وجنوبها منذ 1974.
وفي اذار/مارس 2007 هدمت السلطات القبرصية اليونانية الجدار الفاصل بين القطاعين الجنوبي والشمالي واقامت مكانه حاجزا حديديا بعد سنتين على هدم الجدار من الجانب القبرصي التركي.وقام نحو عشرة جنود قبل فجر الخميس بازالة هذا الحاجز فضلا عن مركز حراسة مجاور في شارع ليدرا.
ولا يفصل بين القطاعين عند هذه النقطة اكثر من خمسين مترا لكنه توجب تفكيك الالغام المزروعة على خط التماس وتدعيم المباني المهجورة منذ 1964 وتعبيد الطريق قبل فتحها.ولقب شارع ليدرا خلال نضال القبارصة للاستقلال عن بريطانيا بين 1955 و1959 "ميل القتل" (موردر مايل) بسبب الهجمات التي كانت تشن على الجنود البريطانيين فيه.
وفي هذا الشارع اقيمت المتاريس الاولى في نيقوسيا نهاية العام 1963 خلال اعمال العنف بين المجموعتين اليونانية والقبرصية التي استدعت تدخل الامم المتحدة العام 1964.وهذه نقطة العبور الثانية للمشاة بعد نقطة "ليدرا بالاس" الواقعة غرب المدينة القديمة، والسادسة منذ رفع القيود على حركة العبور بين شطري الجزيرة في نيسان/ابريل 2003.وقبرص مقسومة منذ التدخل العسكري التركي في 1974 اثر انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون لربط قبرص باليونان، ما ادى عام 1983 الى قيام "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من طرف واحد والتي لا تعترف بها سوى انقرة.
المفوضية الأوروبية ترحب بإعادة فتح شارع ليدرا الذي يرمز لانقسام قبرص
من جانبها رحبت المفوضية الأوروبية بقرار السلطات في قبرص إعادة فتح شارع ليدرا، المغلق منذ 45 عاماً، والذي يرمز إلى تقسيم الجزيرة بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونان .
جاء هذا الموقف على لسان المفوض الأوروبي المكلف بشؤون التوسيع أولي راين، الذي رأى في إعادة فتح هذا الشارع "خطوة إلى الأمام نحو بناء الثقة بين الطرفين" وفق تعبيره.
وأشار المفوض الأوروبي أن إعادة فتح هذا الشارع، البالغ طوله حوالي 70م، سوف يساعد في تنشيط الحياة التجارية في نيقوسيا، بالإضافة إلى معناه الرمزي الهام، والذي يدل على أن القبارصة اليونان والقبارصة الأتراك أصبحوا جاهزين لوضع خلافاتهم جانباً والعمل معاً للتوصل إلى إيجاد حل تحت راية الأمم المتحدة يسمح بتوحيد شطري الجزيرة.
وشدد راين على رغبة المفوضية في مساعدة الطرفين، وهي التي تساندهما منذ البدء، من أجل إنجاز حل تفاوضي يرضي الطرفين، مذكراً بأن المفوضية قد خصصت مبلغ مائة ألف يورو من أجل إعادة تأهيل الشارع على مرحلتين تنجزان خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
ومن الجدير بالذكر أن الرئيس القبرصي ديمتريس كريستوفياس وزعيم القبارصة الأتراك محمد علي طلعت كانا قررا عقب لقاءهما في 21 آذار/مارس الماضي إعادة فتح هذا الشارع، الذي تم إغلاقه عام 1964 إثر إشتباكات بين قوات أرسلتها تركيا إلى الجزيرة لاحباط محاولة ضم الجزء اليوناني إلى دولة اليونان.
أما المفاوضات بين الطرفين والرامية إلى إعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ 1974، فقد شهدت تعثراً إثر رفض القبارصة ليونان خطة أممية حظيت بقبول القبارصة الأتراك.
ويفضل الطرفان القبرصي اليوناني والقبرصي التركي التفاوض حالياً على أساس توافق تم التوصل إليه عام 2006 يقضي بالعمل على اتخاذ إجراءات عملية لبناء الثقة بينهما.
وتقف مسألة وضع جزيرة قبرص حجر عثرة أمام تقدم تركيا على طريق الانضمام للإتحاد الأوروبي، لأن الحكومة القبرصية (قبارصة يونان) يملكون حق الفيتو والذي من شأنه تعطيل مثل هذا الانضمام.