دراسة أميركية عن صواريخ حماس القسام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: تًعد صورايخ القسام التي تُطلقها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ـ المصنفة أميركياً وغربياً على أنها منظمة إرهابية ـ على المدن والبلديات الإسرائيلية، والتي نجح التنظيم في تطويرها وتحديثها لتصل إلى العمق الإسرائيلي، أحد معوقات الحوار الأميركي والإسرائيلي مع الحركة، لإضافة لأسباب أخرى عديدة.
وعلى الرغم من بدائية تلك الصواريخ مقارنة بالترسانة العسكرية الإسرائيلية، إلا أنها أحدثت تغييراً في التوازن الاستراتيجي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فتلك الأسلحة البدائية التي يتم تصنيعها في ورش العمل ومصانع تحت السلم. أعطت للفلسطينيين إمكانية ضرب العمق الإسرائيلي، والتي تُزيد من التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي على إثر تقرير لجنة فينوغراد، الذي أظهر تراجع قدرات الجيش الإسرائيلي وضعفه في مواجهة حركات المقاومة، على خلفية الإخفاق الإسرائيلي في الحرب اللبنانية خلال شهري يوليو وأغسطس 2006.
وتأسيساً على ذلك، تناولت مارجريت ويِس Margaret Weiss، الباحثة المساعدة بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى Washington Institute for Near East Policy، العروف بقربة من دوائر المصالح الإسرائيلية في الولايات المتحدة، في مقالتها المعنونة بـ " أسلحة الإرهاب: تطوير صاروخ القسام وأثاره Weapon of Terror: Development and Impact of the Qassam Rocket "، والمنشورة على الموقع الالكتروني للمعهد، هذا النوع من الصورايخ التي أضحت أحد المصادر تهديد الأمن الإسرائيلي.
نشأة صواريخ القسام
بدايةً، يُشير المقال إلى خلفية عامة عن هذه الصواريخ. فيذكر أن صواريخ القسام سُميت بهذا الاسم تيمناً بالقائد العسكري السوري وعضو الإخوان المسلمين "عز الدين القسام"، والذي استشهد في عام 1935، إبان حربه ضد القوات البريطانية والصهيونية في فلسطين.
وترى الكاتبة أن هذه الصواريخ تٌعد الابتكار الأكثر حداثة في الهجوم على المدنيين الإسرائيليين. وقد استخدمت حماس هذه الصواريخ لأول مرة في غزة في سبتمبر 2001، أي بعد حوالي عام من بداية الانتفاضة الثانية. ونجاح هذا الصاروخ دفع جماعات فلسطينية أخرى إلي صناعة وتطوير صورايخ مشابه لصاروخ حماس مثل، حركة الجهاد الإسلامي (صواريخ القدس)، كتائب شهداء الأقصى (صواريخ الأقصى)، ولجان المقاومة الشعبية (صواريخ ناصر).
وتشير مارجريت إلى أن هذه الجماعات "الراديكالية" استخدمت تلك الصواريخ بشكل متواتر مؤخراً؛ للتغلب على عقبات سياج الأمن الذي فرضته إسرائيل حول غزة. وتذكر أن هذا السياج الأمني حقق غايته في منع تسلل الفلسطينيين منذ اكتماله في عام 2001. غير أن هذه الجماعات قد استغلت ما اشتهرت به صواريخ القسام من عدم الدقة، بنشر حالة من العنف العشوائي تصيب أهدافها. فعلى سبيل المثال، أوضح قائد حماس محمود الظهار في تلغراف أرسله لـLondon's Sunday في أغسطس 2007، بأن حماس فضلت هجمات الصاروخ عن القيام بعمليات بعبوات الناسفة؛ لأن الصواريخ "تٌسبب هجرة كبيرة، تٌعرقل الحياة اليومية وإدارة الحكومة، وأن لها كبير الأثر على الجانب الإسرائيلي الذي يتكبد خسائر فادحة ".
وبالنسبة لإحصاءات الحكومة الإسرائيلية، فقد تمت مضاعفة الصواريخ من 2002 إلى 2003. كما تم مضاعفتها أربع مرات من 225 إلى 861 فيما بين 2005 و2006، حتى وصلت الحصيلة إلى أكثر من 3.000 منذ 2001.
وتشير مارجريت إلى تزايد معدل الصواريخ التي تطلقها حركة حماس على المدن والبلديات الإسرائيلية منذ عملية فض الاشتباك التي قامت بها إسرائيل عام 2005. وقد وصل معدل القذائف إلى أكثر من 200 قذيفة كل شهر منذ بدايات هذا العام. وقد وصل الأمر إلى أكثر من 100 صاروخ خلال الأسبوع الأول من الشهر المنصرم (مارس 2008) بمفرده.
وقد تَطور الهدف من الهجمات بالصورايخ تدريجياً. ففي السابق كان الهدف المفضل هو فض الاشتباك، المستوطنات الإسرائيلية داخل غزة. ثم تم توجيه الهجمات بشكل رئيسي على المدن الإسرائيلية، والقرى والمجتمعات الريفية داخل إسرائيل.
وبالنسبة لمئات الصواريخ التي تم شنها من غزة، فقد تم تسديد نصفها تقريبا ً نحو سيدروت، والمدن الإسرائيلية. وفي محاولة لحماية المدنيين من تلك الهجمات قامت سلطات الدفاع المدني الإسرائيلي باستخدام نظام "اللون الأحمر"، الذي يحذر المواطنين قبل دقائق قليلة من الهجمات ليجدوا ملجأً قبل توجيه الصواريخ. وقد مات نتيجة مثل هذه الهجمات اثني عشر شخصاً، يشملوا الأطفال، كما جٌرح أكثر من 500 شخص.
تطوير صواريخ القسام
يُلاحظ أنه قد تم تطوير صواريخ القسام تدريجياً. فقد تم تحسين قدراتها من حيث المدى والحمولة. فوفقاً لمركز المعلومات الإرهاب Terrorism Information Center في إسرائيل، تم إطلاق "صواريخ القسام ـ1"، أول مرة في خريف 2001، ثم تم مضاعفة مداه لثلاث وأربع كيلومترات. خلال الست سنوات أدخلت عليه الحركة العديد من التحسينات التكنولوجية والهندسية ليصل مداه إلى حوالي عشر كيلومترات.
فعلى سبيل المثال، يُمكن أن يصل "القسام ـ 2" إلى جنوب ضواحي بلدية أشكلون "عسقلان"، والتي تٌعد أكبر المدن الصناعية على الساحل.
كذلك بدأت الجماعات الفلسطينية مؤخرا في استخدام صواريخ الكاتيوشا، والذي يصل مداه إلى أكثر عشرين كيلومترات. وهذا النوع من الصواريخ طورها الاتحاد السوفيتي السابق أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد تطورت لأول مرة كآلية لإطلاق صاروخ Soviet BM-21 إبان الستينيات. وكما تم إنتاج بعض هذه الصواريخ في إيران، وقد صُنعت خصيصاً لتناسب أنفاق التهريب (الضيقة) بين مصر وغزة. وتُشير مارجريت في هذا الصدد أنه من الصعب التكهن بحجم الأسلحة التي تملكها حماس في مستودعاتها.
ويٌلاحظ أنه مع تحسين قدرات هذه الأسلحة من حيث المدى، فإن حوالي ربع مليون شخص من المدنيين الإسرائيليين يعيشون تحت خطر الصاروخ الفلسطيني. فحوالي أكثر من 100.000 في أشكلون إلى جانب عشرات الآلاف الذين يعيشون في مدن وقرى الجنوب الإسرائيلي وغرب النقب Negev.
إنتاج صواريخ القسام
رغم أن صواريخ القسام صنعت بدايةً في غزة، غير أن إسرائيل قد كشفت عن ورش عمل صواريخ بديلة في الضفة الغربية أيضاً. وأكثر المواد الخام التي تُستخدم في تصنيع الصواريخ جاءت من صناعات مدنية بالأساس، مواد أخرى تم استيرادها أو سرقتها من داخل إسرائيل، أو تم تهريبها خلال الأنفاق من مصر. غير أن الوقود المستخدم تم صنعه من خلال الدمج بين أسمدة نترات البوتاسيوم والسكر. وتصنع تلك الصواريخ من أنابيب معدنية متشابهة تُمتلئ بمواد متفجرة. والمعدات المستخدمة في تصنيعها لا تتطلب تكنولوجيا متقدمة. فهي يمكن أن توجد في محلات بسيطة للمعادن وجراجات.
هل من تطورات جديدة على هذه الصواريخ
ترى مارجريت أن كلاً من حماس والجماعات الإرهابية الأخرى ـ على حد قولهاـ ستصر على استمرار تحسين قدرات تلك الصواريخ من حيث المدى، الدقة، والقدرة على الإهلاك. فقد قاموا بالفعل بعمل تحسينات مهمة في الإنتاج، وجودة المحركات، والتعريف بالقذائف المعدنية لزيادة قوة الصواريخ المميتة.
وستتكون مستودعات الأسلحة بشكل رئيسي من الصواريخ التي لها مدى أكثر من عشرين كيلو متر، وهو مقارنة بمستودعات الأسلحة السابقة المقيدة بعشر كيلومتر أو أقل والتي لها كبير الأثر، قد يصل إلى التجمعات السكانية المدنية المعرضة للهجوم المفاجئ.
وفي هذا الإطار أشارت مارجريت إلى أن إسرائيل قد استثمرت بشكل مكثف في تطوير إمكانيات دفاعية ضد هذه التهديدات وهي : " قبة حديدية Iron Dome" و"الصولجان السحري Magic Wand". والذي لابد من أن تكون جاهزة للعمل في عام 2020، والتي يتوقع أن تعترض تلك الصواريخ التي يصل مداها إلى 70 كيلو متر.
وقد صممت إسرائيل "الصولجان السحري Magic Wand" للحماية من التهديد المحتمل للصواريخ طويلة المدى. وقد ربط وزير الدفاع إيهود باراك Ehud Barak رغبة إسرائيل بالانسحاب من الضفة الغربية بنجاح تطوير مثل هذه الأنظمة.
وأخيراً، تؤكد مارجريت أن صواريخ القسام وغيرها من الصواريخ قد أحدثت بالفعل تغييرات في التوازن الاستراتيجي بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنه على المدى الطويل، سيُجبر حضور هذه الصواريخ كل الأطراف على إعادة التفكير في ترتيبات الأمن بشأن الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني الدائم.
التعليقات
مشروع رائد
منصور شيمحدي -هذه الصواريخ ظاهرة علمية باهرة ولا شك انها موضوع بحث وتدريس في اهم الاكاديميات العسكرية في العالم وخصوصا في اوروبا واميركا لان هذه الصواريخ في حال تطويرها تشكل خطرا على ما يسمى الدرع الصاروخية التى ينفذهاالامريكان وهي سوف تؤمن غطاء للمنطقة العربية ضد التهديدات الاسرائيلية والاميركية.ولا تتفاجأوا غدا ابو بعد غد اذا مااستعملت حماس هذه الصواريخ لوضع اقمار تجسس اصطناعية في الفضاء ومحطات فضائية سلمية مدنية للبحوث الفضائية ودراسة النجوم والكواكب وليس كما يدعي البعض بانها لاغراض عسكرية خصوصا وان قادة حماس قد ذكروا وصرحوا اكثر من مرة بان هذا المشروع هو مدني سلمي وللبحث العلمي فقط.من اجل كل ذلك تدرس امريكا هذه الصواريخ التي تشكل تحديا لها ومنافسة للصناعة العسكرية الامريكية.