أخبار

مظاهرة لندن ورجال مقتدى وتغيرات المناخ في الصحافة البريطانية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن: يوم سلبي تماما بالنسبة للأخبار والتحقيقات المتعلقة بالشرق الأوسط في الصحف البريطانية. غياب شبه كامل في كل الصحف الرئيسية للمواضيع التي تتناول قضايا المنطقة بما في ذلك الاضراب والتظاهرات التي شهدتها مصر أمس، والصدامات الأمنية التي وقعت وما أعلن عن القبض على عدد من النشطاء.

هذا الغياب الملحوظ لقضايا الشرق الأوسط يتناقض تماما مع الاهتمام الواضح مثلا بموضوع مظاهرة الاحتجاج التي وقعت في لندن من جانب المناهضين للنظام الصيني من أصول تنتمي إلى التبيت ومحاولتهم عرقلة مسيرة الشعلة الأوليمبية مستغلين هذا الحدث الرياضي من أجل لفت الأنظار إلى قضيتهم السياسية.

صحيفة "التايمز" جعلت موضوع مظاهرة لندن ضد الشعلة الأوليمبية العنوان الرئيسي لها. أما العنوان الثاني على الصفحة الرئيسية فهو يتعلق بشأن محلي: "نواب حزب العمال يثورون على إلغاء الشريحة الضرائبية الأولية التي تبلغ 10 في المائة على محدودي الدخل، ورفعها إلى 20 في المائة.

بين الرياضة والسياسة
حول القضية الأولى يكتب سيمون بارنز في الصحيفة نفسها تحت عنوان "الرياضة لم تكن قط نقية، ونادرا ما كانت بسيطة".

يقول الكاتب في مقاله إن مسيرة الشعلة الأوليمبية لم تكن استعراضا لأمجاد الصين بل استعراض لمحتجي التبيت.

ويضيف أن "الكثير من المؤيدين للتبيت يقولون إن مكافأة الصين بتنظيم الدورة الأوليمبية كان خطأ فادحا. ولكن بالنسبة لآخرين أتاحت الدورة الأوليمبية بالفعل فرصة لا مثيل لها لطرح موضوع التبيت وسجل حقوق الإنسان في الصين أمام الجمهور على النطاق العالمي".

ويوجه الكاتب تحية للتظاهرة "السلمية" التي نظمت في لندن وتعقبت مسيرة الشعلة الأوليمبية ويشير إلى "القبض على العشرات من المتظاهرين بسبب مخالفات عامة وليس جرائم ضد الدولة- ورجاء ملاحظة ذلك- (التأكيد من عند الكاتب) ونجاح المتظاهرين في تسجيل نقطة قوية ومحرجة بشأن التبيت. وقد أكدوا بشكل أكثر قوة رأيهم فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير في العالم الديمقراطي".

طالبان مجددا
صحيفة "ديلي تليجراف" تجعل موضوع مظاهرة التبيت في لندن ايضا موضوع المانشيت الرئيسي لها مع صورة كبيرة بالألوان لجانب من التظاهرة ولكنها تنشر على الصفحة الأولى أيضا خبرا عن إرسال "قوات إضافية لقتال طالبان".

ويقول الخبر إن "بريطانيا تعتزم إرسال 450 جنديا إلى أفغانستان كما تعتزم احكام السيطرة على المنطقة التي مزقتها الحرب (يقصد في اقليم هلمند في جنوبي البلاد)، لمدة سنتين على الأقل استجابة لضغوط أميركية كما علمت الصحيفة".

وفي المقابل حسبما تذكر الصحيفة، طلبت بريطانيا من الولايات المتحدة ارسال مزيد من قواتها إلى أفغانستان في أوائل العام القادم.

وتضيف الصحيفة أنه رغم التعهد البريطاني والاعلان الفرنسي أخيرا عن ارسال قوة اضافية إلى أفغانستان لايزال المسؤولون العسكريون يشعرون بالقلق بسبب عدم وجود ما يكفي من القوات هناك.

رجال مقتدى
ولعل "التايمز" هي الصحيفة الوحيدة التي اقتربت ولو من خلال موضوع واحد من قضايا المنطقة.

فقد نشرت ضمن صفحات الشؤون الدولية تحقيقا بقلم جيمس هايدر حول التطورات الأخيرة في العراق بعنوان "رجال مقتدى يشعرون بوطأة اللهيب بعد أن نقلت غارة مشتركة المعركة إلى عتبة بيتهم".

يقول الكاتب إن القوات الأميركية والعراقية قتلت أمس 22 شخصا في غارة على معقل جيش مقتدى الصدر في بغداد، في اشارة إلى الهجوم على مدينة الصدر.

ويضيف أن هذا التصعيد للعنف يأتي فيما يستعد السفير الأميركي في بغداد وقائد القوات الأميركية في العراق لتقديم تقريرين أمام الكونجرس غدا بشأن الوضع الأمني وتطورات العملية السياسية في ضوء التعزيز الأمني للقوات الأميركية في العام الماضي.

ويضيف الكاتب أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تعهد بالقضاء على المسلحين من اعضاء جيش المهدي الذين وصفهم بالمجرمين والخارجين على القانون بعد أن اضطرت قواته إلى وقف اطلاق النار بعد أن فشلت في القضاء على جيش المهدي ودفعه إلى تسليم اسلحته.

اما الميليشيا التي تؤيد المالكي التي تعرف بـ"فيلق بدر" فهي تطالب بضرورة تسليم جيش المهدي أسلحته وليس فقط تجميد نشاطه.

ويشير الكاتب إلى دعوة مقتدى الصدر إلى حشد مليون من أنصاره في مدينة الصدر في بغداد في التاسع من الشهر الجاري بمناسبة ذكرى سقوط النظام السابق، للمطالبة بجلاء القوات الأميركية عن العراق.

إلا أن الكاتب يشير إلى أن العمليات الأخيرة التي اقدم عليها المالكي قد رفعت من شعبيته خاصة في أوساط السنة في العراق، ويؤكد أنه ماض في خطته بالتعاون مع القوات الأميركية.

ويؤكد الكاتب كلامه عن المالكي بما قاله صاحب محل للحلوى في حي المنصور في بغداد عنه عندما ذكر قائلا: "أعتقد أن المالكي أشجع وأشرف سياسي رأيته في حياتي".

تغيرات المناخ
صحيفة "الجارديان" ابتعدت عن الأحداث السياسية المباشرة في صفحتها الأولبى (باستثناء تظاهرة التبيت في لندن بالطبع) وجعلت موضوع العنوان الرئيسي موضوعا يتعلق بالتغيرات المناخية في عالمنا.

المقال المنشور يحذر من كارثة وشيكة ما لم تتمكن دول العالم من خفض غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو بنسبة معتبرة.

يقول إد بيلكنجتون كاتب المقال إنه يتعين على بلدان الاتحاد الأوروبي خفض نسبة ثاني أوكسيد الكربون عن النسبة المستهدفة والتي تقدر بـ 550 جزء من المليون، إلى 350 جزء من المليون.

ويضيف أن من الضروري خفض تلك النسبة "إذا كانت البشرية تريد أن تحافظ على الكوكب على الصورة التي كان عليها عندما نشأت الحضارة".

ويحذر المقال الذي يعتمد على نتائج البحث الذي أجراه جيمس هانسن رئيس دراسات الفضاء في وكالة ناسا في نيويورك، من أنه في حالة بقاء نسبة الغاز عند حد 550 جزء ستترتفع درجة حرارة الأرض بمقدار 6 درجات.

ويستدرك المقال قائلا إن هانسن قال إن نتاج بحثه ليست "وصفة لليأس" وأن "الخبر الجيد" هو أن الاحتياطي من الوقود الذي ينتج عن بقايا الحيوانات قد بولغ في كميته، لذا فستفرض الحاجة البحث عن مصدر جديد للطاقة في أقرب وقت.

أما الأمر الثاني فهو يتمثل في ضرورة الحظر على نشاط المحطات التي تعمل بالفحم لاستخراج الطاقة وهو ما قد يؤدي إلى خفض معدلات غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى ما دون الـ 400 جزء في المليون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف