مناورات إسرائيلية على وقع تقدّم بمفاوضات الأسرى مع حزب الله

مبادرات لحل الأزمة اللبنانية تجول مع بري والسنيورة:
مناورات إسرائيلية على وقع تقدم بمفاوضات الأسرى مع حزب الله

استبعاد حرب بين سوريا واسرائيل

بن يشاي لـ "إيلاف": إسرائيل تحضر للحرب

إيلاف من بيروت -وكالات : بين أضخم مناورة تجريها إسرائيل في تاريخها وبين اطول مناورة يتبادل أدوارها الزعماء اللبنانيون، تبدو الأمور على حالها. مناورات إسرائلية تسبقها رسائل تطمينية إلى لبنان وسوريا فهي "مجرد مناورات"، ومناورات داخلية تتسابق نحو إيجاد حل مفقود. أما على الصعيد "الأمني" للوضع اللبناني، فمن المتوقع أن يشهد مجلس الأمن الدولي غدًا جدلاً بشأن التطورات في قضية التحقيق الدولي باغتيال الرئيس الحريري لمناقشة تقرير القاضي دانيال بلمار الأول عن انتماء المتورطين إلى "شبكات إجرامية" مستبعدة الصفة السياسية . كما من المتوقع ان تتم مناقشة قضية استمرار توقيف الضباط الاربعة، إضافة الى اختفاء الشاهد محمد زهير الصديق من فرنسا .

ووسط هذه الاحداث المتسارعة، ينطلق الاسبوع على نشاط دبلوماسي مكثف تتصدّره مبادرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري يحملها معه في جولته على السعودية وسوريا وفرنسا. وقالت صحيفة الاخبار اللبنانية ان المباردة تهدف الى شرح تصوره الجديد لحل الازمة السياسية، انطلاقًا من التمسّك بالرئيس التوافقي، والتفاوض على حكومة انتقالية لمواكبة ما بقي من الفترة الزمنية المؤدية إلى إجراء الانتخابات النيابية. ونقلت صحيفة الحياة عن زوار الرئيس بري انه ينتظرمن رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري جوابه النهائي على الحوار وأنه تبلغ موافقة مبدئية من رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الجمهورية الاسبق أمين الجميل والنائب غسان تويني ووزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي، معتبرًا أن موافقة الحريري ستدفعه الى تحديد موعد قريب للحوار، لافتًا الى أن لا مشكلة مع المعارضة وأنه قادر على اقناع قواها الأساسية بأهمية الحوار.

اسرائيل تواصل المناورة الاضخم في تاريخها

اما صحيفة النهار فنقلت عن بري قوله " انه يجري فعلاً اتصالات اوروبية بعيدة عن الاضواء، وان هذا الامر لا يتم عبر السفراء الغربيين في بيروت فحسب. وأوضح ان بعض المواعيد قد حددها مع زعماء عرب قبيل انطلاقه في جولته التي ستشمل بلدانًا عربية معنية مباشرة بالملف اللبناني. لكنه أمل في الوقت عينه ان تعاود جلسات الحوار قبل موعد جلسة الانتخاب الرئاسي المقررة في 22 نيسان الجاري.

من جهته افاد علي حمدان مستشار ال رئيس نبيه بري ان هذا الاخير موجود الاثنين في دمشق لاجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد حول الوضع في لبنان. واوضح ان بري احد قادة المعارضة سيلتقي خلال زيارته الاسد وكبار المسؤولين السوريين، و"قد ينتقل من دمشق الى محطة اخرى".
وقال حمدان ان زيارة بري "تأتي في اطار اعلانه سابقا انه ينتظر انتهاء القمة العربية ونتائجها لاطلاق جولة حوار جديدة بين الاطراف اللبنانيين".وقال ان بري بدأ جولته من سوريا "كون الرئيس الاسد هو حاليا رئيس القمة العربية".

وفي مقابل جولة بري، يقوم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بجولة تشمل مصر والسعودية وفرنسا، حاملاً اقتراحًا مختلفًا عن اقتراح بري، يقوم على حشد الدعم السياسي الإقليمي والدولي لمطلب انتخاب رئيس للجمهورية دون ربطه بأي مطلب آخر. ومن المقرر ان يلتقي السنيورة اليوم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، ثم ينتقل بعد الظهر الى أبو ظبي حيث يلتقي غدًا رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وعددًا من المسؤولين، ويتوجه مساء الثلاثاء الى المملكة العربية السعودية للقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ومسؤولين آخرين.

المناورة الاسرائيلية

واصلت اسرائيل الاثنين المناورة الدفاعية غير المسبوقة التي بدأتها الاحد باجتماع للحكومة الامنية سيختبر قدرتها على اتخاذ قرارات في الاوضاع الطارئة، على ما ذكرت اذاعة الجيش.وأوضحت الاذاعة ان قسم هيئة الاركان المكلف الدفاع المدني سينقل في اطار المناورة الى الحكومة المجتمعة برئاسة رئيس الوزراء ايهود اولمرت معطيات بشأن قصف بالقذائف والصواريخ اوقع العديد من الضحايا وسيترتب على الحكومة اتخاذ القرارات الواجبة. والحكومة الامنية مخولة لإتخاذ أي قرار في مجال الدفاع.

ويتضمن سيناريو اليوم الثاني من المناورات هجمات متزامنة على شمال اسرائيل من سوريا وحزب الله اللبناني وعلى جنوبها بقصف صاروخي من قطاع غزة.وأعلن مكتب وزير الدفاع ايهود باراك في بيان انه سيرأس اجتماعًا مخصصًا لسير عمل مختلف الاجهزة الحيوية في البلاد في زمن الحرب مثل مراكز التموين والمستشفيات واجهزة البريد.

وكان باراك قد صرح الأحد بأن هذه المناورات التي تستمر خمسة ايام واطلق عليها اسم "لحظة حرجة" هي ثمرة الدروس التي استخلصت من الحرب التي خاضتها اسرائيل مع حزب الله في لبنان خلال صيف 2006.وهي تهدف الى تحضير الاسرائيليين لهجمات بالاسلحة التقليدية مثل صواريخ الكاتيوشا التي اطلقها حزب الله على شمال اسرائيل ولهجمات بصواريخ تحمل رؤوسًا كيميائية او جرثومية.وستطلق صفارات الانذار الثلاثاء في كل انحاء البلاد، في المؤسسات العامة وكذلك في المدارس وسيترتب على السكان الاحتماء في ملاجئ. وفي الوقت نفسه، سيوضح الدفاع المدني للمرة الاولى عبر التلفزيون كيفية التصرف في حال وقوع هجوم.وفي اجواء من التوتر مع سوريا، حرص رئيس الوزراء على طمأنة دمشق وبيروت.
وقال اولمرت لدى افتتاح مجلس الوزراء الاسبوعي الاحد "لا يعدو الامر كونه مناورة لا تخفي شيئًا. كل التقارير حول التوتر في الشمال يجب ان تأخذ حجمها الطبيعي. لا نملك خططًا سرية".

مواطن لبناني يواصل اعماله اليومية في بلدة الخيام الحدودية

مفاوضات الأسرى بين "حزب الله" واسرائيل شهدت زخمًا ملحوظًا

نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع أن "عملية التفاوض بين "حزب الله" في لبنان والجانب الإسرائيلي عبر الوسيط الألماني الذي يمثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد شهدت في الآونة الأخيرة تزخيماً ملحوظاً في وتيرتها من الجانب الإسرائيلي الذي كان قد تعمّد في مرحلة معينة إهمال هذا الملف السياسي الأمني بإيحاءات خارجية". وأعلنت المصادر نفسها انه "يبدو أن الجانب الإسرائيلي أراد أن يعطي إشارات إيجابية في موازاة قراره بتنظيم المناورة الحالية وقد أدى ذلك الى تسريع حركة المفاوضات وتبادل الاقتراحات".

وأشارت المصادر الى "إمكانية تحقيق خرق رهن عملية التفاوض التي يديرها من الجانب اللبناني الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله شخصياً كما جرت العادة في التعامل مع هذا الملف منذ سنوات طويلة". ورأت المصادر الفلسطينية أن "تنسحب الايجابية نفسها على موضوع التفاوض بين الجانب الفلسطيني حركة "حماس" وبين السلطات الإسرائيلية حول الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت الذي تم اسره في غزة قبل نحو سنتين".

اسرائيل تخشى أن يرسل "حزب الله" طائرات من دون طيار تحمل المتفجرات

وعلى صعيد متصل أعلنت صحيفة "جيروزالم بوست" أنه "في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين إسرائيل وسوريا يخشى المسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن يقدم "حزب الله" على إرسال طائرات من دون طيار تحمل كميات ضخمة من المتفجرات إلى اسرائيل رداً على اغتيال المسؤول العسكري عماد مغنية في شباط الماضي في العاصمة السورية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "خلال حرب لبنان الثانية في العام 2006 أرسل "حزب الله" أربع طائرات من دون طيار فوق إسرائيل أسقطت إحداها بوساطة صاروخ "بايتون" أرض- جو أطلق من طائرة أف 16 حربية، فيما تحطمت طائرة أخرى بعد إقلاعها بفترة قصيرة وسقطت أخرى فوق البحر وتحطمت الرابعة داخل إسرائيل".

والطائرات الأربع من صنع إيراني ومن طراز "أبابيل" تبلغ مسافة تحليقها القصوى 150 كيلومترًا، وقادرة على بلوغ سرعة 300 كيلومتر بالساعة ونقل حمولة يبلغ وزنها 45 كيلوغرامًا من المتفجرات القوية". تملك سوريا عددًا من طائرات الاستطلاع من دون طيار من طراز "توبوليف دي آر 3" السوفياتية الصنع وتخشى إسرائيل من أن يتمكن "حزب الله" من الحصول على طائرات الاستطلاع السورية.

معاريف": اسرائيل ستحمّل سوريا مسؤولية أي هجوم محتمل لحزب الله عليها

دوريات مكثفة لليونيفل على الحدود

كما كشفت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية الصادرة صباح اليوم، أن التوتر الذي ساد في الأيام الأخيرة منطقة الحدود الشمالية مردّه رسالة إسرائيلية حازمة إلى سوريا مفادها أن إسرائيل ستحمّل دمشق المسؤولية عن أي اعتداء قد يلجأ إليه "حزب الله" انتقامًا لاغتيال مسؤوله عماد مغنية، وستردّ بصرامة على أي ممارسة كهذه. ونقلت الصحيفة المذكورة أن بعض الأوساط الأمنية انتقدت بشدة ما اعتبرته "ثرثرة زائدة" على هذا الصعيد معتبرة أنها تضر بالمصالح الإسرائيلية. وكان رئيس الوزراء إيهود أولمرت قد بعث أمس برسالة مطمئنة إلى سوريا، مؤكدًا أن التمرين الواسع لحماية الجبهة الداخلية الجاري هذا الأسبوع ليس موجهًا ضدّها بأي حال من الأحوال. وتستمر المناورات اليوم ليشمل سيناريو على الكومبيوتر حول انضمام إيران إلى حرب إقليمية وتوجيهها ضربة صاروخية إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

سوريا "مستعدة دائما للحرب والسلام"

اكدت صحيفة رسمية الاثنين ان سوريا "مستعدة" لمواجهة كل الاحتمالات بما فيها "عدوان اسرائيلي" في الوقت التي بدأت فيه اسرائيل الاحد مناورات لاختبار فاعلية اجهزة الاغاثة في حال قيام حرب.وكتبت صحيفة "الثورة" السورية الاثنين في افتتاحيتها "ان اللغة الوحيدة الصالحة للاستخدام مع هذا الحديث المتواتر عن احتمالات عدوان اسرائيلي هي ان نستعد له لقد استمرت سورية منذ وجودها الى الان مستعدة دائما للحرب والسلام تفضل السلام.. لكن.. تستعد لردع العدوان".

واضافت الصحيفة "اسرائيل بعيدة عن السلام جاهزة دائما للعدوان لذلك لا مبرر لان يسألها احد عن غايتها من المناورات بالقرب من الحدود السورية واللبنانية مع فلسطين المحتلة كل مناورة هي مشروع حرب وليس من طبيعة الاعمال الحربية العسكرية ان تبدأ بالاعلان عنها ولا سيما عندما تكون حروبا عدوانية".واكدت السلطات الاسرائيلية ان تمرين الدفاع المدني الذي تجريه لا يستهدف سوريا او لبنان او حزب الله الشيعي اللبناني.

من جهتها اكدت صحيفة "تشرين" الحكومية الاثنين في افتتاحيتها ان "سوريا اليوم تقف على قاعدة بنيوية متينة وتثبت قدرة فائقة في التعامل مع الاحداث والتطورات في المنطقة".وتؤكد الصحيفة "وهي اليوم بشهادة الجميع اصلب عزيمة وقدرة على مواجهة التحديات مهما اشتدت، وتضع في حسباتها كل الاحتمالات، والعدو الاسرائيلي وحلفاؤه الاميركيون يعرفون ذلك جيدا.