"التقدم" الاميركي في العراق موضع تساؤلات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ريان كروكر دبلوماسي محنك معروف بصراحته
من جانب آخر، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان واشنطن جددت عقد الشركة الامنية الخاصة "بلاك ووتر" لحماية دبلوماسييها في العراق من دون الحصول على موافقة بغداد رغم الحادث الذي تورطت فيه الشركة في ايلول/سبتمبر الماضي. (التفاصيل)
عودة محتملة للعنف
واندلعت المواجهات التي اوقعت اكثر من 700 قتيل وفق الامم المتحدة، بينما كان السفير الاميركي راين كروكر وقائد قوات التحالف الجنرال ديفيد بترايوس يستعدان للادلاء بشهادتيهما امام لجان الكونغرس في الثامن والتاسع من الشهر الجاري حول الاوضاع في العراق.
وكان كروكر اعلن قبل ايام امام عدد من الصحافيين ان هذا الامر لا ينفي "التقدم المهم الذي تم انجازه خلال الاشهر المنصرمة وفي جميع المجالات". وقال في اشارة الى الاشتباكات "انها تشكل حتما تصاعدا في العنف لكن الايام الاخيرة تؤكد ان ما حدث كان خروجا عن المالوف".
ودارت مواجهات شرسة بين 25 و30 الشهر الماضي في البصرة (550 كلم جنوب بغداد) وبغداد وبعض المدن الجنوبية بين القوات الحكومية تدعهما قوات اميركية وميليشيا جيش المهدي بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر.
العرب السنة يتذكرون اخر كلمات صدام قبيل سقوط بغداد
المالكي: تجديد عقد بلاك ووتر لم يحصل على موافقة حكومة العراق
وتوقفت الاشتباكات بعد ان امر مقتدى اتباعه "الغاء المظاهر المسلحة". ومع ذلك، استمرت المواجهات العسكرية متقطعة في حين ما يزال التوتر على اشده في المناطق الشيعية. واضاف كروكر "بانتظار التطورات (...) فان المكاسب تبقى هشة الامر الذي تؤكده المرحلة الحالية مرة اخرى".من جهته، سبق للجنرال بترايوس ان عبر علنا عن رغبته "التوقف" مرحليا في عملية انسحاب الجنود من العراق. ويلقى اقتراحه دعم وزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مايكل مولن.
يذكر ان ما لا يقل عن خمسة الوية مقاتلة، اي حوالى 30 الف عسكري، ستغادر العراق بحلول تموز/يوليو المقبل، اي ما يوازي حجم القوات الاضافية التي ارسلت مطلع العام 2007 وخصوصا الى بغداد للمشاكرة في خطة حققت تحسنا امنيا ملحوظا.
وتقول القيادة الاميركية ان الهجمات تراجعت بنسبة 62% منذ انطلاقة هذه الخطة. واعلن الجنرال ريك لينش قائد المنطقة الوسطى في العراق الاسبوع الحالي ان الخطة الامنية التي انطلقت في شباط/فبراير 2007 "نقلت المعركة الى ارض العدو". واضاف ان "معدل اعداد الهجمات انخفض من 25 يوميا الى هجومين فقط بين كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير ومطلع اذار/مارس. وخلال مدة 13 شهرا، قتلنا او اعتقلنا ما يقارب خمسة الاف مسلح. اما المتطرفون السنة، فقد تعرضوا للقتل او الاعتقال او الطرد من اماكنهم".
لكن هناك عوامل اخرى لعبت دورا ايضا في خفض مستويات العنف بينها قرار الصدر تجميد انشطة جيش المهدي في اب/اغسطس الماضي وانضمام الالاف من العرب السنة الذين قاتلوا الاميركيين سابقا الى مجالس الصحوة التي يدعمها الجيش الاميركي.
لكن الشهرين الاخيرين شهدا تصاعدا في اعمال العنف وخصوصا في بغداد حيث قضت الهجمات الدامية في كل مرة على العشرات من الاشخاص. واظهرت المواجهات الاخيرة بين القوات الحكومية وجيش المهدي القدرات المحدودة للقوات النظامية.
تقييم مرتقب وطلب توقف في سحب القوات الأميركية
ويعرض اعلى مسؤولين اميركيين في العراق هذا الاسبوع تقييما للوضع في العراق يتوقع ان يقترحا خلاله توقفا في سحب القوات الاميركية من هذا البلد الذي يشهد موجة عنف جديدة قبل اقل من ثمانية اشهر على انتهاء ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش.
وسيقدم بترايوس وكروكر الثلاثاء والاربعاء امام الكونغرس تقييما مرتقبا حول الوضع في العراق.
وكان بوش اعلن بعد تقييم مماثل لبترايوس وكروكر في ايلول/سبتمبر الماضي، عن سحب خمسة الوية قتالية بحلول تموز/يوليو 2008، الموعد الذي سيبلغ فيه عديد الجيش الاميركي في العراق نحو 130 الف عنصر.
وكان الجنرال بترايوس اعلن في نهاية اذار/مارس انه سيدعو الى توقف لفترة "شهر او اثنين" في خفض عديد الوحدات الاميركية بهدف تقييم الوضع على الارض.
من جهته قال كروكر ان لدى الولايات المتحدة "واجبا اخلاقيا" بمواصلة خفض العنف في العراق. والمشكلة بحسب رأي الجنرال بترايوس نفسه، هي ان التقدم السياسي ليس بمستوى التطلعات. وقال اخيرا لصحيفة "واشنطن بوست" ان "لا احد" في الحكومتين الاميركية والعراقية "يعتقد انه تم احراز تقدم كاف باي شكل كان بخصوص المصالحة الوطنية".
وقال واين وايت من معهد الشرق الاوسط في واشنطن "لقد مرت سنوات ولم تتمكن الحكومة والعسكريون الاميركيون من الاعتراف بان المؤسسة العراقية التي يراهنون عليها بشكل اساسي، اي الجيش، منقسمة الى حد كبير". وقال هذا المتخصص السابق في شؤون العراق في وزارة الخارجية الاميركية ان "الجنود الاميركيين يبدون في غالب الاحيان كالقوة الوحيدة المحايدة نسبيا التي يمكنها الفصل بين عناصر قد تكون معادية".
من جهته رأى خوان كول من جامعة ميشيغن ان الحملة المناهضة لقوات الصدر التي قامت بها قوات رئيس الحكومة نوري المالكي تبين ان "مصيرها الفشل كما شكلت فشلا استراتيجيا اضافيا لحكومة عراقية ضعيفة ومنقسمة غير قادرة على الاستمرار الا بفضل دعم الولايات المتحدة".
والهدف الرئيسي لرئيس الوزراء العراقي عبر اطلاق هذا الهجوم كان تعزيز سيطرته على الجنوب الشيعي الغني بالنفط قبل انتخابات مجالس المحافظات المرتقبة في الاول من تشرين الاول/اكتوبر المقبل.
وتصر ادارة بوش على تنظيم هذه الانتخابات رغم استمرار الخلافات الاتني والديني كما يرى هذا الخبير في شؤون الشرق الاوسط على مدونته "انفورمد كومينت" (تعليق مطلع) الذي عادة ما ينتقد ادارة بوش. لكن كول حذر من ان تيار الصدر الذي يحظى بشعبية كبرى في صفوف الشيعة الذين يشكلون غالبية على المستوى الوطني، قد يخرج منتصرا من هذه الانتخابات. واصبحت غالبية الخبراء تعتبر الان انه من الحتمي اجراء حوار مع ايران لكنهم لا يتوقعون تحولا في موقف ادارة بوش في هذا الصدد.
وقالت سوزان مالوني الخبيرة السابقة في الشؤون الايرانية في وزارة الخارجية الاميركية "هناك مصلحة براغماتية واستراتيجية من جانب الولايات المتحدة لاجراء حوار مع الايرانيين لانهم يشكلون جزءا لا يمكن الالتفاف حوله من المشكلة والحل في العراق". واوضحت مالوني التي تعمل حاليا لدى معهد بروكينغز لوكالة فرانس برس "لكن لا يمكنني القول ان الامور ستجري على هذا النحو خلال جلسات الاستماع الاسبوع المقبل".