قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: من المقرر أن يقدم قادة القوات المسلحة الأميركية والمسؤولين السياسيين في إدارة الرئيس جورج بوش تقريرا بتقدم العمليات العسكرية والسياسية في العراق إلى الكونجرس في الوقت الذي ماتزال فيه المواجهات مع الميليشيات الشيعية جارية. وسيقدم القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر تقريرهم الثالث حول استراتيجية الرئيس بوش التي أعلنها في يناير عام 2007. ويأتي هذا التقرير بعد أسبوعين من اندلاع الاشتباكات العنيفة بين القوات العراقية المدعومة من قبل القوات الأميركية والميليشيات الشيعية في العراق. وبعد صدور التقرير سيقوم الجنرال بتريوس والسفير كروكر بالمثول أمام عدد من لجان الكونجرس. ومن المتوقع أن يجتذب هذا التقرير الكثير من الاهتمام نظرا لأن المرشحين للرئاسة الأميركية وهم السناتور جون ماكين عن الحزب الجمهوري والسناتور باراك أوباما والسناتور هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي حاضرين لسماع التقرير. ويعتبر الوجود العسكري الأميركي في العراق من القضايا المطروحة بقوة في التنافس بين المرشحين الرئاسيين، حيث يركز أوباما على معارضته التي أبداها للغزو عام 2003 والذي دعمه السناتور ماكين والسناتور كلينتون. ويقول مراسل بي بي سي في بغداد كريسبن ثورولد إن الجنرال بتريوس سيقول إنه يريد الاستمرار في سحب القوات الأميركية من العراق إلى أن تصل إلى العدد الذي كان موجودا قبل زيادتها في يناير 2007. ومن المقرر أن يتم سحب القوات الاضافية في يوليو/تموز المقبل، حيث سيتم حينئذ مراجعة الاوضاع الأمنية في العراق. ويقول مراسلنا إن استراتيجية واشنطن تقوم في المدى البعيد على تسليم الأمن في العراق إلى قوات الأمن العراقية، ولكن هذا قد يأخذ وقتا. ومن أجزاء استراتيجية واشنطن في العراق دعم الانتخابات المحلية في المحافظات والتي من المقرر إجراؤها في الخريف. وعشية تقديم بتريوس لشهادته في الكونجرس قال السناتور ماكين إن الديمقراطيين لا يستطيعون الوفاء بوعودهم الخاصة بسحب القوات الأميركية من العراق. وقد رد أوباما بالقول إن عدم القدرة على سحب القوات من العراق يعود إلى "فشل القيادة المتمثل في دعم احتلال مفتوح الأمد للعراق". بينما قالت السناتور هيلاري كلينتون إن المرشح الجمهوري يدفع في اتجاه "أربع سنوات أخرى من سياسة بوش-تشيني-ماكين التي تقوم على القيام بدور شرطي في الحرب الأهلية" الدائرة هناك، بينما الأخطار على أمن الولايات المتحدة تزيد. وكشفت مصادر أميركية مطلعة لـCNN أن التقرير سيتناول التقدم المحرز على صعيدي السياسة والأمن والتورط الإيراني في العراق، أثناء الإدلاء بإفاداتهما أمام الكونغرس على مدى يومين. ومن المقرر أن يوجه الرئيس جورج بوش كلمة إلى الشعب الأميركي الخميس.ويأتي التقرير في أعقاب المواجهات العسكرية بين القوات الأميركية ومليشيات شيعية في مدينة البصرة، الأولى منذ أشهر بعد فترة هدوء نسبي شهدت تراجعاً ملحوظاً في العنف. ويرى المسؤولون الأميركيون أن عملية البصرة لم تكن حاسمة عسكرياً، خاصة وأن المواجهات العسكرية لم تتوقف إلا بعد إجراء بعض النواب الشيعة مشاورات مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في إيران.وأقر البيت الأبيض، وعلى لسان الناطق باسمه طوني فراتو، الاثنين أن عمليات البصرة "لم تكن ناجحة ككل" لقوات الأمن العراق. وأضاف: "لكننا تعلمنا الكثير حول قدرات الجيش العراقي."وتدعو خطط البنتاغون الراهنة إلى خفض القوات الأميركية من 160 ألف جندي حالياً، إلى 140 ألف جندي، بزيادة قدرها 10 ألف جندي عن معدل فبراير/شباط عام 2007 عندما أرسلت الإدارة الأميركية نحو 35 ألف جندي إضافي لالعراق. واستبعد مصدر مطلع أن يتكهن أو يوصي بتريوس بخفض إضافي للقوات، رغم مساعي بعض المسؤولين بسحب كتيبة أو أثنين بنهاية العام الحالي.وقالت مصادر مقربة من بتريوس إن القائد العسكري أمضى يوم الاثنين في تنقيح كلمته الافتتاحية لتقرير "حالة العراق"، وأنه لم يناقشه مع أي من مسؤولي البيت الأبيض أو البنتاغون، لتفادي المزيد من التكهنات بشأن سحب قوات إضافية، بعد إعادة 20 ألف من القوات الإضافية، في نهاية يوليو/تموز. وقال مصدر عسكري آخر إن بتريوس قد يرهن أي خفض أضافي للقوات بالأوضاع الأمنية على واقع الأرض.وأوضح مصدر أميركي بارز إن السفير الأميركي لدى العراق أعد مداولته في العراق ولم يطلع عليها أحد، إلا أنه من المتوقع أن يشير إلى التقدم البطئ والثابت على الصعيد السياسي. وسيجادل كروكر أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، يبذل المزيد من الجهود للعمل مع كافة الأطياف السياسية هناك، كما سيتطرق إلى التدخل الإيراني، وسيطالب بمشاركات عربية أكبر هناك.وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر من الإدارة الأميركية والكابيتول هيل، أن بوش يعتزم توجيه كلمة إلى الأميركيين حول حرب العراق الخميس، في أعقاب تقريري بتريوس وكروكر. وقالت مصادر مسؤولة من الديمقراطيين والجمهوريين، إنه من المتوقع أن يشير بوش في خطابه إلى مستقبل العراق وقرار إدارته بخفض فترة المناوبات القتالية هناك من 15 شهراً إلى عام واحد.هذا ويرى الديمقراطيون أن حرب العراق جعلت من الولايات المتحدة أقل أماناً، ويطالبون الإدارة بوضع جدول زمني لسحب القوات الأميركية من هناك. وقال جيم مانلي، الناطق باسم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، هاري ريد: "استناداً إلى جميع ما سمعناه حتى اللحظة، الرئيس لا ينوي إعادة المزيد من القوات إلى الوطن قريباً.. بل سيترك القرارات الصعبة إلى الإدارة المقبلة."وطالب ريد، و46 من الأعضاء الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، في رسالة وجهت إلى الرئيس بوش الأحد بإعادة تركيز الإستراتيجيات الأميركية لمحاربة الإرهاب في أفغانستان وباكستان. وسيصرح ريد في بيان مُعد سلفاً: "تصاعد معدل العنف وتجارة المخدرات في أفغانستان.. ويظل الوضع الأمني هشاً بباكستان، ونحن منشغلون في حرب أهلية لا نهاية لها في العراق."ويتابع بيانه: "لنجعل أميركا أكثر أماناً علينا التركيز لاقتناص القاعدة التي عادت للظهور مجدداً.. وتأمين أفغانستان المضطربة، وإعادة بناء جيشنا المنهك الذي أُسيء استخدامه."
الجارديان: مسودة اتفاق يتعلق بمستقبل القوات الأميركية في العراق من جهة ثانية كشفت صحيفة "الجارديان" عن مسودة اتفاق يتعلق بمستقبل القوات الأميركية في العراق بين الحكومتين الأميركية والعراقية. وتنشر الصحيفة في صدر صفحتها الأولى مقالا حول ذلك الاتفاق الذي من المنتظر أن يحل محل التفويض الحالي الصادر من الأمم المتحدة لقوات التحالف الموجودة في العراق. ويسمح الاتفاق الجديد لهذه القوات بـ "القيام بعمليات عسكرية في العراق واحتجاز الأفراد كلما اقتضت الحاجة لأسباب تتعلق بالأمن" بدون تحديد مدة زمنية. وتقول الصحيفة إن التفويض وصف بأنه "مؤقت"، وينص على أن الولايات المتحدة "لا ترغب في الحصول على قواعد عسكرية دائمة أو وجود عسكري دائم في العراق". وتضيف الصحيفة أن عدم تحديد فترة زمنية للتفويض الممنوح للقوات الأميركية وغيرها من قوات التحالف يحتمل أن يواجه معارضة شديدة في العراق والولايات المتحدة. تقرير "الجارديان" يذكر أن مسودة الاتفاق تحمل تاريخ السابع من مارس/ آذار العام الجاري، وفوقه ظهرت كلمتا "سري" و"حساس". وتقول الصحيفة أيضا ان من المحتمل أن يواجه مشروع الاتفاق رفضا في واشنطن حيث تعرض لانتقادات من طرف السيناتور هيلاري كلينتون التي اتهمت الادارة الحالية بمحاولة تقييد يدي الرئيس القادم بتعهدات بتوفير حماية عسكرية أميركية للعراق. ويشير تحقيق الجارديان إلى أن مسؤولين في الادارة الأميركية كانوا قد ذكروا أنه يتعين عرض الاتفاق الجديد على الكونجرس في حالة تضمنه ضمانات أمنية للعراق. ويمضي المقال يقول إن الاتفاق الذي تسربت مسودته ينص على أنه "طبقا للمصلحة المشتركة الأميركية - العراقية يتعين أن يحتفظ العراق بسيادته وسلامة أراضيه واستقلاله السياسي، وردع المخاطر الخارجية التي يتعرض لها". ويشير الموضوع في نهايته إلى أن مرشحي الرئاسة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وباراك أوباما تعهدا ببدء سحب القوات الأميركية من العراق في حالة انتخابهما، وتعهد أوباما بالبدء في الانسحاب خلال 6 أشهر من توليه الرئاسة. أما المرشح الجمهوري جون ماكين فقد تعهد ببقاء القوات إلى أن تتحسن الأوضاع الأمنية في العراق.