أخبار

عدم التطبيع الثقافي مع مصر يحبط المسؤولين الإسرائيليين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسباب المقاطعة على أساس حقوق الفلسطينيين تبدو محترمة ولكن مضللة
عدم التطبيع الثقافي مع مصر يحبط المسؤولين الإسرائيليين

محمد حميدة من القاهرة: فتحت صحيفة " سان فرانسيسكو كورنيكل " الأميركية الحديث عن التطبيع الثقافي بين مصر واسرائيل وقالت الصحيفة على الرغم من ما يقرب من 30 عاما من توقيع مصر وإسرائيل على اتفاقية كامب ديفيد للسلام الا انه لا يزال تطبيع العلاقات الثقافية بين البلدين غارقا في الحرب الباردة وهو الآمر الذي أصاب المسؤولين الإسرائيليين بإحباط شديد جراء المقاطعة الثقافية. منذ أصبحت مصر أول دولة عربية دخلت فى سلام مع إسرائيل، وقد تبادل البلدين السفراء، ومجالات التعاون فى القضايا الأمنية وتزايد بشكل كبير التبادل التجاري بين البلدين. لكن الحرب بالنسبة لكثير من المصريين هاجرت إلى الساحة الثقافية لدرجة مقاطعة الفنانين الإسرائيليين وانتقاد الممثلين الذين يعملون مع نظرائهم الإسرائيليين.

وأشارت الصحيفة ان مناقشات التطبيع الثقافي تتركز في الجامعة الأميركية في القاهرة، جامعة النخبة في العالم العربي ومعقل الطبقة العلمانية الحاكمة من الضباط العسكريين وكبار رجال الأعمال على حد وصف الصحيفة مشيرة الى انه في العام الماضي نشرت وسائل الأعلام المحلية مقالات قالت أن الجامعة ستقوم بتأجير أساتذة إسرائيليين و ستسمح بدخول الطلاب الإسرائيليين وهو ما اثار حالة من الغليان داخل الحرم ..فقام الطلاب الناشطين بتننظيم احتجاجات ، ووزعوا منشورات ، و نظمت جماعات معارضة على "الفيس بوك " ..الموقع الاكثر شعبية اجتماعيا .. وفى النهاية تدخلت الجامعة بسرعة.

حتى بعث ديفيد آرنولد رئيس الجامعة بريد إلكتروني إلى هيئة الطلاب قال فيه ." على مدى الأشهر القليلة الماضية انتشرت شائعات في الحرم ووسائل الأعلام المحلية ليس لها أساس في الواقع ، وربما سعت الى الإساءة الى الجامعة وسمعتها كمؤسسة مستقلة و غير سياسية ،" و أضاف " أن هذه الشائعات عارية تماما من الصحة ، وتسعى الى الإساءة إلى الجامعة."

دفعة قوية للتجارة

وأشارت الصحيفة الى حالة جدال شديدة فى الشارع المصري مع وضد التطبيع قائلة ان كثير من الليبراليين يفضلون التطبيع الثقافي مع إسرائيل. البعض يشير الى الفوائد الاقتصادية والبعض الآخر يشدد على أهمية الحوار في منطقة تعصف بها الصراعات.و أضافت ان ميثاق التجارة الحرة 2004 ضاعف التجارة في دورة أل 12 شهر الأولى من 58 مليون دولار الى 134 مليون دولار وفقا لمعهد التصدير الإسرائيلي.

وبالرغم من ذلك إلا أن التفاعلات الثقافية قليلة ويتعرض الذين يسافرون أو يعملون مع الإسرائيليين الى نقد لاذع . ففي العام الماضي على حد قول الصحيفة تهدد الممثل المصري عمرو واكد ، الذي قام بدور إرهابي يجهز انتحاريين صغار في فيلم "سريانا" بالمنع من التمثيل من قبل اتحاد الممثلين لأنه ظهر أمام الممثل الإسرائيلي" ايغال ناور " في فيلم لهيئة الإذاعة البريطانية يحمل اسم "بين النهرين" عن حياة صدام حسين.

وقد أسقط الاتحاد في نهاية المطاف التهديد بعد ان قال واكد انه لم يكن يعلم ان مشاركة الإسرائيلي في الفيلم الذي انتقد السياسة الخارجية للولايات المتحدة.. الاتحاد وكذلك النقاد الذين يرفضون أي تبادل ثقافي مع إسرائيل قالوا إن موقفهم يأتى تضامنا مع حقوق الفلسطينيين الإنسانية. ونقلت الصحيفة عن " رفيق الصبان" منظم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي السنوي قوله "في هذه الحالة ، الفن يجب ان يتبع السياسة وليس العكس .لأني لا أقبل فكرة وجود علاقات فنية مع إسرائيل قبل إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة."

إحباط اسرائيلي

وانتقلت الصحيفة الى موقف الطرف الآخر قائلة ان المسؤولون في السفارة الإسرائيلية المشددة الحراسة في القاهرة يقولون إنه على الرغم من وجود علاقات سياسية جيدة بين البلدين ، إلا انهم محبطين جدا بسبب المقاطعة الثقافية. السياحة بين البلدين انخفضت انخفاضا كبيرا منذ اتفاق السلام وحفنة فقط من الفنانين والكتاب والأكاديميين المصريين سافروا إلى الدولة اليهودية.

وعلق "شانى كوبر زوبيدا" الناطق باسم السفارة الإسرائيلية قائلا " منذ 30 عاما جاء السادات الى إسرائيل لكسر جدار الجهل والكراهية بين البلدين ، ونجح في بعض النواحي ..ولكن لا يزال موجودا بعض الطوب في الجدار من بينها العلاقات الثقافية".

وعلى الجانب الآخر في مصر يتفق مسؤولون رفيعوا المستوى على ان المقاطعة الثقافية لم تقلل من العلاقات السياسية القوية بين البلدين. وقال حسين أمين رئيس قسم الصحافة في الجامعة الأميركية " على مستوى رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية هناك العديد من المبادلات بين البلدين ، ولكن يمكنك رسم خط بينهم وبين جميع الفئات المختلفة في المجتمع التي لا تشجع على آي نوع من التعاون مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال ". وأضاف "أمين" أن اعتبارات حقوق الإنسان المحفزة للمقاطعة هي " أسباب محترمة ،" ولكنها مضلله. "عليك ان تفهم ان الناس و الجمهور يفعلون أشياء بمشاعرهم ، وليس بعقولهم ،"

ولكن معظم النقاد يختلفون. إبراهيم الهضيبى مثلا وهو عضو بارز في جماعة الأخوان المسلمين قال ان المقاطعة كلها حول السياسة. "التطبيع الثقافي لن يحدث أبدا طالما ان الفلسطينيين يقتلون ويذبحون ، والعالم كله على الجانب الاخر يراهم محرمون من حقوقهم الإنسانية " و أضاف الهضيبى وهو من خريجي الجامعة الأميركية " آنا دائما مع الحوار ، ولكنكم في حاجة الى مناخ جيد من اجل حوار صحي. لا تقتل الناس وبعد ذلك تطلب من الأحياء إجراء حوار."

نقد مبارك

ياسمين جودت الخضري 17 عاما من قطاع غزة تدرس فى الجامعة الأميركية ، تقول لا ينبغي السماح للإسرائيليين للدراسة في مصر حتى انتهاء الاحتلال. " السبب الرئيسي لكوني أعارض التطبيع هو انه لم يعد أحد يسمع الى الفلسطينيين ..الاحتلال اخذ كل فرصة وحق لدينا بما في ذلك الحق في التعليم."

ويلقى آخرين من نقاد التطبيع باللوم على اتفاقية كامب ديفيد مؤكدين أنها تشكل جزء من الانتقادات الكبيرة لحكومة الرئيس حسني مبارك وعلاقته بالولايات المتحدة واحتضانه للتجارة الحرة حيث قال محمود اللوزى استاذ الدراما وناقد معروف للتطبيع بالجامعة الأميركية "الشائعات دائما تنمو وتتطور وتكتسب دينامية في غياب الشفافية ،" و أضاف اللوزى " إذا كانت هناك مبادئ واضحة، و يؤمن الناس ان السياسات تستند الى هذه المبادئ ،لن يكون هناك شائعات اكثر. المشكلة هي أننا نتعامل مع أسباب التحول."

ولكن من بين طلاب الجامعة يوجد من يختلف مع المقاطعة الثقافية ضد إسرائيل مثل بسنت ربيع تؤيد التطبيع وتريد زيارة إسرائيل يوما ما .. قالت " الناس هنا بحاجة إلى أن يتعلموا التفريق بين إسرائيل والصهيونية واليهود " انت لا تستطيع ان تقول أن جميع الإسرائيليين لديهم معتقدات صهيونية ، لان ذلك يشبه القول إن كل العرب لديهم ميول إرهابية. هذا ما نتهم به دائما الغرب بالقول عنا ".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف