أخبار

الصومال: حيث الأطفال يذهبون ضحايا القتال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مقديشو: كان يوم 18 يونيو/حزيران 2007 كأي يوم آخر في حياة فهمو عدن، 34 عاماً، حتى وصلتها أنباء مقتل ابنها الأكبر في انفجار. وقالت الأم المكلومة التي تعمل بائعة بسيطة في العاصمة الصومالية مقديشو:

"سأعمل أي شيء لأرى ابني طبيعياً مرة أخرى"

"لقد كنت في السوق عندما دعتني إحدى صديقاتي لتخبرني أنها سمعت أن عبدي عزيز [الذي يبلغ من العمر 13 عاماً] صادف وجوده بالقرب من الانفجار. كنت قد أرسلته إلى المدرسة في وقت سابق من اليوم وتوجهت بعدها إلى السوق.

أصيب عبدي عزيز عبدولي بجروح خطيرة عندما انفجرت قنبلة عن بُعد وأودت بحياة بعض حراس رئيس الوزراء الأسبق علي جيدي.

في البداية أخبروني أنه قتل في الانفجار. كدت افقد وعيي ولكنني هرعت إلى مكان الحادث الذي لم يكن بعيداً عن السوق. وعندما وصلت إلى هناك وجدته على قيد الحياة وكنت في غاية السعادة.

ولكن سعادتي لم تدم طويلاً. فقد أخبرني الأطباء أن إصابته بالغة وأن العديد من الشظايا استقرت في جسده والأسوأ أن بعضها استقر في عموده الفقري مما أفقده القدرة على المشي.

اضطررت بعدها لترك عملي لأنه علي أن أرعاه ليل نهار. فهو لا يستطيع أن يذهب إلى الحمام أو أن يتحكم بحركة أمعائه. قلبي يعتصر ألماً عندما أراه على تلك الحال. لقد كان مفعماً بالحياة ويطمح لأن يصبح طبيباً ولكنني لا أعلم ما عساه أن يفعل في حياته الآن.

في كل مرة يأتي فيها أصدقاؤه لزيارته، ينفطر قلبي لما أراه في عينيه من شغف لأن يذهب معهم.

لقد بدأ يمزق كل الصور التي أخذت له قبل الإصابة ويقول أنه لا يريد أن يرى أياً منها.

أخبرنا الأطباء أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا له شيئاً في هذه البلاد. قالوا أنه بحاجة إلى علاج متخصص لا يتوفر هنا.

لا نملك القدرة على عرضه على طبيب هنا فكيف بالأحرى بالخارج. نحن عائلة فقيرة نعتمد على ما أستطيع كسبه من عملي في السوق الذي لم أعد قادرة على القيام به. ونعيش الآن على سخاء الأصدقاء والأقارب.

سأعمل أي شيء أو أقدم أي شي، حتى حياتي، لأرى ابني طبيعياً مرة أخرى، وأدعو كل يوم لأن تحصل معجزة".

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف