المحللون للأزمة اللبنانية لا يرون ثمة حلاً قريبا لها رغم اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت-القاهرة: يعتقد المراقبون للأزمة اللبنانية بأنه رغم اقتراب الموعد المحدد لانتخاب رئيس جديد للبنان في 22 ابريل / نيسان فإنه لا يوجد ما يشير إلى ذلك سيتحقق في وقت تتعثر فيه على ما يبدو دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الحوار الداخلي بسبب خلال على الأولويات بين الأكثرية والمعارضة. وفيما تشدد الأكثرية على أن الأولوية المطلقة يجب أن تكون لانتخاب رئيس الجمهورية الذي شاغر منصبه منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني، تقول المعارضة بضرورة الاتفاق على "سلة متكاملة" تشمل الرئاسة والحكومة المقبلة وقانون الانتخابات النيابية قبل التئام مجلس النواب لانتخاب الرئيس.
الأكثرية: جوهر الأزمة هي العلاقات مع سوريا
وتؤكد الأكثرية أن جوهر ألازمة في لبنان يكمن في العلاقات اللبنانية السورية المتوترة، في حين تتمسك المعارضة بان السبب الرئيسي هو عدم وجود قراءة لبنانية موحدة للملفات الداخلية. وفي هذا الإطار، قال النائب علي بزي من حركة أمل المعارضة التي يرأسها بري السبت، إن الحوار لا يزال يشكل الباب الصحيح والسليم للوصول إلى الحل . والذي لديه أبواب أخرى ليعلن هذه الأبواب. ويبدو أن الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة قررت بالفعل طرق أبواب أخرى سعيا لإيجاد حل لأزمة متعثرة.
وقال السنيورة لصحافيين الجمعة إن "المشكلة في لبنان لها مساران: أما انتخاب رئيس جمهورية في اقرب وقت، وأما تسليم الأمر إلى جامعة الدول العربية التي تدرس حاليا خطوات وآليات جديدة لحل الأزمة". وأضاف، بحسب ما جاء في كلامه الذي وزعه المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء، انه أصبحت لدى القادة العرب قناعة بان سوريا هي المعطل الرئيسي لعملية الانتخاب وبضرورة تصحيح العلاقات اللبنانية السورية.
وكان السنيورة قام أخيرا بجولة عربية شملت مصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين .سيستكملها قريبا بجولة أخرى تشمل الكويت والأردن والمغرب. ويهدف السنيورة من خلال جولاته، إلى شرح "الدور السوري المعطل لانتخابات الرئاسة في لبنان"، وهو ما كان تحدث عنه في الكلمة التي ألقاها عشية انعقاد القمة العربية في دمشق في 29مارس/ آذار، والتي طالب فيها بعقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب للبحث في أزمة لبنان.
انعقاد اجتماع وزاري عربي يبدو معقدا
وأفاد مصدر وزاري لبناني رافضا الكشف عن هويته أن مسألة انعقاد اجتماع وزاري عربي تبدو معقدة بعض الشيء بسبب ترؤس سوريا للقمة العربية حاليا. إلا انه أشار إلى التوصل إلى اتفاق على هامش الاتصالات التي أجراها رئيس الحكومة، على أن يجري الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اتصالا بدمشق لجس النبض حول موقفها من مسألة بحث الوضع اللبناني عربيا. وأشار المصدر الوزاري إلى أن زيارة موسى إلى لبنان في الوقت الحالي لن تكون مفيدة "بسبب عدم وجود معطيات جديدة".
وكانت القمة العربية جددت تأييدها للمبادرة العربية حول لبنان التي أطلقت في كانون الثاني/يناير. وتدعو هذه المبادرة الى انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان مرشحا توافقيا وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها للرئيس الصوت الوازن والاتفاق على قانون للانتخابات النيابية. وكلفت القمة موسى مواصلة سعيه لتنفيذ المبادرة. في خط مواز، بدأ بري أيضا تحركا عربيا لشرح أهمية دعوته إلى الحوار التي أطلقها قبل انعقاد القمة. وزار سوريا الاثنين.
بري: سوريا صادقة في السعي للحل
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن السبت عن بري قوله "أتيت من سوريا بما لم تحلم الموالاة به يوما"، مضيفا أن "سوريا صادقة في السعي للتعاون من اجل إيجاد حلول للازمة" في لبنان. وقال النائب بزي إن بري طلب موعدا من المملكة العربية السعودية لزيارتها، وان المعنيين يعرفون المواعيد المطلوبة لهذه الزيارة، رافضا الكشف عن تفاصيل إضافية "لأسباب أمنية". ولعل بري الذي أعلن نيته التوجه إلى الخارج لشرح مبادرته الحوارية لم يكن يتوقع رفضا لها في الداخل برز خصوصا على لسان رئيس الحكومة.
بري يلتقى مبارك غدا لبحث الأوضاع على الساحة اللبنانية
ويلتقى برى غدا مع الرئيس المصري حسني مبارك في اطار زيارته الى مصر اليوم ضمن جولة له على عدد من الدول العربية وذلك لبحث الأوضاع على الساحة اللبنانية. وذكر مصدر دبلوماسي مصري ان محادثات بري مع الرئيس مبارك ستتناول ايضا أزمة الرئاسة في لبنان والزيارة التي قام بها بري الى العاصمة السورية.
وتأتي زيارة بري الى مصر بعد حوالي اسبوع على زيارة قام بها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الى القاهرة حيث التقى مع الرئيس مبارك وعدد من القيادات المصرية والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في اطار السعي المصري والعربي لحل الازمة اللبنانية.
التعليقات
معادلة سوداء
رامز البيروني -عصارة الهزّات المتلاحقة منذ عقود، لما جرت العادة على تسميته بالأزمات اللبنانية، تستقيم في النهاية ضمن معادلة قاطعة لا مكان فيها للتنسيب : إما أن يحيا لبنان، وإما أن يحيا نظام عائلة الأسد. لا مكان في المنظقة للإثنين معاً. معادلة تترسخ تدريجياً في صميم تفكير اللبنانيين، وفي صميم أفعالهم وسلوكياتهم المقبلة.
معادلة سوداء
رامز البيروني -عصارة الهزّات المتلاحقة منذ عقود، لما جرت العادة على تسميته بالأزمات اللبنانية، تستقيم في النهاية ضمن معادلة قاطعة لا مكان فيها للتنسيب : إما أن يحيا لبنان، وإما أن يحيا نظام عائلة الأسد. لا مكان في المنظقة للإثنين معاً. معادلة تترسخ تدريجياً في صميم تفكير اللبنانيين، وفي صميم أفعالهم وسلوكياتهم المقبلة.