بوتين يبدأ حقبة ما بعد الرئاسة مطلع الاسبوع المقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: يبدأ الرئيس فلاديمير بوتين "مرحلة ما بعد الرئاسة" خلال مؤتمر الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" الذي يعقد في موسكو الاثنين والثلاثاء المقبلين، ويتولى خلاله الرئيس المنتهية ولايته قيادة الحزب قبل اقل من شهر على رحيله من الكرملين. ودعي بوتين الذي سيعين رئيسا للوزراء اعتبارا من الثامن من ايار/مايو غداة رحيله من الكرملين، الى قيادة حزب "روسيا الموحدة" وهي سابقة في تاريخ روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي. وبفضل هذه المبادرة سيتمكن بوتين من الاحتفاظ بثقله على الساحة السياسية.
وقال الكرملين انه يتوقع ان يشارك الرئيس الثلاثاء في الساعة الثامنة بتوقيت غرينيتش في المؤتمر الذي سيغطي وقائعه حوالى 800 صحافي معتمد. وافادت مصادر عدة ان خلفه ديميتري مدفيديف سيحضر المؤتمر ايضا. وساهم هذا المؤتمر، الذي حضر في سرية تامة، في انتشار الشائعات حول الدور المقبل لبوتين الذي يحظى بشعبية كبيرة وتقاسم السلطات بين المسؤولين في اكبر دولة في العالم التي ينص دستورها على ان يتمتع الرئيس بصلاحيات واسعة.
وصب الرئيس الحالي لحزب "روسياالموحدة" بوريس غريزلوف الزيت على النار بادلائه بتصريحات متناقضة حول جدوى انضمام مدفيديف الى الحزب. وقال غريزلوف هذا الاسبوع "لقد دعونا على الدوام فلاديمير بوتين وديميتري مدفيديف للانضمام الى حزبنا وسنستمر في القيام بذلك" بعد ان اكد ان منصب "القائد الاعلى" للجيوش لا يسمح لمدفيديف بالانضمام الى الحزب.
وقالت صحيفة "فيدوموتسي" الخاصة باوساط الاعمال الجمعة ان بوتين سيتمتع ب"موقع استراتيجي" في "روسيا الموحدة" من دون ان يصبح عضوا فيه. وكتبت الصحيفة نقلا عن مصادر في الكرملين والحزب الحاكم ان "الاخير سيجري تعديلات في نظامه لتولي شخصية منصب قيادي من دون ان تكون عضوا فيه".
وقبل الانتخابات التشريعية في كانون الاول/ديسمبر 2007، التي كان بوتين خلالها على رأس لائحة حزب روسيا الموحدة، نظمت حملة اعلامية مكثفة بهذا المعنى ونقل التلفزيون تظاهرات في كافة انحاء روسيا طالبت بان يبقى بوتين "زعيما وطنيا" بعد رحيله من الكرملين. ويرى المحللون في انضمام بوتين الى حزب روسيا الموحدة توجها الى نظام شبيه بالحزب الشيوعي خلال الحقبة السوفياتية عندما كان امينه العام رئيسا للبلاد.
وقال الكسندر كونوفالوف رئيس معهد التقيم الاستراتيجي "اذا تولى بوتين رئاسة حزب ينتمي اليه حوالى مليوني شخص ولا يكون مدفيديف عضوا فيه نرى بوضوح من يقود روسيا". واضاف كونوفالوف لوكالة فرانس برس ان المشكلة هي طريقة عمل حزب "روسيا الموحدة"، "وهو كناية عن مجموعة من البيروقراطيين الحريصين على البقاء في السلطة التي لا يمكن الاعتماد عليها". وهذا يبرر في رأيه تردد بوتين في الانضمام الى الحزب.
من جهته رأى المحلل السياسي اندريه ريابوف من مركز كارنغي في موسكو ان انضمام بوتين الى الحزب الحاكم "الممثل في كافة الهيئات الحاكمة سيزيد من الثقل السياسي واستقلالية" بوتين في منصب رئاسة الوزراء. واضاف المحلل في مقال نشر في "نوفايا غازيتا" الخميس ان رئيسا للوزراء يكون في آن رئيسا للحزب الحاكم "اشبه بالتركيبة التي كانت قائمة في العهد السوفياتي".